ملفات وتقارير

ضابط منشق: الضابط السني في الجيش السوري "طرطور"

يقول أبو عمار إن نفوذ الجنود وصف الضباط العلويين يفوق الضباط السنة - أرشيفية
يقول أبو عمار إن نفوذ الجنود وصف الضباط العلويين يفوق الضباط السنة - أرشيفية
التقت "عربي21" به في مدينة إزمر التركية، بعد أن قرر اللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية، بعدما فقد الأمل بأن يُسمح له بشكل أو بآخر أن يكون مؤثرا في مسار الثورة السورية، كغيره من الضباط المنشقين الذين همشوا "وأوكلت مهام القيادة العسكرية إلى مدنيين غير مختصين"، وفق قوله.

"أبو عمار" عقيد منشق كان قائدا لإحدى الكتائب التابعة لقوات النظام السوري في مدينة تدمر، وسط سورية، لدى اندلاع الثورة السورية، حاول مرارا أن يكون خارج دائرة القمع للمواطنين الثائرين، وعندما أدرك أنه سيجبر على ذلك، بعد نحو عام على انطلاق الثورة، قرر الانشقاق، ليفر بأعجوبة هو وأسرته إلى المناطق المحررة في ريف إدلب، وبعد شهور عدة قضاها هناك قرر الرحيل إلى تركيا.

تحدث العقيد "أبو عمار" لـ"عربي21"، طالبا عدم الكشف عن هويته الحقيقية أو التقاط صور له، حول الظروف التي دفعته للانشقاق عن قوات النظام السوري، وقال: "منذ بدايات الثورة ومنذ أن بدأ النظام الهمجي بقتل الأبرياء لمجرد أن طالبوا بحريتهم وكرامتهم، أدركت أنني لن أستمر في جيش يقتل شعبه".

وأضاف: "كان الكثير من العناصر لدي يثورون ويشتمون ويتهامسون أحيانا بعبارات ضد النظام، وكنت أعمل على تهدئتهم لمعرفتي بالمصير الذي ينتظرهم لو تم نقل ما يتحدثون به لمفرزة الأمن العسكري المجاورة لنا".

ويعبر أبو عمار عن ثقته بأنه قام "بدور إيجابي حتى لحظة انشقاقي، والتي كان سببها المباشر الأوامر التي وصلتني وطلبت مني الانطلاق بالعناصر العسكريين الموجودين في الكتيبة لقمع إحدى مظاهرات مدينة حمص، حينها رتبت أموري ونسقت مع الثوار، وتركت ذلك الجيش القاتل غير آسف".

ويؤكد العقيد أبو عمار أن الأوامر التي وصلته لم تصله من ضابط أعلى منه، أو قائد مباشر له، بل وصلته عن طريق مساعد في الأمن العسكري، أي ضابط صف وليس ضابطا أصلا".

ويشرح: "زارني في مكتبي رئيس إحدى المفارز الأمنية، وطلب مني أن أجهز عناصري لمؤازرة قواته الأمنية لقمع المتظاهرين، إلا أنني حاولت التملص من الموضوع وتأجيله قليلا، ومن ثم تركت المنطقة كلها وانتقلت للمناطق المحررة".

وكان يعرف أبو عمار تماما أن رفضه لأوامر هذا المساعد قد يتسبب بمقتله. ويقول: "لو كنت علويا لاختلف الأمر، ولما تلقيت الأوامر من هكذا شخصية وضيعة، لكنني سني، وكما تعلمون الضابط السني في الجيش السوري طول عمره طرطور".

وينقل العقيد أبو عمار الصورة لـ "عربي21" أوضاع الضباط السني في قوات النظام السوري، ويقول: "ليس له إلا راتبه، قد يحصل على رشاوى تافهة من بعض عناصره، كعلبة المتة، أو كيلو زعتر وما شابه".

ويضحك أبو عمار ساخرا: "لنا المتة والزعتر وللعلويين البيوت في الجمعيات السكنية العسكرية، والامتيازات كلها، من تفييش لعشرات العناصر مقابل مبالغ خيالية، إلى رشاوى كبيرة لقاء فرز ونقل العناصر. أما نحن فلم نكن لنتجرأ أن نقوم بأمور كهذه أصلا، وبغض النظر عن قيمنا التي نحملها وتمنعنا من ذلك، إلا أن أي تصرف مشابه من قبل ضابط سني قد يتسبب بتسريحة أو سجنه، فالمباح للعلوي محظور على السني"، حسب تعبيره.

أما الترفيعات بالرتب العسكرية، فحسب العقيد أبو عمار، يحصل الضباط العلويون على الرتب بكل بساطة وسهولة، ويتجاوزون دورة الأركان بكل يسر رغم صعوبتها، ورغم أن منهاجها يحتاج أن يمتلك الضابط عقلا راجحا. 

ويضيف: "كنا ندفع الرشاوى لدى قدوم موعد ترفيعنا لرتبة أعلى، وندفع الرشاوى رغم أننا نستحق أن نجتاز دورة الأركان بنجاح، ورغم ذلك، لولا المال الذي ندفعه لما كنا حصلنا على أية رتبة، والمهزلة تكمن في أننا ندفع لمن؟؟ للضباط العلويين طبعا"، وفق قوله.
2
التعليقات (2)
حمص
الأربعاء، 26-08-2015 04:06 ص
انشقاق
ابو ذر الحموي
الأربعاء، 19-08-2015 10:37 ص
هل يقتصر ا?مر على الضباط بالتاكيد? بل لم يسلم منه الوزراء وامحافظين يوما ما وقف محمد خالدحربه وكان محافظا لحماه على حاجز لقرى النصيريه فطلب منه الحارس بطاقته الشخصيه فقال المحافظ انا محافظ حماه فأجابه بلهجته عيرف عيرف بدي الهوي