صحافة دولية

لوفيغارو: نجاح وهمي للحرب الأمريكية ضد تنظيم الدولة

هل فعلا يعتبر تنظيم الدولة قويا وهزيمته ليست سهلة؟ - أرشيفية
هل فعلا يعتبر تنظيم الدولة قويا وهزيمته ليست سهلة؟ - أرشيفية
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية مقالا تحدثت فيه عن ما أسمته "زيف التصريحات الرسمية الأمريكية التي تتحدث عن انتصار الولايات المتحدة في الحرب التي تقودها ضد تنظيم الدولة"، في مقابل نجاح هذا التنظيم في تعويض خسائره البشرية وتأمين مداخيل مادية ضخمة ومستقرة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من القادة العسكريين الأمريكيين يواجهون اتهامات "بتضخيم انتصارات الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم الدولة".

وشكك الكثيرون في تصريحات البنتاغون والبيت الأبيض التي تزعم دائما أن تنظيم الدولة يتكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة في سوريا والعراق.

وأضاف التقرير أن جون ألن، الجنرال الأمريكي المتقاعد، ومنسق العمليات الأمريكية ضد تنظيم الدولة، قد صرح في مؤتمر أمني في مدينة أسبن بولاية كولورادو، بأن تنظيم الدولة يشهد تقهقرا في المدة الأخيرة.

واعتبرت الصحيفة أن المشكلة تكمن في كون هذه التصريحات ترتكز على تقديرات خاطئة من الأساس، حول نتائج الضربات الموجهة لمقاتلي التنظيم في مدينة الرقة التي تمثل معقلهم في سوريا.

فقد تم تقديم تقديرات مبالغ فيها، للإيهام بنجاح الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد التنظيم؛ ما جعل المفتش العام للبنتاغون، جون ريمر، يفتح تحقيقا داخليا حول هذه المغالطات، بناء على شكوى تقدم بها موظف في وكالة الاستخبارات العسكرية.

وبحسب هذا الموظف، الذي تقاطعت شهادته مع شهادات موظفين كثيرين غيره، فإن مسؤولي المركز الرئيسي لمراقبة سير العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، الواقع في قاعدة ماك ديل العسكرية في تامبا باي بولاية فلوريدا، قاموا بتحريف وحجب معلومات استخباراتية، جمعتها 17 وكالة استخباراتية أمريكية، قبل أن يقوموا بنقلها إلى القيادة العليا في البنتاغون والبيت الأبيض.

وذكر التقرير أنه من الممكن أن يكون تنظيم الدولة فقد حوالي عشرة آلاف مقاتل، وهو رقم ضخم بالنسبة لتنظيم يملك ثلاثين ألف مقاتل، لكن التدفق المتواصل للمقاتلين الجدد على التنظيم يجعله لا يضعف.

وقالت الصحيفة إن تنظيم الدولة يعتمد خطة الاندساس بين المدنيين، لتجنب الضربات الجوية المدمرة، بالإضافة إلى امتلاكه سيولة مالية تقدر بما لا يقل عن مليار دولار، استولى عليها من البنوك السورية والعراقية، ومن الأرباح التي يجنيها من بيع البترول في السوق السوداء.

وأضافت الصحيفة أن هذه التغيرات تبدو مقلقة، لأنها تعيد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة للغرب؛ فخلال حرب فيتنام، أمر القادة العسكريون الميدانيون بإرسال تقارير مطمئنة للقيادة عن الوضع، وبتضخيم حجم الخسائر المتوقعة في صفوف الفيتناميين الشماليين.

واعتقد الجنرال الأمريكي "واست مورلاند" آنذاك أن هذا التضخيم سيؤدي إلى الانتصار في المعركة، إلا أن ذلك أدى إلى تسريع الانهيار.

وتواصل الأمر إلى حد وقوع هجمات "تات" في سنة 1968، التي أدهشت إدارة الرئيس جونسون والرأي العام، وبددت الأحلام بقرب تحقيق النصر على الفيتناميين.

وتحدثت الصحيفة عن وجود أصوات معارضة لهذه البيروقراطية غير المستقرة، والتي تعتمد شعار "كل شيء يسير على أفضل ما يرام"، حيث أبدى قائد الأركان السابق، مارتن ديمسي، نوعا من الخضوع للسلطة التنفيذية، وأعرب عن تخوفه من الاستراتيجية المعتمدة لمواجهة تنظيم الدولة منذ إطلاق عملية "العزيمة الصلبة" في آب/ أغسطس 2014.

واعتبر "جون ألن" أن الحرب ضد تنظيم الدولة صعبة، وأنها تحتاج عقدا من الزمن لتحقيق نتائج ملموسة.

وفي الختام أشارت الصحيفة إلى أن التطورات الميدانية الأخيرة تؤيد التقييمات السلبية، ففي يوم الخميس الماضي قتل جنرالان عراقيان عند نقطة تفتيش في مدخل مدينة الأنبار، إثر انفجار سيارة مفخخة؛ وتجاوزت دائرة سيطرة تنظيم الدولة مدينة الأنبار، وطالت مدينة الموصل.

وفي سوريا كذلك، قام عناصر من التنظيم باقتحام خمس قرى قرب حلب،  بعد أن قاموا بتدمير آثار مدينة تدمر التاريخية. ويواصل التنظيم نفسه انتشاره في أفريقيا الوسطى وآسيا وليبيا وأفغانستان.
التعليقات (0)