واشنطن بوست: أمريكا حائرة حيال التطورات الأخيرة بالسعودية
لندن - عربي21 - باسل درويش09-Sep-1503:11 PM
0
شارك
واشنطن بوست: الولايات المتحدة حائرة في التطورات الحديثة داخل العائلة السعودية الحاكمة - أ ف ب
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لديفيد إغناتيوس، قال فيه إن اجتماع الرئيس أوباما الجمعة الماضية مع الملك السعودي الملك سلمان، جاء في وقت يراقب فيه المسؤولون الأمريكيون المنافسة المحتملة على ولاية العهد بين ابن الملك الشاب الطموح وولي العهد، الشريك الاستخباراتي للولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى أنه قد رافق الملك سلمان البالغ من العمر 79 عاما، في زيارته إلى البيت الأبيض ابنه البالغ من العمر 30 عاما، وهو يتقلد منصب نائب ولي العهد ووزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. وهو رسميا وريث العرش بعد الأمير محمد بن نايف البالغ من العمر 56 عاما، الذي كان رئيسا للمخابرات ووزيرا للداخلية وكان لسنوات طويلة الحليف السعودي الرئيس للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب وتنظيم القاعدة.
وتذكر الصحيفة أن الجانبين وصفا لقاء البيت الأبيض بالناجح، وأدلى الأمير محمد بن سلمان بدلوه، حيث دعا إلى تقوية "الشراكة الاستراتيجية" لتمتاز بعلاقات تجارية واقتصادية أوسع وأبعد من دور المملكة التقليدي كونها مصدرا للنفظ. وحذر أوباما من أن الحملة التي تقودها السعودية في اليمن، التي يدافع عنها الأمير محمد بن سلمان، خلقت ما وصفه مسؤول في الإدارة بالوضع الإنساني الكارثي، الذي "سيفيض في النهاية ليؤثر على المملكة".
ويبين الكاتب أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا في الأسابيع الماضية إلى الدور القوي الذي يؤديه الأمير محمد بن سلمان في السياسة السعودية والتجاذبات السياسية في المملكة.
ويلفت التقرير، الذي ترجمنه "عربي21"، إلى أن الأمير محمد بن سلمان التحق في تسلسل الخلافة في شهر نيسان/ أبريل، عندما تم إعفاء الأمير مقرن بن عبدالعزيز من ولاية العهد، وانتقل الأمير محمد بن نايف لشغل ذلك المنصب. ويرى المراقبون أن الملك قام بتغيير الخلافة مرة عندما عزل الأمير مقرن فقد يفعلها ثانية لصالح ابنه.
وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين العرب قوله عندما سئل عن الأمير محمد بن سلمان: "دعونا نكن واقعيين، إنه ابن الملك، وهناك احتمال كبير بأن يكون الملك القادم. وكلما طال حكم سلمان تزيد فرص أن يكون محمد بن سلمان الملك القادم". وشدد هذا المسؤول على أهمية أن تقلد الولايات المتحدة ما تقوم به دول الخليج وأوروبا من تهيئة لابن الملك ليكون الملك القادم.
ويضيف هذا المسؤول العربي: "لا تكونوا قلقين، استثمروا في محمد بن سلمان، وتعرفوا عليه، كما فعلتم مع محمد بن نايف، خذوه إلى وول ستريت، خذوه إلى سيليكون فالي. أشعروه بأنكم مهتمون"، بحسب الصحيفة.
ويستدرك إغناتيوس بأن الوجه الآخر للجدلية هو أن تبقى الولايات المتحدة بعيدة عن سياسات الخلافة في أي بلد أجنبي، خاصة السعودية. مشيرا إلى اعتقاد مسؤولين كبار أن أي شيء قد يرى على أنه ضغط أمريكي قد يؤدي إلى ردة فعل.
وينوه التقرير إلى أن آخرين يجادلون بأن نسبة المغامرة إلى الفائدة عالية بالنسبة للأمير محمد بن سلمان؛ وأنه قد تتحقق فوائد كثيرة من وجود ملك سعودي شاب ونشيط ويريد أن يسير في طريق التحديث على نهج الإمارات العربية المتحدة.
وتجد الصحيفة أنه واضح أن المسؤولين السعوديين لم يسألوا أمريكا عن رأيها في موضوع الخلافة، ولكن البعض يشعر أن مثل هذا السؤال سيأتي قريبا، وقد يضطر هذا واشنطن لأن تقرر إن كانت تريد أن تقدم نصحا أو أن تبقى ساكتة.
ويقول الكاتب إن الملك سلمان وابنه قاما ببعض المبادرات الدبلوماسية القوية، فقد فتحوا حوارا عريضا مع روسيا، وأرسلوا وفدا كبيرا (يضم عددا من الوزراء) إلى المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ في شهر حزيران/ يونيو. وقام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بمقابلة نظيريه الأمريكي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف في بداية آب/ أغسطس في الدوحة في قطر في محادثات ثلاثية بخصوص سوريا.
ويفيد التقرير بأن أكثر تحركات الأمير محمد بن سلمان إثارة للاهتمام هو مقابلته في الرياض أكبر المستشارين الأمنيين لبشار الأسد علي مملوك في تموز/ يوليو، بوساطة روسية. وقام وزير الدفاع الشاب "بطرح فكرة إمكانية بقاء الأسد في الحكم بشرط أن تذهب إيران"، بحسب ما قاله مسؤول في الإدارة. موضحا أن أي طرح يسمح ببقاء الأسد يعد تحولا حادا في السياسة السعودية الرسمية، وإشارة إلى الثمن الذي تستعد السعودية لتكبده لتخفيف النفوذ الإيراني في دمشق.
ويرى إغناتيوس أن على السعودية أن تتحمل تداعيات دعوتها إلى روسيا لإحداث تحول سياسي في سوريا، فقد بدأت روسيا بإدخال معدات عسكرية إلى شمال سوريا الأسبوع الماضي، ربما لتجهيز قاعدة تستطيع أن تستخدمها الطائرات في الحرب على تنظيم الدولة وغيرها من المجموعات المتطرفة المعارضة للأسد، كما أن روسيا عقدت اجتماعات سرية مع معارضين سوريين.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن البيان المشترك الصادر بعد أجتماع البيت الأبيض يوم الجمعة، قد أشاد "بالعلاقة القوية" بين الرياض وواشنطن. ويجد الكاتب أن هذا صحيح، مستدركا بأن الولايات المتحدة حائرة في التطورات الحديثة داخل العائلة السعودية الحاكمة.