كتاب عربي 21

وآخرتها؟

تامر أبو عرب
1300x600
1300x600
مر يوم 11 حزيران/ يونيو الذي دعت حركة شباب 6 أبريل لتنفيذ عصيان مدني فيه دون أن يسقط النظام ودون أن تخلو شوارع مصر من المارة ودون أن يتجاوب غالبية المصريين مع الدعوة.

هناك نقاط كثيرة مبعثرة يجب وضعها على الحروف لنفهم ما حدث اليوم وما سيحدث لاحقا.

1-
لم أتفاجأ بضعف التجاوب مع الإضراب، و6 أبريل نفسها لم تتفاجأ، ستكون ساذجا إذا اعتقدت أن بوسعك إسقاط نظام يسيطر على مؤسسات الدولة وإعلامها وتحميه شبكة مصالح متشعبة بدعوة واحدة إلى عصيان مدني أو عدة مظاهرات في الشوارع، وستكون أكثر سذاجة إذا لم تحدد ما إذا كانت تحركاتك تستهدف أصلا إسقاط النظام أم الضغط عليه لتنفيذ إصلاحات.

لم نعد نملك رفاهية ممارسة السياسة على طريقة "حزلقوم"، تلك الطريقة التي يدور الحوار فيها كالتالي:
• انت عاوز تسقط النظام؟
- تقريبا
• عارف يعني لما تسقطه هتجيب مين مكانه؟
- مش متأكد الحقيقة
• إيه ده اللي مش متأكد؟ ماهو يا عارف هتجيب مين مكانه يا مش عارف
- مش يمكن لما أسقط النظام ألاقي حد؟

هذه هي الطريقة التي أسقطنا بها مبارك ووضعنا نظاما عسكريا مكانه، ثم أسقطنا النظام العسكري وجئنا بنظام الإخوان الفاشل مكانه، ثم أسقطنا النظام الإخواني الفاشل وجئنا بنظام عسكري مجرم مكانه، لذلك يجب قبل أن نحسم خيارنا الآن ونقرر أننا نعمل من أجل إسقاط نظام السيسي أن نحدد خطواتنا من بعده وإلا فنحن مهددون فعلا بإسقاطه لصالح نظام يقوده أحمد شفيق الذي قبلنا حكم الإخوان على مضض حتى لا يأتي هو.

لا تقبل بأن يركب أحدا مجددا على حراكك، يكفي الثورة تقديم شهداء يصل بهم أعداؤها إلى السلطة، ويكفي شبابها التخلي عن حريتهم من أجل خصومهم، لا تفكر في إسقاط النظام دون تجهيز بديل ثوري حقيقي يمثل 25 يناير، ولا تجعل إسقاط النظام هدفا في حد ذاته، فقد أسقطنا ثلاثة أنظمة سابقة وزادت أوضاعنا سوءا.

يبقي النضال ضد نظام ظالم مستبد كاذب فرض عين غير قابل للنقاش، لكن هدف هذا النضال وما إذا كان هدفه إسقاط النظام أو وضعه تحت ضغط دائم لحين تجهيز البديل، هو ما يجب أن نتناقش فيه.

2-
نجحت دعوة عصيان 11 حزيران/ يونيو قبل أن يأتي يوم 11 حزيران/ يونيو، وبصرف النظر عن الأعداد التي تجاوبت مع الدعوة، يكفي أنها دفعت رجال النظام للاعتراف بهشاشة النظام الذي يدافعون عنه، اجتمع 35 حزبا لمواجهة دعوة 6 أبريل للإضراب بدعوة للعمل والإنتاج، وخرج قيادات حزب النور ليعلنوا أن الإضراب حرام شرعا، وسخرت الفضائيات ساعات بث كثيرة لتشويه الدعوة وتخوين الحركة.

يؤكدون أن 6 أبريل والحركات الثورية بلا شعبية، ثم ترتعد فرائصهم مع أي دعوة تخرج عنها، يقولون إن هذه الحركات لو نزلت الشارع سيفتك بها الناس، فتنزل الحركات إلى الشارع وتعلق لافتاتها وتنفذ فعالياتهم بينما هم محبوسون بين الأماكن المغلقة والاستديوهات ولا يسيرون دون حراسة.
يعرف النظام أنه يبيع الوهم لذلك يخشى من أي خصم، يخشى 6 أبريل ويخشى شباب الثورة ويخشى الكتاب المعارضين ويخشى أحمد شفيق وأحمد عز وجمال مبارك، وينسحق أمام رجال الأعمال لأنه يعرف أنهم يملكون الإعلام وأنه جاء وباق بالإعلام.

لا يخاف النظام من أي فعالية سياسية أو فعالية تدافع عن الحريات العامة، لكنه يخاف من أي فعالية ترفع مطالب اجتماعية واقتصادية، لأنه يعرف مدى التفاف الناس حول هذا الملف، خسر الثوار الشارع عندما جعلوا كل فعالياتهم مخصصة للمطالبة بالانتخابات والعزل السياسي والقوائم المفتوحة والمغلقة والمجلس الرئاسي المدني، والآن قد يكسبوه مجددا إذا جعلوا كل مطالبهم مستوحاة من حق الناس في العيش الكريم.

3-
لا تستصغر أي حراك ولا تتشكك في جدوى أي فعالية، فنحن في سجن حصين ولا نملك إلا مسمارا، نحفر نفقا نتعشم أن نرى في آخره شعاع الشمس، كل خروج إلى الناس يحفر جزءا في النفق، قد لا يكون جزءا كبيرا، لكنه بالانضمام لأجزاء أخرى سيكون كبيرا.
هذه ثورة خرجت لأجل الناس وآن الآوان لتعود كما بدأت، دافعوا عن حق الناس في العمل والعلاج، انضموا إليهم حينما يطالبون بأجور عادلة وظروف عمل مناسبة، انتفضوا معهم ضد ارتفاع الأسعار وزيادة فواتير الكهرباء، كونوا بجانبهم إذا عذبت الشرطة أحدهم أو لم ينصفه القضاء.
كونوا أقرب إليهم من سلطة يؤيدونها وتفرمهم، تكن صرخة "وأخرتها" أعلى بهم.
4
التعليقات (4)
الدرديرى
الجمعة، 12-06-2015 07:56 م
بداية الطريق خطوة اذ لم تفعلها فلن تصل
ايمان
الجمعة، 12-06-2015 04:23 م
ما هو 6 ابريل معاها مسمار والإخوان معاهم مسمار وكل واحد بيحفر ف حته من النفق ... ما يجربوا كده يعملوا هدنة ما بينهم ويحطوا حل للنقطة الاولي ال اتكلمت حضرتك فيها ... والمسامير تبقى شاكوش حديد يضرب ضربة ال هى .. يمكن النفق يفتح
احمدالغول
الجمعة، 12-06-2015 02:58 م
دائما مبدع استاذ تامر ابو عرب
مقالة رائعه فع?
الجمعة، 12-06-2015 02:31 ص
فع? ما ضاع حق ورائه مطالب