تصاعدت دعوات مقاطعة
اللحوم الحمراء والبيضاء في
السوق الفلسطينية، خلال الأيام الأخيرة، في أعقاب الارتفاع الذي وصفته جمعية حماية المستهلك بـ"الجنوني" على أسعارها.
وبلغ سعر كيلو لحم العجل في السوق 65 شيكلا (17 دولارا أمريكيا)، وفي بعض المحال التجارية أكثر من ذلك، مع دخول شهر
رمضان (الذي بدأ في فلسطين المحتلة الخميس الماضي)، بينما بلغ سعر كيلو لحم الضأن 75 شيكلا (19.6 دولار)، وسعر كيلو الدجاج 21 شيكلا (5.5 دولار).
وتراوحت نسبة الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء خلال الأسبوعين الماضيين، بين 20 و35%، تزامنا مع دخول شهر رمضان، في الوقت الذي لم تصدر فيه وزارة الاقتصاد الوطني في حكومة التوافق قائمة استرشادية بأسعار السلع، حتى الأحد.
وفي هذا الصدد، دعت جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، في بيان لها، المواطنين إلى مقاطعة اللحوم الحمراء والبيضاء بأنواعها، إلى أن تعاود الأسعار انخفاضها.
وقال رئيس الجمعية، صلاح هنية، إن "جشع التجار، وغياب الرقابة الرسمية من قبل وزارة الاقتصاد، والمستهلك الفلسطيني، هي أسباب ارتفاع أسعار اللحوم للحد الذي استقرت عنده مؤخرا".
وأضاف أن "التجار يبدأون برفع أسعار السلع في المواسم التي يُعتقد أن الطلب عليها سيزداد فيها، مثل شهر رمضان والأعياد، وهذا يرافقه ضعف أو حتى غياب في منظومة الرقابة الحكومية على الأسواق، ممثلة بوزارة الاقتصاد الوطني".
وتابع هنية بأن "المستهلك أيضا شريك دون أن يعلم في ارتفاع أسعار السلع، وخاصة اللحوم بأنواعها، لأنه يبدأ بشكل لا إرادي في شراء كميات كبيرة من اللحوم مع اقتراب أو دخول شهر رمضان، ما يعني زيادة في الطلب عليها".
وأرجع وكيل مساعد القطاع الفني في وزارة الزراعة الفلسطينية، زكريا السلاودة، الارتفاع في أسعار اللحوم إلى اعتماد الفلسطينيين في حاجتهم منها على إسرائيل، "لأنه وفقا للاتفاقيات الموقعة، فإن استيراد اللحوم يتم من إسرائيل، مع إمكانية استيراد كميات متفق عليها، وفق نظام الكوتة بشكل سنوي، لكننا لم نلجأ للكوتة منذ سنوات".
وأضاف أن "الأسعار ستنخفض مع نهاية الأسبوع الجاري على أقصى تقدير، بسبب منح تراخيص استيراد لعدد من التجار، لشراء العجول من الخارج، لتغطية حاجة السوق".
ووفق وزارة الزراعة، فإن الكوتة تسمح للفلسطينيين باستيراد 1660 عجلا بوزن إجمالي يبلغ حوالي نصف مليون كيلوغرام، و25 ألف خاروف بوزن إجمالي مليون كيلوغرام سنويا، بينما تضم كوتة اللحوم المجمدة استيراد 12 ألف طن من لحوم الأبقار، واستيراد 1300 طن من لحم الخراف المجمدة والماعز.
وتشكل نسبة إنتاج الفلسطينيين من اللحوم الحمراء، نحو 60% من حاجة الفلسطينيين السنوية، ويتم استيراد النسبة المتبقية من إسرائيل، بينما يكتفي الفلسطينيون من الإنتاج المحلي من الدواجن سنويا، وفق وزارة الزراعة.