سياسة عربية

كيف منع "حجي بكر" زعيمه البغدادي من تنفيذ أمر الظواهري؟

يُتهم حجي بكر بأنه العقل المدبر لتأسيس "الدولة الإسلامية" - أرشيفية
يُتهم حجي بكر بأنه العقل المدبر لتأسيس "الدولة الإسلامية" - أرشيفية
كشف قيادي سابق في جبهة النصرة معلومات تنشر لأول مرة عن سمير الخليفاوي الملقب بـ"حجي بكر"، وهو الضابط السابق في الجيش العراقي إبان عهد صدام حسين، والذي تحول إلى الفكر الجهادي، وأصبح عضوا في مجلس شورى تنظيم الدولة، قبل أن يُقتل على يد الجيش الحر في كانون ثاني/ يناير 2014.

وبحسب القيادي السابق الملقب بـ"آس الصراع في الشام"، الذي عايش حجي بكر إبان قضاء الأخير لفترة محدودة في جبهة النصرة، فإنه وبعد طلب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من أمير تنظيم الدولة "أبو بكر البغدادي" في تشرين ثاني/ نوفمبر 2013، همَّ البغدادي على العودة بجنوده إلى العراق، إلا أن حجي بكر منعه.

وتابع في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع "تويتر" تابعتها "عربي21" قائلا: "طلب حجي بكر من "أبو علي الأنباري" أن يسبغ على ذلك الشرعية، وكانت خطة رفض القرار كالآتي: (ينشرون بشكل غير رسمي أن رسالة الشيخ الظواهري مزورة أمام الجنود، وإن سئل أحد القيادات عنها يجيب بأن الأمر سري، ولا علم لي به، والأمر عند مجلس الشورى)".

ووفقا لـ"آس الصراع في الشام"، فإن حجي بكر والأنباري قسما عناصر التنظيم حينها إلى ثلاث مجموعات: "قسم يقولون لهم إن الرسالة مزورة، وقسم من الخواص يقولون لهم الرسالة صحيحة، وسنكتب ردا عليها (..) أما القسم الثالث فيقولون لهم إن الرسالة فيها مخالفات شرعية، وشق لصف الجماعة، وأين سنذهب بالمهاجرين، ويجوز لأهل الحل والعقد مخالفة قرار أميرهم إن رأوا مفسدة في قراره"، وفق قوله.

وفي توصيف للواقع، ذكر "آس الصراع في الشام" أن حجي بكر والأنباري خططا لشن حملة تشويه بحق أيمن الظواهري تهدف إلى إسقاطه بين عناصر التنظيم، وتابع: "هنا أخذت العملية شهرين، وأتباعهم ينتظرون حتى خرج العدناني بكلمته المعروفة، ورفض القرار، فقد كانوا هيأوا الرأي العام الداخلي لقبول الكلمة".

وأكد الحساب الشهير أن حجي بكر نجح في خطته بشكل كامل، حيث لم يعد بعد كلمة العدناني إلى جبهة النصرة سوى القليل، مشيرا إلى أن رفض التنظيم العودة إلى العراق تلاه حملة هدفت إلى إسقاط تنظيم القاعدة وتشويهه بين عناصر "الدولة".

وعن آلية الحملة التي قادها أيضا حجي بكر، قال "آس الصراع في الشام": "إسقاط تنظيم القاعدة جرى وفق جدول زمني منظم بدأ باجتماع حجي بكر قبل ستة أشهر من قيام فصائل الشمال على داعش ليبحثوا إن خسروا حلب أين يكون انسحابهم، وتم اختيار البادية معقلا خلفيا لهم، والرقة مؤقتا".

وتابع: "وضعوا في حسبانهم سقوط الرقة، وبالفعل ما زالوا مسيطرين على البادية التي هي عقدة ومربط سوريا، وفصلوا الشمال عن الجنوب والشرق عن الغرب، وهذا كله من تخطيط حجي بكر".

وبحسب "آس الصراع في الشام"، فإن حجي بكر كان مسافرا في بلد أوروبي قبل أن يدخل إلى سوريا، موضحا أن أحد أعضاء لواء التوحيد أخبره بأن حجي بكر كان في إيرلندا".

ولم يستبعد "آس الصراع في الشام" أن يكون "حجي بكر" يحمل جواز السفر الإيراني، مغردا: "مسألة التزوير سهلة على التنظيم".

وكان الحساب ذاته نشر قبل أسبوعين تغريدات عن "حجي بكر" الذي قال إنه التقاه قرابة عشر مرات، وأوضح حينها أن "بكر" رجل غير عادي، ذكي، خبيث، داهية، مخطط استراتيجي نوعي، قليل الكلام، مهووس بالجانب الأمني، يشك حتى في خياله، هناك جانب كبير من الغموض في شخصيته، يتكلم في غير فنّه"، وفق تعبيره.

رابط تقرير عن تغريدات "آس الصراع في الشام" السابقة حول "حجي بكر". (هنا)

رابط تقرير مجلة "دير شبيغل" الألمانية عن شخصية "حجي بكر". (هنا)
التعليقات (0)