لقد قال أوجلان: إن
دميرطاش مشروع سياسي، أما أنا فميدانيّ على الأرض. هكذا سمعنا الرواية دون أن ندري هل هي صحيحة أم موضوعة، أعتقد بأن أوجلان كان يحاول صنع منافس له، يشغل الفراغ الذي تركه غيابه في السجن، لكن بالطبع لا يمكن المقارنة بين دميرطاش وأوجلان.
في اختبارات الفيزياء والهندسة، في المسائل الحسابية إذا استطعت حل المسألة بشكل تام، يقوم المعلم بتصحيح طرق حل المسألة إذا كانت صحيحة ويضع بعض العلامات.
يُقال: "الطريق المّتبعة صحيحة".
فإذا كانت هذه الرواية عن أوجلان كاذبة كليا، فإن الطريق المتبعة صحيحة.
توزيع الأدوار: دميرطاش
بعد
الانتخابات الرئاسية بدأ صيته واسمه بالتعاظم، وكان يتعاظم في مكانين اثنين، الأول: داخل
حزب الشعوب الديمقراطي، والثاني على الصعيد الدولى كقائد يساريّ.
لقد لاحظ دميرطاش تعاظم اسمه، فبدأ بتغيير شخصيته وطريقة كلامه بما يتناسب مع الأحداث.
لم يجد مشكلة في دفع "إمرالي" إلى الخطة، يقال إن دميرطاش سرق الدور من أوجلان، لكن إلى متى؟ ربما إلى أن تبدأ ماكينة الإرهاب بالعمل!
إن مفتاح ماكينة الإرهاب مع قنديل، فهو الذي يعطي القرارات وهو الذي يعطي البيانات.
كم دورا ذكرنا؟
ثلاثة.
دور لأوجلان، دور لدميرطاش، دور لقنديل.
أوجلان
في هذه الأيام لا يوجد شخص يعرف أفكار أوجلان. وإن عرف شخص ما، لا يشارك ما يعرفه، لقد تأثّر أوجلان من عملية التسوية. وكان له دور في تفعيلها.
لقد نطق حتى في رغبته أن يترك حزب العمال الكردستاني سلاحه.
لكن، هناك نقطة يجب الاهتمام بها، وهي أن قنديل العامل المؤثر في العملية.
قنديل، حيث أنها ترد على رسائل إمرالي باحترام غير أنه يطبق سياسته الخاصة.
لقد كان وقع ذهاب الإرهابيين خارج الحدود ثقيلا عليه.
لم يكن متشبثا بقرار "ترك السلاح".
في النهاية، عندما قرّرت
تركيا القتال ضد داعش بشكل واضح، فقدت قنديل منزلتها في أمريكا.
عندما أقول إنها فقدت منزلتها، لا أقصد أنها فقدتها بشكل كامل. بل بشكل جزئي.
بعد جريمة سوروج وجدوا الحجة للبدء بهوايتهم بممارسة القتل مرة أخرى.
إلى ماذا تهدف قنديل؟
لقد بدأت باستخدام أكراد الداخل لفتح الطريق أمام أكراد الخارج.
لقد عمدت إلى افتعال المشاكل الداخلية لإجبار تركيا على الدخول إلى سوريا.
مثلا، في الشمال السوري عملت على ردع كل من يحاول تخريب حصار حزب الاتحاد الديمقراطي.
ما هذه الخطوة؟
في شمال سوريا، يجب عمل منطقة آمنة لحماية مكان عمل الجيش السوري الحر.
عندما يتم عمل منطقة آمنة سوف يتم خرق الحصار المفروض من طرف حزب الاتحاد الديمقراطي من المنتصف.
ربما لمثل هذا السبب، ثارت مخاوف قنديل وجعلتها تبدأ بإرهابها مرة أخرى.
سيتم التحدث عن تسليح الشعب من جديد، عندما يبدأ الإرهاب مرة أخرى..
الانتخابات وتغيّر الخطاب
عندما يصبح في الأفق انتخابات جديدة، يشعر دميرطاش أنه بحاجة إلى خطاب الأصوات الأمينة التي تذهب إلى حزب الشعوب الديمقراطي.
ماذا قال؟
قال: يجب على حزب العمال الكردستاني ترك السلاح بدون شروط.
إنها مفاجأة، حيث إن دميرطاش لا يمكن أن يوصي أو ينصح قنديل بهذا الكلام.
لقد رفضت قنديل النداء على لسان "جميل بايك".
لقد سئل دميرطاش عن هذا بالأمس في المؤتمر الصحفي.
كان جوابه أن هذا الكلام قيل في مقابلة قديمة.
في لحظة كلام دميرطاش كانت صفحة قنديل على الإنترنت تنشر مقابلة لدوران كلكان. كانت المقابلة بمثابة ضبط لدميرطاش.
عندما كان دميرطاش وقنديل يتأرجحان في أوروبا، كان برلمانيو حزب الشعوب الديمقراطي لا يخفون علاقتهم بالإرهابيين.
الآن، في جو إرهابي نذهب إلى الانتخابات.
رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وكما ينص الدستور، سوف يشكّل حكومة انتخابات من جميع الأحزاب في البرلمان.
حزب الشعوب الديمقراطي وضع خطوطا حمراء بشكل مبدئي: إذا لم تستشيرونا فلن نشارك معكم في حكومة الانتخابات.
بعد هذه التصريحات تغيّر كلامهم وقالوا: لا يهم من سيختار داود أوغلو، إذا أراد منا برلمانيين فليأخذ من يريد.
في بداية الأمر قلت لا أصدق إذا لم أر بعيني، لكن لا يمكن الهروب من القوانين. سوف يدخل حزب الشعوب الديمقراطي إلى الحكومة.
من ناحية وزراء من حزب الشعوب الديمقراطي، ومن ناحية أخرى إدارة الإرهاب في المنطقة.
هذا هو هوس الديمقراطية، وربما هو اختبار الديمقراطية.
لا أعلم هل للسؤال معنى، لقد أصبحتم برلمانيين مناضلين بلسان قنديل.
لقد أصبحتم وزراء في الدولة، ماذا تريدون أيضا؟
يوسف ضياء جومرت
(عن صحيفة "يني شفق" التركية - ترجمة وتحرير تركيا بوست، خاص بـ"
عربي21")