داريا.. تنديد بحصار الألف يوم عبر ألف دولار ورقية (صور)

لم ينفع كل ما نقله نشطاء سوريون من صور ومقاطع فيديو عن معاناة أهالي مدينة "داريا" المحاصرة، في تحريك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المعاناة، فلجؤوا إلى طباعة عملة ورقية تعبيرية من فئة ألف دولار، في إشارة إلى ذكرى مرور ألف يوم على حصار المدينة من قبل قوات النظام، التي صادفت الاثنين الماضي.

وقال سلطان داريا، عضو المركز الإعلامي للمدينة، وأحد القائمين على فكرة الألف دولار، إن 10 آلاف مدني في داريا قبعوا خلال ألف يوم مضت في حصار مطبق من قبل قوات النظام "بدون كهرباء، أو ماء، أو طعام صحي"، مشيرا إلى أن "نظام الأسد سمح فقط بإرسال البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين، إضافة إلى استهداف المدينة بشكل يومي تقريباً، وبكافة أنواع الأسلحة".

وأضاف داريا لـ"عربي21": "بما أن العالم لا يفهم إلا لغة المصالح والمال، فأحببنا من خلال طباعة ورقة الألف دولار؛ أن نلفت النظر لما يحدث في سوريا، وخصوصا داريا التي اشتهرت بسلميتها، وبأن من يدافع عنها فقط هم أهلها القابعون تحت الحصار، ولا وجود لأي غريب أو متطرف" على حد تعبيره.

إحصاءات

من جهته؛ قال الناشط الإعلامي مصطفى الديراني، إن داريا تعاني من حصار خانق، وتمنع عنها المواد الغذائية والطبية، مضيفا: "أحصينا استهداف طيران الأسد للمدينة منذ ألف يوم؛ بأكثر من 800 برميل، وحوالي 500 غارة، ما خلف تدمير 90 بالمئة من البنى التحتية بالكامل، عدا عن استشهاد نحو ألفي شخص في معارك العزة للدفاع عن داريا، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألف مواطن ومواطنة".

وتابع في حديثه لـ"عربي21": "هي ألف يوم من الحصار، وكذلك ألف يوم من الأمل، فبرغم كل ما حدث ويحدث؛ إلا أن أهالي المدينة ما زالوا  صامدين، ولن يجبرهم الحصار على العدول عن هدف الثورة الأساسي، وهو تحرير داريا ودمشق، وإسقاط النظام".

وأشار الديراني إلى أن من الرسائل التي توصلها فكرة الألف دولار؛ أن الدعم الذي يتلقاه الائتلاف الوطني السوري وحكومته المؤقتة؛ لا يصلنا منه أي شيء، مبينا أن أهالي داريا يتهمون معارضة الخارج بـ"قطع الدعم عنهم، والمساهمة في حصارهم".

صمود رغم التواطؤ

وقال المستشار القانون للجيش الحر في داريا، أسامة أبو زيد، إن فكرة الألف دينار تشير إلى "قدرة هذه المدينة على الصمود طيلة هذه المدة، وفشل النظام في اقتحامها، رغم وجودها في منطقة جغرافية محاصرة بشكل كامل من قبل أهم مراكز النظام، كالفرقة الرابعة، والقصر الجمهوري، والحرس الجمهوري، والمربع الأمني في كفر سوسة، وسرايا الصراع، ومطار المزة العسكري".

واستهجن أبو زيد في حديثه لـ"عربي21" ما وصفه بـ"تواطؤ المجتمع الدولي على سفك دماء السوريين واستمرار معاناتهم"، مشيرا إلى أن داريا "لم تر خلال الألف يوم الماضية؛ لجنة تحقيق دولية واحدة، أو مراقب دولي، أو زيارة من وفود الصليب الأحمر والأمم المتحدة، ولم تستفد من القرارات الدولية بمساعدة المناطق المحاصرة في سوريا، ولم تسمع سوى عبارات الاستنكار والشجب والإدانة".