صحافة دولية

الغارديان: دعوات للأردن بعدم ترحيل ناشط فلسطيني إلى سوريا

الغارديان: وائل السهلي مثال رهيب ومؤلم للظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون - أرشيفية
الغارديان: وائل السهلي مثال رهيب ومؤلم للظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون - أرشيفية
كتب مراسل شؤون الهجرة في صحيفة "الغارديان"باتريك كينغزلي، عن الحملة التي تقوم بها الأمم المتحدة لمنع ترحيل فلسطيني سوري إلى سوريا.

وتقول الصحيفة إن اللاجئ الفلسطيني السوري الذي أثار انتباه العالم؛ لأنه علق في مطار دبي قبل أسبوعين، سيرحّل قريبا إلى سوريا.

ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى أن الفنان والناشط وائل السهلي (40 عاما) قد فرّ من سوريا إلى الأردن في نهاية عام 2012، وأصبح هدفا للنظام، ومنع من العمل في الأردن، حيث حاول السهلي البحث عن حياة أفضل في أوروبا، وفي نهاية نيسان/ إبريل ركب وابنه الطائرة المتجهة إلى السودان عبر دبي. 

وتبين الصحيفة أن خطتهما كانت السفر من السودان إلى ليبيا، ومن ثم بالقوارب إلى إيطاليا، وحال وصولهما إلى السودان رفضت السلطات السماح لهما بالدخول، وتم ترحيلهما إلى مطار دبي، حيث بقيا فيه لمدة أسبوعين؛ نظرا لأن السهلي لم تعد لديه تأشيرة دخول صالحة تسمح له بالعودة إلى الأردن. 

ويذكر الكاتب أن وضع السهلي وابنه أثار انتباه الإعلام العالمي، حيث إن الأردن سمح في النهاية لهما بالعودة المؤقتة.

وينقل التقرير عن شقيق الناشط طاهر السهلي، قوله إن وائل نقل إلى الحدود السورية، حيث ينتظر الترحيل. ويضيف طاهر، الذي وصل إلى أوروبا بالقوارب القادمة من ليبيا، أن شقيقه يواجه الإعدام الآن. ويقول: "بالتأكيد لو ألقى النظام القبض عليه فإنه سيقتل، فقد كان وائل مطلوبا من النظام وهرب، ولو عاد إلى سوريا فسيقتل، وهذا ليس سرا".

وتلفت الصحيفة إلى أن المدافعين عن السهلي يقولون إنه لو رحل فسيكون قرار السلطات الأردنية قاسيا عليه، حيث عرضت ألمانيا استقباله، لكنها طلبت أوراقا أخرى لاستكمال الإجراءات الإدارية المطلوبة لنقله إلى ألمانيا، ويقول التقرير إن وزارة الخارجية لم ترد على طلب لتأكيد المعلومات.

ويرى كينغزلي أن حالة السهلي تشير إلى المستنقع البيروقراطي الذي يواجهه أبناء اللاجئين الفلسطينيين الذي أجبروا على الفرار من بيوتهم بعد عام 1948. وكانت عائلة السهلي قد استقرت في مخيم اليرموك السوري، ولكنها أجبرت على الرحيل مرة أخرى، بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الخيارات المتوفرة أمام السوريين الهاربين من الحرب ليست عديدة. ولكن الفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا، وعددهم 520 ألف نسمة، لا تتوفر لهم المميزات الجيدة في الشرق الأوسط، ولا يلقون ترحيبا في الدول العربية.

وبحسب المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  (أونروا) كريس غانيس، فإن حالة السهلي تعد "مثالا رهيبا ومؤلما للظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، فالحدود إلى الأردن ولبنان مغلقة فعليا أمام الفلسطينيين، أما الخيارات الأخرى فهي المرور عبر المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، ولو كانوا محظوظين فالخيارات المطروحة أمامهم رهيبة، وهي: ركوب البحر وتعريض حياتهم للخطر".

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى تغريدة أرسلها غانيس يوم الأربعاء جاء فيها: "تتابع الأونروا حالة وائل السهلي، وتدعو السلطات إلى تقديم الحماية له، بما يتوافق مع المعايير الدولية".
التعليقات (0)