سياسة عربية

مصادر كردية تتهم "ثوار الرقة" بتسهيل تسلل تنظيم الدولة لكوباني

بدأ هجوم عناصر التنظيم بتفجير المعبر الحدودي - لاأناضول
بدأ هجوم عناصر التنظيم بتفجير المعبر الحدودي - لاأناضول
اتهم ناشطون وسكان أكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية؛ عناصر من لواء ثوار الرقة المتحالف مع وحدات حماية الشعب الكردية، بتسهيل عملية دخول عناصر تنظيم الدولة إلى المدينة قبل أيام.

وكان عشرات من عناصر التنظيم قد سيطروا بشكل مفاجئ على المعبر الحدودي للمدينة مع تركيا الخميس الماضي، إضافة إلى عدد من المباني المحيطة، قبل أن تتمكن القوات الكردية من استعادة السيطرة على المنطقة. وفيما اتهمت القوات الكردية تركيا بتسهيل مرور عناصر التنظيم عبر أراضيها، رفضت تركيا هذه الاتهامات وأكدت أن التنظيم تسلل من المناطق التي يسيطر عليها في ريف حلب الشرقي.

ونقل ناشط كردي في المدينة يرمز لاسمه بالحرفين "ت.ع"، عما وصفه بمصدر في وحدات الأسايش الكردية، التابعة لوحدات الحماية الكردية رفض الكشف عن اسمه، أن التنظيم اعتمد على خلايا نائمة له في المدينة، وعلى عناصر من لواء ثوار الرقة كانوا قد انشقوا عنه. وقال إنه "تم التعرف على جثة شخص يدعى أبو محمد بين جثث قتلى تنظيم الدولة في المدينة، بعد تمشيطها من قبل عناصر الوحدات الكردية وتفجير أكبر مبنى كان عناصر التنظيم يتحصنون، السبت، ما يؤكد حدوث اختراق أمني كبير ساعد التنظيم على تنفيذ هذه العملية، على حد وصف الناشط الكردي.

وفي هذا السياق، أكدت شبكة "روداو" الكردية هذه الاتهامات، ونقلت عن مقاتل في صفوف الوحدات الكردية في عين العرب يدعى ريبر حسين، قوله: " نقلنا إحدى النسوة اللاتي أصبن بجروح إلى المشفى الميداني، وكانت قد فقدت ابنها وزوجها، إضافة إلى اثنين من أحفادها. وبعد أن استقرت حالتها الصحية، تحدثت لنا عن تفاصيل اليوم الذي دخل فيه مسلحو داعش إلى المدينة، وعما وصفته خيانة بعض عناصر الجيش الحر، قائلة: إن جارنا أبو محمد الذي ينتمي للجيش الحر هو من قتل أبنائي".

 ونقلت الشبكة عن المرأة قولها: "عندما شاهدناه يتوجه إلى منزلنا، رحبنا به وطلبنا منه الدخول، إلا أنه فتح نيران بندقيته على كل من في المنزل"، حسب الشبكة.
 
ومن جانبه، نفى قائد لواء ثوار الرقة، أبو عيسى، هذه الاتهامات، وقال في تصريح خاص لـ"عربي 21": "هذه الأقاويل عارية عن الصحة، وما حدث أن هؤلاء العناصر كانوا يرتدون بزات عسكرية مموهة تشبه بزات الجيش الحر، حين دخلوا المدينة وقاموا بإطلاق النار على المدنيين، فاعتقد الأهالي أن هؤلاء من الجيش الحر".

وأشار أبو عيسى إلى أن لواء ثوار الرقة لا يتواجد سوى في مقر واحد خارج المدينة، وأن عناصره يقاتلون في جبهات أخرى إلى جانب وحدات الحماية الكردية ضمن غرفة عمليات بركان الفرات.

ونفى أبو عيس أن "يكون أيا من عناصره إنشق وانضم لتنظيم الدولة"، داعيا "الذين يطلقون الاتهامات بإحضار هذه الجثة التي اشتبهوا بها للتأكد من شخصيتها".

وبدوره قال شرفان دوريش، قائد غرفة عمليات بركان الفرات، في حديث خاص لـ"عربي21"، :"لن نستبق التحقيقات بخصوص الهجوم الذي شنه التنظيم والطريقة التي اتبعها للتسل إلى المدينة"، دون أن يؤكد أو ينفي المعلومات المشار إليها.

وأوضح درويش أنه تم تمشيط المدينة بالكامل وقتل كل المهاجمين والمتسللين، مشيرا إلى أن ثمانية عناصر حاولوا الفرار باتجاه ريف المدينة الجنوبي، لكن عناصر القوات المشتركة تمكنت من قتلهم. وتحدث عن وجود 80 جثة لعناصر من تنظيم الدولة لديهم، إضافة إلى عنصر من التنظيم كان قد سلم نفسه، كما تحدث عن مقتل أكثر من 250 من "المدنيين العزل، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ"، حسب قوله.

وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد ذكرت في بيان صادر عنها أنه "مع الساعات الأولى من فجر يوم 25 حزيران/ يونيو الماضي، دخلت مجموعات من عناصر التنظيم يقدر عددهم بين الـ80 إلى 100 عنصر؛ مدينة عين العرب ( كوباني) عبر سبع سيارات قادمين من جهة بلدة صرين الواقعة جنوب المدينة، سالكين طرق فرعية ليدخلوا المدينة من طريق حلب الرئيسي، مرتدين زي الجيش الحر ورافعين أعلامه، ومعهم من يتحدث الكردية من بينهم ثلاث فتيات، حيث طلبوا من الحواجز الدخول إلى المدينة بهدف الاحتفال بتحرير مدينة تل أبيض بريف الرقة". فيما ذكر ناشطون أن هذه المجموعات كانت ترتدي زي وحدات الحماية الكردية وترفع أعلامها، الأمر الذي سهل دخولها.

وأشار بيان الوحدات الكردية إلى أنه "بحسب بعض المصادر المحلية، فإن مجموعات أخرى من التنظيم دخلت المدينة أيضا عبر الحدود التركية، وأن شهودا قد رأوا بأعينهم عناصر من التنظيم وهم يدخلون من الحدود التركية"، الأمر الذي نفته تركيا على لسان رئيسها أردوغان ووزير خارجيتها جاويش أوغلو.

وقال البيان إلى إنه "فور وصول عناصر التنظيم إلى مركز مدينة كوباني بدأوا بقتل العشرات من النساء، والأطفال والرجال والشيوخ، وفي نفس الوقت احتجزوا العشرات من المدنيين كرهائن "قبل أن يتم قتلهم في عملية تمشيط استمرت لمدة ثلاثة أيام". وأرجع البيان تأخر العملية إلى الحرص "على سلامة المدنيين المحتجزين"، حسب قول البيان.

وبحسب توثيقات الناشطين، فقد وصل عدد الضحايا جراء هجوم عناصر تنظيم الدولة على مدينة عين العرب (كوباني) إلى 290 قتيلا، بينهم 100 طفل، و79 سيدة، و من بينهم أيضا 22 عائلة قتلت بالكامل، في حين ذكر المشفى الميداني في المدينة أن 233 جثة وأكثر من 267 جريحا وصلوا إليها.
التعليقات (0)