خسر الملياردير الأمريكي المرشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة
دونالد ترامب، عقودا في الولايات المتحدة بسبب تصريحاته المناهضة للمهاجرين المكسيكيين لكن يبدو أن هذا الجدل لم يثن شركاءه العقاريين خارج البلاد من الاستمرار بتعاونهم معه.
فعندما وصف دونالد ترامب غالبية
المهاجرين المكسيكيين بأنهم مجرمون، قطعت مجموعات أمريكية علاقتها بصاحب الامبراطورية العقارية ومنها محطة "إن بي سي" ومتاجر "مايسيز" واتحاد لرياضة الغولف.
إلا أن هذه التصريحات لم يكن لها صدى كبير في آسيا أو أمريكا الجنوبية حيث دفع مروجون عقاريون ثمنا باهظا لرفع ماركة ترامب مرادف الفخامة، على أبراجهم.
ويؤكد خوان دي سالفو المدير التجاري لبرج "ترامب تاور" في بونتا ديل ايستي الذي يتوقع أن ينجز في العام 2017، في هذه المنطقة الساحلية من أوروغواي المعروفة بـ"موناكو أمريكا الجنوبية".
وشقق هذا البرج موجهة إلى "الأثرياء والمشاهير" وقد بيع نصفها من الآن غالبيتها إلى أرجنتينيين على ما يقول دي سالفو. ويؤكد مسؤول نقابي أن عمال الورشة السبعة والتسعين لا ينوون الاحتجاج بتاتا.
ويقول فاوستينو رودريغيس رئيس نقابة عمال البناء (سونكا) "لا ينبغي بالضرورة أن نوافق على ما يقوله. نريد فقط الحفاظ على عملنا".
وتمتد امبراطورية ترامب العقارية في 12 بلدا خارج الولايات المتحدة من بينها تركيا وكوريا الجنوبية والفيليبين والهند وبنما والبرازيل. وتشمل
المشاريع خمسة مضامير غولف و12 مجمعا بينها ثمانية قيد البناء وهي إما أبراج سكنية أو مختلطة بين السكن والفنادق مع بعض مشاريع المكاتب.
أما العامل المشترك بين كل هذه المشاريع فهو ارتفاعها مع هندسة وديكور ملفتين واسم "ترامب" الذي يكلف غاليا. ولا يلجأ الملياردير الأمريكي في غالب الأحيان إلى الاستثمار في هذه الأبنية التي يبنيها مقاولون محليون ويتولون إدارتها.
ودشن ترامب في العام 2011 أعلى برج في أمريكا اللاتينية في بنما (تجاوزه الآن برج في تشيلي) على شكل مركب شراعي يضم 70 طابقا ويطل على المحيط الهادئ.
أما في الفيليبين حيث تبنى ناطحة سحاب في حي ماكاتي المالي، فقد تجاهلت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حتى الآن الجدل الأمريكي.
وتقول ماريا تيريزا يو الناطقة باسم المقاول "سنتشري بروبرتيز"، "لقد بعنا كل شيء تقريبا. لم يكن هناك أي تأثير سلبي. لقد بعنا بسرعة فائقة لأن ماركة 'ترامب' مرادف للفخامة. يريد الفيليبينيون العيش في بيئة فخمة تماما كشراء حقيبة لوي فويتون".
ويحقق ترامب النجاح نفسه في بومباي عاصمة الهند المالية حيث الصمت سيد الموقف أيضا. فقد بيعت 40% تقريبا من الشقق في برج "ترامب تاور" المذهب المقبل الواقع في 75 طابقا على ما تقول شركة المقاولة "لودا غروب".
ويؤكد الناطق باسمها أن سعر المتر زاد بنسبة 70% في غضون سنة.
ويوضح جانع جاي-هيون الخبير العقاري لدى "ريل توداي" في سيول حيث دشنت ستة أبنية سكنية تحمل ماركة ترامب العام 2007 لوكالة فرانس برس "سعر الممتلكات التي تحمل اسم ترامب لن يتغير لأن ترامب صرح بهذا أو ذاك".
لكنه يضيف أنه في حال استمر دونالد ترامب بالقيام بتصريحات مبالغ بها "فإن الشركات قد تبدأ بالتساؤل حول جدوى استخدام اسمه في مشاريعها".
وهذه الإمكانية مطروحة بالنسبة للمشاريع التي لم تباشر بعد كما هي الحال في ريو دي جانيرو حيث باع ترامب اسمه إلى خمسة أبراج مخصصة للمكاتب في منطقة مرفئية. ويتوقع أن تنطلق هذه الورشة نهاية العام 2015 ويفترض أن يفتح فندق يحمل اسم ترامب أبوابه في ريو دي جانيرو قبل الألعاب الأولمبية العام المقبل.
ويقول تييري بوتو من شركة "كوشمان اند وايكفيلد" التي تملك الحق الحصري في تأجير المكاتب المقبلة بحذر "لا أعرف إن كان الأمر سيكون سلبيا إلا أنه لن يكون إيجابيا بالتأكيد".
إذ أن ماركة "ترامب" تكلف غاليا. فقد حققت أكثر من خمسة ملايين دولار من العوائد في العام 2014 في بنما وبين مليون وخمسة ملايين للأبراج والمركز التجاري "ترامب" في إسطنبول وبين مئة ألف ومليون دولار في مانيلا وبومباي على ما جاء في التصريح المالي لدونالد ترامب أمام لجنة الانتخابية الأمريكية.
وهذا الترتيب يسمح له بتجنب
الخسائر في حال الإفلاس كما حصل قبل فترة قصيرة مع مضمار ترامب للغولف في بورتوريكو بسبب الوضع الاقتصادي.
ويبقى اسمه الثروة الأساسية لدونالد ترامب. فهو قدر ماركة ترامب بـ3.3 مليارات دولار في حزيران/يونيو الماضي أي أكثر من ثلث ثروته الصافية المصرح بها. إلا أن مجلة "فوربز" تعتبر أن هذا الرقم مبالغ به كثيرا مقدرة ثروته بـ4.1 مليارات دولار.
وفي المقر العام لامبراطورية ترامب في نيويورك ينفي مسؤولون أن يكون الجدل السياسي دفع أيا من شركاء رجل الأعمال الأمريكي إلى التراجع. وتؤكد ناطقة باسم المجموعة لوكالة فرانس برس "ماركة ترامب متينة جدا".