سياسة عربية

كتيبة "الحرية العالمية" للمقاتلين الأجانب بمناطق كردية بسوريا

تصطبغ الكتيبة باللون الأحمر الماركسي
تصطبغ الكتيبة باللون الأحمر الماركسي
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت وحدات الحماية الكردية عن تشكيل كتيبة "الحرية العالمية" المتعددة الجنسيات في مدينة رأس العين، في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.

وتضم الكتيبة مقاتلين أجانب قدموا للقتال إلى جانب الوحدات الكردية، التي تخوض معارك ضاربة ضد تنظيم الدولة، في حلب والرقة والحسكة. وتصطبغ الكتيبة باللون الشيوعي الماركسي، نظرا لاجتذاب الوحدات لهذا اللون السياسي، باعتبارها آخر المشاريع الاشتراكية الماركسية في منطقة الشرق الأوسط عموما.

وتقدر الأعداد الأولية للمقاتلين في الكتيبة بحوالي 200 مقاتل، ينتمي معظمهم إلى الأقلية الجركسية والترك الشيوعيين، كما تضم عناصر ألمان ويونانيين وأرمن أيضا.

وقال الناشط السياسي الكردي إبراهيم مسلم، غداة الإعلان عن تشكيل: "الكتيبة هدفها الدفاع عن الأقليات في المنطقة، نظرا لغنى منطقة حوض الخابور بالعرقيات المختلفة، ضد هجمات تنظيم الدولة".

وأوضح، في حديثه لـ"عربي21"، أن "غالبية عناصر الكتيبة هم من أبناء المنطقة، وهم سكان أصليون، بما فيهم الترك، واليونان، والشيشان، لكن لهؤلاء امتدادات إثنية خارجية"، مضيفا: "الكتيبة لا تتبع لقوات الحماية، لكن تقوم بالتنسيق مع قيادة الوحدات فقط".

وأرجع مسلم تشكيل الكتيبة إلى عزم الوحدات الكردية على تنظيم التواجد الأجنبي للمقاتلين الذين يقاتلون في صفوفها. وعزا مسلم عدم تعميم هذه التجربة على كل المناطق السورية التي تسجل تواجدا كرديا؛ إلى أن لكل منطقة خصوصيتها.

وليس من المفاجئ الإعلان عن تشكيل الكتيبة، لأن وحدات الحماية عرضت في كل وسائل الإعلام المقربة منها، ومنذ بداية صراعها مع تنظيم الدولة، صورا لمقاتلين أجانب، من بينهم أشخاص من الولايات المتحدة.

في المقابل، رأى الناشط الإعلامي سراج الدين الحسكاوي، أن وحدات الحماية الكردية تسير على خطى النظام، الذي استقدم هو الآخر مليشيات من بلدان عدة تحت شعار الطائفية، وذلك للتضليل على حقيقة قتال "مرتزقة" إلى جانب الوحدات، على حد قوله.

وتساءل الحسكاوي: "ما هو الفرق بين الكتيبة الجديدة وبين المليشيات العراقية والإيرانية والأفغانية التي استقدمها النظام إلى سوريا للقتال معه؟".

ويرى الحسكاوي أن غالبية المقاتلين الأجانب في صفوف الأكراد، هم عملاء لشبكات استخباراتية عالمية، هدفها اختراق الوحدات لا القتال، على حد قوله.
التعليقات (0)