المعارضة الجزائرية تستغرب من مضمون خطاب الرئيس بوتفليقة
الجزائر – عربي21 - محمد شيراك05-Jul-1508:38 PM
0
شارك
قالت أحزاب المعارضة إن الرئيس مفصول عن واقعه - أرشيفية
خلف خطاب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة ذكرى استقلال البلاد في الخامس من تموز/ يوليو، ردود فعل متباينة، وسط الطبقة السياسية بالجزائر، فبينما رحبت أحزاب الموالاة بقول الرئيس أنه باق بمنصبه إلى غاية العام 2019، أوضحت أحزاب المعارضة أن "الرئيس الجزائري ربما مفصول عن واقعه".
وكان الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أعلن السبت 4 تموز/ يوليو، أنه "باق بمنصبه إلى غاية 2019"، وذلك ردا منه على دعاوى خصومه في الداخل بضرورة تنظيم إنتخابات رئاسية مسبقة، على خلفية "عجز الرئيس عن أداء وظائفه الدستورية بسبب المرض".
وأجمعت أحزاب المعارضة الجزائرية، في ردة فعلها إزاء رسالة الرئيس على أن "الرئيس الجزائري مفصول عن واقعه".
أما الأحزاب الموالية فرحبت بمضمون الرسالة، إذ قال الصدَيق شهاب الناطق باسم "التجمع الوطني الديمقراطي"، ثاني أحزاب السلطة بالجزائر، في تصريح لصحيفة"عربي21"، الأحد، إن الرئيس بوتفليقة، "أكد مرة أخرى إرادته في تطويق حالة الاحتقان الموجودة في الساحة السياسية"، لافتا إلى أن إشارة الرئيس بأن "الدستور يكاد يكون جاهزا"، تعني بأنه "يترقب التوافق الضروري حوله".
وعن معنى قول بوتفليقة أنه باق حتى نهاية ولايته، قال شهاب:"الرئيس يمارس مهامه الدستورية بطريقة عادية. وحتى يسير مسار التجديد الذي أشار إليه الرئيس، في الاتجاه الصحيح، يجب تهيئة الأرضية له، والدستور التوافقي بإمكانه أن يوفر هذا الشرط".
ويعاني الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أثار جلطة دماغية أرقدته بالمستشفى الفرنسي فال دي غراس، يوم 27 نيسان/ أبريل العام 2013، ومنذ ذلك الحين، لم يخاطب الرئيس بوتفليقة شعبه مباشرة، بل عن طريق رسائل يقرأها بدلا عنه مستشاريه الخاصين.
وتنامت مطالب بتنظيم انتخابات رئاسية سابقة، من طرق "تنسيقية الحريات و الانتقال الديمقراطي" التي تضم خمسة أحزاب معارضة، وانضمت إليها عدد من الشخصيات المعارضة للنظام، مثل مرشح انتخابات الرئاسة سابقا أشد معارضي الرئيس الجزائري علي بن فليس.
وصمت الرئيس بوتفليقة طويلا ردا على مثل هذه المطالب، لكن هذه المرة استغل فرصة الاحتفال بذكرى استقلال البلاد، ليرد على خصومه بالقول إنه "باق إلى غاية العام 2019"، وهو تاريخ انقضاء الفترة الرئاسية وتنظيم انتخابات البرلمان.
وأعلن الرئيس استمراره بالحكم، تحييدا لأي طمع في تولي مكانه قبل انقضاء ولايته الرابعة، من قبل خصوم يطالبون بانتخابات رئاسية مسبقة .
ويحمل مضمون الرئاسة التي وجهها الرئيس الجزائري إلى شعبه، مدلولات كثيرة، أهمها دعوته الأحزاب السياسية إلى التزام "هدنة" إلى غاية 2019، تاريخ تنظيم انتخابات رئاسية مفترضة.
وترحم بوتفليقة، الأحد، على أرواح شهداء الثورة التحريرية. وحسب الصور التي بثها التلفزيون الجزائري، وضع بوتفليقة، إكليلا من الزهور في "مربع الشهداء"، بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، حيث يرقد كل رؤساء الجزائر السابقين وقادة ثورة أول تشرين الثاني/ نوفمبر وكبار المسؤولين في الدولة.
وظهر بوتفليقة، وفق صور التلفزيون الجزائري على كرسي متحرك وهو يستعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية، وأمام النصب التذكاري، رفع يديه يتلو سورة الفاتحة، ويدعو لشهداء الثورة التحريرية. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية، حضر هذه المراسم مسؤولون سامون في الدولة وأعضاء من الحكومة.
وأفاد عثمان معزوز، المكلف بالإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد، أن "رسالة بوتفليقة لم تحمل سوى الأكاذيب والهروب من تحمل المسؤولية". وتابع يقول " الحصيلة الوحيدة للرئيس خلال ولاياته الأربع غير الشرعية هي خيانة قسم أول تشرين الثاني/ نوفمبر ومصادرة استقلال البلاد".
أما صالح دبوز، عضو الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، فأكد في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد، أن " مضمون رسالة رئيس الجمهورية فارغ".