صحافة دولية

الغارديان: 50 بريطانيا ماتوا وهم يحاربون في صفوف المتطرفين

الغارديان: عدد القتلى البريطانيين يضع سياسة بريطانيا في مكافحة التطرف موضع نقد - أرشيفية
الغارديان: عدد القتلى البريطانيين يضع سياسة بريطانيا في مكافحة التطرف موضع نقد - أرشيفية
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا لشيف مالك، حول بحث قامت به الصحيفة بالتعاون مع جامعة كنغز كولج، توصل إلى أن عدد البريطانيين الذين قضوا وهم يقاتلون مع التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا على مدى الثلاث سنوات الماضية وصل إلى 50 شخصا.

ويشير التقرير إلى أن القتلى، الذين تم التحقق من موتهم، كلهم من الذكور، ويتضمنون على الأقل ثمانية مراهقين، أصغرهم جعفر دغاييس من برايتون وعمره 16 عاما. وقال أبوه إنه مات بالقرب من حلب، وهو يحارب إلى جانب جبهة النصرة، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، مستدركا بأن معدل أعمار القتلى هو 23 عاما. 

ويذكر الكاتب أنه في مشروع بحثي مشترك للمركز الدولي لدراسات التطرف في جامعة كنغز كولج، بين أن أكبر المتوفين كان عمره 41 عاما، وهو عبد الوحيد مجيد، وهو سائق شاحنة من كرولي، وقد قتل في تفجير انتحاري لجبهة النصرة، عندما قاد شاحنة محملة بالمتفجرات، واقتحم سجن حلب عام 2014.

وتنقل الصحيفة عن شيراز ماهر، الذي يقود المشروع في المركز، قوله إن دور البريطانيين في الصراع واضح وريادي. ويضيف: "واضح أن البريطانيين والمقاتلين الأجانب ليسوا في سوريا للجلوس في الكرسي الخلفي في الصراع، بل هم مشاركون فاعلون في الحرب، وهم على خطوط النار، ويتطوعون لأصعب الأدوار القتالية الموجودة".

ويلفت التقرير إلى أن إبراهيم مازواغي هو أول بريطاني يقتل في شباط/ فبراير 2013، بعد سنة من بدء الحرب الأهلية في سوريا، التي أدت إلى انبثاق عدد من الجماعات المقاتلة الإسلامية والعلمانية التي تقاتل نظام بشار الأسد.

ويبين مالك أن الصراع قد انتشر ليصل إلى العراق عام 2014، بعد أن قام تنظيم الدولة بالتمدد إلى الشمال الغربي من سوريا ثم العراق، وأعلن الخلافة. وكان التنظيم فعالا في اجتذاب الأجانب من خلال آلته الإعلانية.

وتورد الصحيفة أن المركز قال في تقريره إن 700 بريطاني شاركوا في القتال في السنوات الثلاث الماضية، مشيرا إلى أن الخمسين شخصا الذين قتلوا ينحدرون من أنحاء مختلفة في بريطانيا من أبردين شمالا إلى شرق لندن جنوبا، بشكل يعكس التجمعات الجغرافية والإثنية، وبينهم صوماليون وعرب.

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن ماهر قوله: "واضح أن الأشخاص يسافرون إلى سوريا في مجموعات، وعادة ما يقاتلون سويا، ويتضح هذا عند دراسة خارطة الوفيات، حيث تجد أن عددا من المجموعة ذاتها يتوفى في المكان والوقت ذاتهما".

ويتابع ماهر: "فمثلا مجموعة بورتسموث هي مثال واضح على ذلك، حيث قتل كل من محمد مهدي حسن ومانونور محمد رشيد في كوباني بسوريا العام الماضي، ولوحظ الشيء ذاته في المجموعات التي جاءت من لندن وبرايتون وكفنتري. وعلى العكس ممن يسافرون وحدهم، أو مع أناس شبيهين بهم، فإنهم عادة ما يتطوعون للقيام بعمليات انتحارية".

ويفيد الكاتب بأن معدل مشاركة القتلى في الحرب حوالي 12 شهرا و10 أيام، وبعض المشاركين لم يرغبوا بالعودة، وقام سبعة منهم بعمليات انتحارية.

وكشفت "الغارديان" عن أن طلحة أسمال كان أصغر الانتحاريين، بعد أن قام بتفجير سيارة مفخخة في بلدة بيجي العراقية، وكان قد غادر مقاطعة غرب يوركشيار قبل ذلك بشهرين.

وينوه التقرير إلى أنه كان لدى بعض ممن قتلوا، مثل محمد الأعرج من غرب لندن، سجل جريمة متعلق بالتطرف، وقد قضى 18 شهرا في السجن؛ بسبب الاحتجاج بعنف خارج السفارة الإسرائيلية في لندن عام 2009. وقتل في سوريا في منتصف شهر آب/ أغسطس 2013. أما الانتحاري مجيد من كرولي، فكان عضوا في أكثر المجموعات تطرفا في بريطانيا، التي تدعى "المهاجرون".

ويرى مالك أن هذه العلاقات تجعل الأسئلة تطرح إن كانت الوسائل التي يستخدمها الأمن البريطاني في رصد تحركات المتطرفين المعروفين فعالة. فقد كان شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، أكثر الشهور التي وقع فيها ضحايا بريطانيون، وهو الشهر الذي قاتل فيه الأكراد لاستعادة كوباني من تنظيم الدولة، وحاول فيه التنظيم توسيع رقعته في العراق.

وتستدرك الصحيفة بأنه بينما قتل 17 بريطانيا في المواجهة مع نظام الأسد والحكومة العراقية، فإن الكثير من المقتولين كانوا متورطين في شبكة صراعات بين الثوار، لافتة إلى أنه قد قتل أربعة بريطانيين في صراعات بين الثوار الإسلاميين وغيرهم، وتسعة آخرين في غارات أمريكية، بينما قتل خمسة وهم يقاتلون الأكراد في شمال غرب البلاد.

وتختم "العارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن الأرقام تضع سياسة بريطانيا في مكافحة التطرف المعروفة باسم "بريفنت" موضع نقد، بعد خطاب رئيس الوزراء البريطاني الأسبوع الماضي، حيث وصف الكفاح ضد التطرف بأنه "كفاح جيلنا".
التعليقات (0)