صحافة دولية

ميل أون صاندي: أميرة عباسي تقدم نصائح للراغبات بالسفر لـ"الدولة"

ميل أون صاندي: أميرة عباسي تقدم المساعدة للراغبات بالسفر إلى "الدولة الإسلامية" - أرشيفية
ميل أون صاندي: أميرة عباسي تقدم المساعدة للراغبات بالسفر إلى "الدولة الإسلامية" - أرشيفية
في تبادل للرسائل الإلكترونية مع إحدى الفيتات الثلاث اللاتي هربن من بيوتهن في لندن في شباط/فبراير من هذا العام، واختفين ليظهرن في عاصمة "الخلافة" في الرقة، قالت أميرة عباسي، وهي أصغر الثلاث، إن أي فتاة تنجح في الوصول إلى غازي عينتاب جنوب تركيا تهرب عبر الحدود إلى سوريا، ويتم ربطها مع الإخوة، وتقول: "يضعونك في مقر مؤقت مع أخوات، ثم يأخذونك إلى المدينة الرئيسة (الرقة) بعد عدة أيام، وثم تقررين إن رغبت بالزواج أم لا". 

وتم الاتصال مع أميرة عبر الرسائل الهاتفية، حيث تخفى مراسل صحيفة "ميل أون صاندي" أبول تاهر بصورة "أخت" راغبة بالسفر والجهاد. ولكن الأخت المفترضة لا تستطيع السفر دون مساعدة من الأخوات في داخل "الدولة". وكانت عباسي قد أجابت عن السؤال الأول ومفاده عما إذا كانت في الدولة، بـ"نعم، هل تحضرين للهجرة؟". 

وتقول الصحيفة إنه عندما جاء الجواب بـ"نعم"، قالت لها الأخت المفترضة: "لكنني لا أعرف أي شخص وخائفة، هل تستطيعين المساعدة؟" أجابت عباسي: "يمكنني المساعدة"، وعندما قالت الأخت المفترضة: "نعم، ولكن ليست عندي تزكية". فردت عباسي: "أنت لا تحتاجين أي شيء، وقد أكون في استقبالك أو أجد أحدا". 

ويشير التقرير إلى أنه عندما قالت الأخت المفترضة إنها لا تعرف كيفية الهجرة، خاصة أن الكثير من الإخوة والأخوات وقعوا في يد الشرطة، ردت عباسي بأنه ينبغي عليها التوكل والدعاء، وما هو خير فسيختاره الله لها. 

وتستدرك الصحيفة بأن السائلة قالت إن الكثير مما يكتب عن "الدولة" سيئ، فضحكت عباسي بصوت عال، وقالت: "الكفار قذرون وهم أصدقاء الشيطان ويتحالفون معه، وسيحترقون في جهنم". وأضافت أنهم لن يتحدثوا بشكل جيد عن الإسلام "فهم أعداؤه، ثقي بي، كل شيء يقولونه هو كذب". 

ويلفت التقرير إلى أنه عندما وصفت السائلة الوضع في لندن بعد مقتل السياح في تونس، ضحكت عباسي، مشيرة إلى أنها لم تشاهد الصور، وعلقت بالقول: "يقولون إن المسلح قتل 30 بريطانيا، اللعنة، إن هذا عدد كبير". وعندها تساءلت الأخت المفترضة عن موقفها اللامبالي من السياح: "لماذا تضحكين؟ إنهم سياح". أجابت عباسي متشككة: "ابحثي واقرئي أكثر". وثقول إنها واحدة من ثلاث بنات سافرن إلى الرقة قبل أربعة أشهر، مبينة أنها كانت في عمر الـ15 عاما.

وتذكر الصحيفة أن عباسي أكدت أنها واحدة من الثلاث اللاتي هربن من "تاور هاملت" في شرق لندن، ولكنها تقول إنها ليست بنغالية، "أنا حبشية من إثيوبيا". وتعبر عباسي عن ذكرياتها في شرق لندن، وكيف أنها تفتقد العائلة، وتقول: "من لا يفتقد عائلته؟ ولكنك تتغلبين على هذا الشعور؛ لأنك تركت كل شيء وراءك في سبيل الله. والله سيعوض هذا بشيء أفضل". وتضيف أنها كانت تستخدم الحافلة العامة رقم 25 من وايتشابل. وأكدت أنها سافرت إلى "الدولة" في سبيل الله. 

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن عباسي قولها إن "العيش في (الدولة) أفضل بكثير من العيش في دار الكفر". وتبين الطريقة التي يمكن للراغبة بالسفر إلى سوريا سلوكها، وتقول: "بالطائرة، فقط 3 ساعات و50 دقيقة. تأكدي من أن لديك قصة (مبرر). تعالي إلى إسطنبول أو أنطاليا. وعندما تصلين إلى إسطنبول خذي سيارة أجرة (تاكسي) وقولي للسائق إنك تريدين الذهاب إلى محطة باصات أوتوغار. وبعدها اركبي الحافلة المتجهة نحو غازي عينتاب. وعندها أعطيك الأسماء في حال وصولك إلى هناك، فقط أخبريني عن موعد مغادرتك لندن، وبعدها أعطيك العناوين كلها". 

وتبين الصحيفة أن عباسي أجابت عن المبرر الذي من الممكن استخدامه لإخفاء الأمر عن العائلة: "فقط قولي لمراجعة الدروس، ولن يوقفك أحد في المطار". وتقول للأخت المزعومة إنه عندما تسأل عما إذا كان الحجز عن طريق الإنترنت أم لا: "لا ادفعي نقدا واذهبي إلى مكتب السياحة، واختاري وكالة يديرها آسيوي، فهم لا يريدون إلا المال، ولم يسألوني عن شيء، احجزي إلى إسطنبول. اذهبي إلى بريكلين في شرق لندن". وتؤكد عباسي أن الرحلة آمنة، وأن على السائلة ألا تخاف السفر من إسطنبول إلى غازي عينتاب، وتقول: "ما عليك إلا أن تقرري وتتحركي من لندن". مشيرة إلى أنه لا يوجد أمن على الحدود مع سوريا، وأنه من السهل أن يتم تهريبها.

ويفيد التقرير بأن عباسي كانت قد هربت مع شميما بيغوم (16 عاما) وكديزة سلطانة (16 عاما). وكن يدرسن في "أكاديمية بيثنال غرين" في شرق لندن. وأدى اختفاؤهن إلى دعوات حارة من عائلاتهن، وعملية مشتركة بين الشرطة البريطانية والتركية لمنعهن من العبور نحو سوريا. وعلمت عائلاتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن اثنتين منهن قد تزوجتا. 

وعندما سأل مراسل الصحيفة عباسي عما إذا كانت تزوجت، أجابت: "لا أستطيع إخبارك". وتم الاتصال معها بعد أن حصلت الصحيفة على معلومات بأنها فتحت حسابا على "تويتر" بعد إغلاق الحساب السابق. ففي نيسان/ إبريل فتحت حسابا باسم بنت عباس، وتكنت بأم عثمان البريطانية، كما أنها أشارت إلى نفسها بالحبشية أو الإثيوبية. ولم يتم التأكد من مكانها، مع أن البرنامجين اللذين تستخدمهما للتواصل وهما "كيك" و"تويتر"، يمكنهما تحديد المكان، لكنها كانت تغلقهما. 

وتختم "ميل أون صاندي" تقريرها بالإشارة إلى أن شيراز ماهر من مركز مكافحة التشدد في جامعة كينغز، يقول إن المعلومات تؤكد أنها أميرة عباسي. ومن النصائح التي نصحت بها الأخت المفترضة: "أحضري معك حمالات صدر، فلديهم أسوأ حمالات صدرية هنا، وأحضري خمارا، لونه أسود، وتأكدي من إحضار نقود معك. قدر ما تستطيعين". 
التعليقات (0)