أجناد القوقاز أو
جند القوقاز هم مقاتلون لا يتحدثون اللغة العربية، والقليل منهم يتحدث لغتهم الرئيسية وهي الروسية، وفقا لتسمية فصيلهم هذا باسم المنطقة التي جاؤوا منها من دول الشيشان والبلقان والقوقاز، يمتاز معظمهم بأجساد عملاقة، لكن الملفت في الأمر وأثناء دخول "عربي 21" إلى مناطق تمركزهم استفسرت أحدهم عن أمير جند القوقاز، وإذ به الأمير نفسه، وهو أصغرهم سنا.
عبد الحكيم الشيشاني القادم من غروزني عاصمة الشيشان، يبلغ من العمر 32 عاما، أكد معظم المقاتلين أن سبب اختيارهم لعبد الحكيم قائدا لهم أنه الأقدم بينهم، وكان قائدا للعمليات العسكرية في العاصمة الشيشانية في أواخر التسعينات من القرن الماضي.
وأكد عبد الحكيم في تصريح خاص لـ"عربي 21" أنهم جاؤوا إلى
سوريا لمساعدة المسلمين الذين يموتون على أيدي بشار الأسد ومليشياته، وقد وصفه بـ"الطاغوت"، وأكد أنه عند انتهاء الحرب في سوريا، سيجد طريقا إلى بلاده؛ لأنها تحتاجه مع مقاتليه، ويبلغ عددهم أكثر من 150 مقاتلا مدربا في جبال القوقاز، ويعدّ الفصيل الأكبر بين المقاتلين الشيشان حاليا، وشاركوا في العديد من المعارك المهمة بدءا من معركة كسب في آذار/ مارس من العام 2013، وصولا إلى معارك إدلب مؤخرا.
وأشار عبد الحكيم إلى أنه ومقاتلوه لن يحاربوا تنظيم الدولة الإسلامية، ويعتقدون حسب رأيهم أن الواجب هو قتال النظام وقائده "الطاغوت"، على حد وصف خالد القائد العسكري.
كما شاركوا في معارك سهل الغاب الأخيرة، ولهم العديد من المشاركات في تلة القرقور الاستراتيجية، ومحطة زيزون الحرارية، وهم يقاتلون الآن بالقرب من منطقة جورين، ولهم العديد من الأماكن التي يتمركز فيها عناصرهم منها ريف اللاذقية، وريف إدلب، ومدينة حلب.
وأكد خالد أبو عبد الله أحد القيادات في التنظيم أنهم يعيشون على ما يتم غنيمته من سلاح الجيش النظامي، وأنهم استطاعوا السيطرة على العديد من الآليات، والمدرعات، والدبابات التي كانت مع جنود الجيش النظامي في معسكر الطلائع في قرية المسطومة على مدخل مدينة إدلب، وحتى أنهم لا يأكلون الطعام السوري، فلديهم العديد من المأكولات الخاصة بهم، ويوجد شيف خاص مهمته إعداد الطعام لهم، ويتمتعون بشعبية مقبولة في مدينة إدلب بعد أن قدموا خدمات عديدة للمدنيين الذين يجاورونهم في المكان خصوصا الكهرباء والماء.
ويتمتع مقاتلو جند القوقاز بأجساد متناسقة، إلا أنهم لا يجيدون اللغة العربية، وهذا الأمر من شأنه أن يحدّ من اختلاطهم بأبناء المجتمع السوري، وهناك العديد من التشكيلات القادمة من روسيا، وبلاد القوقاز، والبلقان، وهناك الأمير مسلم الشيشاني المعروف للعديد من السوريين أيضا، الذي ساهم في تحريري مدينة جسر الشغور في الآونة الأخيرة، وأبو موسى الشيشاني الذي كان يقاتل مع القائد الجهادي المعروف بـ"خطاب" في جبال الشيشان، وكان من أول المقتحمين لمدينة كسب الحدودية.
ويفضل معظم هؤلاء المقاتلين الظروف الجوية المشابهة لظروف بلادهم؛ لذلك يفضلون المعارك في فصل الشتاء الذي يعدّ بيئتهم المفضلة، كما يعدّون معسكراتهم في ريف اللاذقية الشمالي المحرر.
ولا يجد هؤلاء المقاتلون في تسمية فصيلهم أي حرج من إظهار جنسيتهم من خلال الاسم الذي اتخذوه "أجناد القوقاز"، ولهم راية سوداء مرسوم عليها جبل، في دليل واضح إلى جبال القوقاز الشاهقة.
وأكد ناشطون محليون في كل من ريفي اللاذقية وإدلب أنه بالإمكان تمييز المقاتل القادم من القوقاز والبلقان من بين العديد بسبب قاماتهم، كما اصطحب العديد منهم عائلاتهم إلى سوريا.
يشار إلى أن ازدياد أعداد المقاتلين الروس عموما في سوريا أدى إلى إصدار الخارجية الروسية بيانا قال فيه متحدث باسم وزارة الداخلية أن 405 أشخاص من الشيشان سافروا إلى سوريا للمشاركة في العمليات القتالية منذ اندلاع الحرب هناك، ومنذ ذلك الحين، قتل 104 منهم، وعاد 44 إلى وطنهم، فيما يبقى مصير الآخرين مجهولا.