دعا دبلوماسيو
أمريكا اللاتينية لانتهاج سياسات أشد صرامة، وتطبيق
العقوبات والمقاطعة ضد إسرائيل لممارستها "سياسات الفصل العنصري"، خلال حديثهم في مؤتمر عقد بلندن، السبت، بعد عام من مواجهة إسرائيل لانتقادات واسعة النطاق من أمريكا اللاتينية لهجومها على قطاع غزة.
كما نبه
الدبلوماسيون خلال حلقة نقاش بعنوان "فلسطين وأمريكا اللاتينية في القرن الـ21: بناء التضامن مع الحقوق الوطنية"، الذي نظمته مؤسسة "ميدل إيست مونيتور" الإعلامية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، إلى أن المزيد من التدهور في العلاقات مع إسرائيل قد يكون أمرا مطروحا.
وعن فكرة عقد المؤتمر، قال مدير "ميدل إيست مونيتور"، داوود عبد الله، إن "الفكرة تم استلهامها من الدعم الدبلوماسي والشعبي المتزايد من أمريكا اللاتينية للقضية الفلسطينية خلال عملية الجرف الواقي التي نفذتها إسرائيل ضد قطاع غزة الصيف الماضي، وبناء على هذه التطورات، كان التركيز الرئيسي على مدار يوم المؤتمر، من السياسيين والأكاديميين والنشطاء على حد سواء، يتمحور حول الأهمية المتزايدة للعلاقات والتضامن ما بين البلدان التي يشار إليها غالبا باسم "الجنوب العالمي".
وحذر وزير الإكوادور للثقافة، غيالم لونج، خلال حديثه في مؤتمر عقد بلندن، من أنه إذا تم تكرار حرب عام 2014، التي وصفها بأنها ممارسة "إبادة جماعية"، فيجب على إسرائيل أن تتوقع إجراءات مماثلة، أو حتى أشد خطورة، تتخذها حكومات أمريكا اللاتينية.
وأشار لونج في خطابه إلى أن تضامن أمريكا اللاتينية مع فلسطين كان يتركز ضمن اليسار السياسي منذ فترة طويلة، ولكن ما استجد اليوم هو أن هذا اليسار أصبح الآن يعتلي دفة الحكم في العديد من البلدان في جميع أنحاء المنطقة، ويتذكر اليسار، كما يقول لونج، "الدور التاريخي الذي لعبته إسرائيل في أمريكا اللاتينية"، من خلال مبيعات الأسلحة ودعم الديكتاتوريات والجماعات اليمينية شبه العسكرية.
واعتبر وزير الثقافة الإكوادوري أن "سياسات إسرائيل
العنصرية" ينظر إليها من قِبل حكومات المنطقة من خلال عدسة "معاداة الإمبريالية ومكافحة الاستعمار، وهي قضية حساسة للغاية في أمريكا اللاتينية"، وفي الوقت عينه، يُعدّ دعم فلسطين جزءا من نضال أوسع "ضد أوجه الظلم العديدة ضمن النظام العالمي الحالي".
وكشف لونج أثناء ندوة صحفية عقدت على هامش المؤتمر، بأن رحلته إلى المؤتمر "تعرضت لضغوطات مضادة"، لكنه امتنع عن تزويدنا بأي تفاصيل عن طبيعة هذه الضغوط عندما سألناه عنها خلال فترة الاستراحة، وقال: "عندما نفكر في علاقات الجنوب مع الجنوب، وحتى في أبسط السياقات، يوجد دائما أشخاص يحاولون منع حصولها".
وأعرب مندوبو المؤتمر عن بعض الإحباط الذي يراودهم نتيجة لعدم إقدام حكومات أمريكا اللاتينية على المضي قدما، سيما لجهة العقوبات الاقتصادية، وردا على ذلك، قال الوزير لونج بأنه شخصيا يعتقد أنه "من الممكن اتخاذ المزيد من الخطوات والإجراءات تجاه مقاطعة البضائع الإسرائيلية"، ومع تشديده على الخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها بالفعل في هذا المجال، أشار لونج بأن "هذه هي البداية وليست نقطة النهاية".
وأيد السفير البوليفي "نظام العقوبات" الذي يستهدف إسرائيل، وذلك في خضم تعبير اللجنة عن شعورها بالإحباط تجاه الممارسات الإسرائيلية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، وكما يقول الوزير لونج: "الممارسات الإسرائيلية الأخيرة وصلت إلى حد الانتحار الجيوسياسي"، وذلك في ظل الصعوبة المطردة للوصول إلى حل الدولتين، والناجمة عن هذه الممارسات.
هذا وقد ضمت اللجنة الثالثة في المؤتمر، التي كانت تعنى بالبحث في مسائل الرأي العام، الحركات الاجتماعية، ووسائل الإعلام، والمراسلة السابقة لقناة الجزيرة في أمريكا اللاتينية ديمة الخطيب، ورئيس الاتحاد الوطني في المملكة المتحدة الوطنية فيليبا هارفي، ومنسق حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في أمريكا اللاتينية بيدرو شربل.
المصدر: ميدل ايست مونيتور، بقلم الصحافي والناشط البريطاني بن وايت