سياسة عربية

دراسة أمريكية حول علاقة لواء شهداء اليرموك بتنظيم الدولة

الدراسة: لا يمتلك أحد الجرأة على زعزعة كيان لواء شهداء اليرموك الذي يقوده أبو علي البريدي - تويتر
الدراسة: لا يمتلك أحد الجرأة على زعزعة كيان لواء شهداء اليرموك الذي يقوده أبو علي البريدي - تويتر
نشر الموقع الرسمي للباحث الأمريكي جوشوا لانديس، الأستاذ بجامعة أوكلاهوما وعضو مركز دراسات حول الشرق الأوسط، دراسة عن مسيرة لواء شهداء اليرموك، وهيكلته وتوجهاته العقدية، وعلاقته بتنظيم الدولة وبقية أطراف الصراع في سوريا.

وبين التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن أول ظهور للواء شهداء اليرموك، كان في أوائل 2012، باسم كتيبة شهداء اليرموك في الجنوب الغربي لريف درعا، مشيرا إلى أنه اكتسب شهرة في آذار/ مارس 2012، عندما قام بخطف أربعة جنود فلبينيين من البعثة الأممية المتمركزة قرب مرتفعات الجولان المحتل، وبدأت قدرات هذا اللواء تتطور في 2013، بعد انضمام سكان محليين إلى صفوفه.

وذكر أن لواء شهداء اليرموك شارك في تموز/ يوليو 2013 في عملية "أم المعارك" لاستعادة مدينة نوى التابعة لمحافظة درعا من سيطرة قوات النظام، إلا أن جهوده باءت بالفشل. "وإلى هذا الحد بقي اللواء محافظا على شعاراته الوطنية، وانضم في تشرين الثاني/ نوفمبر إلى تحالف يضم 50 فصيلا مقاتلا أطلق عليه اسم "مجلس قيادة الثورة في المنطقة الجنوبية".

وقال إن لواء شهداء اليرموك قام في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، بنشر فيديو يستعرض فيه قدراته العسكرية. وقد صرح حينها قائد اللواء، علي البريدي الملقب بـ"الخال" بأن اللواء يسيطر على منطقة تمتد من تل الشهاب قرب الحدود مع الأردن، إلى هضبة الجولان المحتل.

وأضاف أن اللواء شارك في معارك كبرى، مثل: الشيخ مسكين، ونوى، ومعارك في مناطق أخرى من درعا، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014. "وفي تلك الفترة؛ بلغت المعارك ذروتها، وتكبد النظام خسائر كبرى، فقدَ على أثرها سيطرته بشكل كامل على نوى ومقر اللواء 112 للمشاة، وبذلك بسط لواء شهداء اليرموك نفوذه على المنطقة بعد دحر قوات النظام".

وأشارت الدراسة إلى إن العلاقة بين لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة توترت في كانون الأول/ ديسمبر 2014، حينما أصبح جليا للعيان؛ موالاة هذا اللواء لتنظيم الدولة، بعد أن كان التعاون بين الطرفين يتم بشكل غير معلن، "وإثر ذلك؛ دارت معارك بين الطرفين، بعد أن اعتبرت جبهة النصرة أن هذا اللواء هو ذراع تنظيم الدولة في المنطقة".

وأوضحت أن الصورة باتت واضحة منذ مواجهات كانون الأول/ ديسمبر 2014، عندما قام عناصر لواء شهداء اليرموك المتواجدين على مداخل مناطق سيطرتهم؛ برفع نفس العلم الذي يرفعه تنظيم الدولة، ما يعني وجود تنسيق محكم بين اللواء وتنظيم الدولة.

وبحسب هذه الدراسة؛ فإنه يبدو أن لواء شهداء اليرموك قام خلال العام الجاري بتطوير هيكلة إدارية شبيهة بتلك التي يمتلكها تنظيم الدولة، وتضم هذه الهيكلة الجديدة: مكتب دعوة، ومحكمة إسلامية، وقوة شرطة إسلامية.

ونشرت الدراسة إعلانا للواء عبر حسابه في موقع "تويتر"، يعلن فيه عن اعتزام "ديوان الحسبة" التابع له، القيام بتوزيع كمية من "البراقع" على النساء في المنطقة.

وفي السياق نفسه؛ نظم اللواء حملة إعلامية على شاكلة الحملات الإعلامية لتنظيم الدولة، والتي تظهر حياة الناس في المناطق الخاضعة لسيطرته، بالإضافة إلى توزيع مطويات دعوية على الناس، وتصوير ابتهاجهم بانتصار اللواء على أعدائه. ويذكر أن جماعات أخرى مثل "بوكو حرام" تقوم بالأمر نفسه، حيث تحاكي الحملة الإعلامية لتنظيم الدولة، وتنشر صورا لحياة الناس في مناطق سيطرتها.

وذكرت الدراسة أنه رغم تعدد مظاهر التقارب بين تنظيم الدولة، وبين لواء شهداء اليرموك؛ فإن التنظيم لم يعلن منطقة درعا التي يسيطر عليها لواء شهداء اليرموك ولاية تابعة له؛ ليصبح التنظيم بالتالي متواجدا بصفة رسمية في هذه المنطقة.

وتابعت: "لكن تنظيم الدولة لا يبدو متحمسا لذلك، فهو لم يقدم على التواجد في المنطقة منذ أن كانت جبهة النصرة بقيادة الجولاني متواجدة فيها، ويرجع ذلك إلى كون المنطقة التي يسيطر عليها اللواء تعد معزولة عن باقي مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، ولكن يمكن أن يكون التصريح بهذه الخطوة مسألة وقت لا غير".

وختمت الدراسة بالتأكيد على الخطر الذي يشكله توسع لواء شهداء اليرموك على الثوار السوريين، إذ إنه لا يمتلك أحد الجرأة على زعزعة كيان هذا اللواء، باستثناء جيش الفتح المتواجد في الجنوب، والذي يبدو أحرص طرف على تدمير لواء شهداء اليرموك، على عكس القوى المتواجدة في الشمال التي لا تعيره أي أهمية.
التعليقات (2)
ابو عدي
الإثنين، 21-09-2015 01:04 م
بعين الله
زائر
الأحد، 20-09-2015 12:12 م
قتال المجاهدين بعضهم البعض ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم اذا التقي المسلمان بسيفيهما القاتل والمقتول في النار