الحزن والغلاء يخيمان على احتفالات المسلمين بعيد الفطر
عربي21-وكالات17-Jul-1507:47 PM
0
شارك
يحل عيد الفطر هذا العام والعالم العربي غارق في الصراعات والفوضى- أرشيفية
خيم الألم والحزن على معظم الدول العربية التي تحتفل الجمعة بعيد الفطر المبارك، خاصة تلك التي تشهد اضطرابات سياسية واقتصادية وأمنية، فيما عم الغلاء معظم الأسواق العربية، في ظل الركود الاقتصادي الذي تشهده هذه البلدان بسبب الصراعات المسلحة.
ويحتفل المسلمون في العالمين العربي والإسلامي بعيد الفطر، وسط أجواء حزينة وكئيبة نسبيا بسبب تداعيات الأوضاع السياسية المتأزمة في مصر واليمن وسوريا والعراق، فيما ساهم ارتفاع أسعار السلع الغذائية والكمالية في تعميق الحزن والقنوط لدى الأوساط الفقيرة في المجتمعات الإسلامية عموما.
فقد حل عيد الفطر هذا العام ، حاملا معه أعباء إضافية أثقلت كاهل المواطن العربي الذي يكابد لرسم الابتسامة على وجوه أطفال أعيتهم الحروب، وأنهكتهم الصراعات، وغابت الفرحة عن بيوتهم، وحضر الحزن والأسى على شهيد فارق الحياة، أو على وطن يصارع البقاء.
فمن سوريا إلى العراق مرورا باليمن إلى مصر وليبيا فتونس، دول عانت ما عانته في سنوات من الاضطرابات السياسية التي انعكست بشكل مباشر على اقتصاداتها، وبالتالي على الحالة المعيشية لمواطنيها.
ففي سوريا التي ما زالت تشهد حربا شعواء منذ أكثر من أربع سنوات، شهدت أسواق العاصمة دمشق، قبيل عيد الفطر، ركودا غير معهود، جراء ارتفاع الأسعار الحاد الذي لم يعهده المواطن السوري، بعد أن تراجعت إيراداته المادية مع تراجع القيمة الشرائية للعملة الوطنية الليرة نتيجة لتآكل اقتصاد البلاد.
وكتبت مواقع إعلامية سورية أن أسعار الألبسة قبل عيد الفطر في مختلف أسواق العاصمة حتى الشعبية منها تعتبر مرتفعة مقارنة مع دخل المواطن، وهو ما أدى إلى عزوف غالبية السكان عن الشراء، حيث اقتصرت الحركة على تجول المواطنين في الأسواق ووقوفهم أمام الواجهات فقط.
ووصلت كلفة ثياب العيد لطفل واحد من الأسواق الشعبية في دمشق إلى حدود سبعة آلاف ليرة سورية وهو ما يعتبر مبلغا كبيرا بالنسبة لدخل المواطن السوري العادي الذي بقي ثابتا منذ ثلاث سنوات في ظل انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وارتفاع أسعار مختلف البضائع والمنتجات.
وفي اليمن يشكو اليمنيون في ظل حالة الحرب التي تعانيها البلاد، من غياب السلع وغلاء الأسعار وعدم القدرة على شراء ما يلزم للاحتفال بالعيد، واختفت مظاهر الأفراح وأجواء عيد الفطر في العاصمة اليمنية صنعاء في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي للشهر الرابع وغياب الخدمات الأساسية والمياه.
أما المصريون فقد استقبلوا عيد الفطر هذه السنة على وقع القتل، فقد أدى تفريق مظاهرة مناهضة للانقلاب إلى مقتل 6 أشخاص وجرح أخرين، وذلك عقب خروج مظاهرة تندد بتردي الأوضاع المصرية في ظل حكم السيسي.
من جهة أخرى عانى المصريون في عيد الفطر هذا العام من أعلى موجة غلاء في الأسعار، شملت ارتفاع أسعار الملابس وحلوى العيد، بشكل يفوق قدراتهم، وذلك مع بدء تحصيل فواتير استهلاك الكهرباء بالأسعار الجديدة، بدءا من يوليو/تموز الجاري، وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار إلى قرابة ثمانية جنيهات للدولار لأول مرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية، كما ارتفعت أسعار الملابس هذا العام بنسبة 30%، بسبب ارتفاع أسعار النقل، وأجور العمالة، والجمارك على الملابس المستوردة، كما ارتفعت أسعار حلوى العيد بنسبة قدرت بنحو 20%.
وحل عيد الفطر المبارك على الأراضي الفلسطينية بأجواء حزينة وأوضاع مأساوية ، ففي غزة لازال آلاف الأسر مشردة بلا مأوى بعد عام من العدوان الإسرائيلي على القطاع، سكان لا تتوفر لديهم أدنى متطلبات الحياة الإنساني بسبب تواصل الاعتداءات والحصار الإسرائيلي على القطاع.
و أدى المسلمون صلاة العيد في مساجد القطاع في ظل ظروف صعبة بسبب البطء في عملية إعادة الإعمار جراء الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع.