كاتب إسباني يحذر من انعكاس حرب اليمن على أسعار النفط

 حذر كاتب إسباني من احتمال أن تؤدي الحرب في اليمن، إلى إغلاق مضيق باب المندب الحيوي، وبالتالي ستنعكس على أسعار النفط في العالم.

وقال أستاذ الموارد الطاقية في جامعة برشلونة الإسبانية، مارثو ماريانو في مقال نشره في صحيفة "إلبريوديكو" الإسبانية إن الأزمة التي يعيشها اليمن، مع الضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، أدت إلى ارتفاع أسعار النفط.

مشيرا في هذا الصدد إلى أن السوق العالمي أظهر  بعض التوتر بشأن التأثير المحتمل لهذه الحرب على الإمدادات القادمة من الشرق الأوسط.

وأوضح الكاتب، في مقاله الذي ترجمه "عربي 21"، أن اليمن ليس جزءا من نادي الدول الكبرى المنتجة للنفط، وهذا بحسبه "يمكن أن يثير الشكوك حول العلاقة بين الوضع في هذا البلد وتطور أسعار النفط".

واستدرك بأن الأهمية الإستراتيجية لهذا البلد لا تتعلق بثرواته في باطن الأرض، بل بموقعه الجغرافي؛ فسواحل اليمن ترتبط بالضفة الشرقية لمضيق باب المندب وهو ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن.

وأوضح أن باب المضيق، الواقع بين القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية، هو ممر رئيسي للنقل البحري ويؤمن التدفق التجاري للنفط الخام والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي المسال، الذي يتم توجيهه من الخليج العربي نحو أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية.

واستطرد قائلا، إن باب المندب عرضه أقل من 30 كيلومترا، وفي هذه المنطقة تستخدم ناقلات النفط وناقلات الغاز ممرين مائيين لايزيد عمقهما عن ثلاثة كيلومترات.

وأشار الكاتب إلى أنه في السنوات الأخيرة، تزايد بشكل مطرد حجم النفط والمنتجات البترولية التي تعبر مضيق باب المندب؛ فما بين عامي 2010 و 2014 انتقل حجمها من 2.7 إلى 4.7 مليون برميل يوميا، وبين عامي 2013 و 2014 ارتفع التدفق ب 20 بالمائة مع ارتفاع صادرات النفط من العراق نحو أوربا.

وكتب مارثو، أنه في الاتجاه المعاكس،  نحو الجنوب، زادت حركة المرور في المضيق بشكل كبير نظرا للمستويات القياسية التي وصلت إليها صادرات النفط والمنتجات النفطية من روسيا نحو آسيا.

وخلص إلى أن أي توتر أو عدم استقرار في محيط مضيق باب المندب، قد يؤدي إلى عرقلة مسار النفط من الخليج العربي في طريقه إلى قناة السويس أو إلى المحطة التي تغذي خط أنابيب النفط – السويس المتوسط (سوميد) . ومن شأن أي عرقلة أن تجبر ناقلات النفط إلى التوجه نحو رأس الرجاء الصالح، عند الطرف الجنوبي من أفريقيا، مما سيزيد في مدة الرحلة والتكاليف.

بالمقابل، لفت مارثو الانتباه إلى أن تدهور الأوضاع في اليمن دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز التدابير الأمنية في المنطقة، إذ أعلنت عن نيتها العمل جنبا إلى جنب مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي (العربية السعودية، البحرين، الكويت، عمان وقطر والإمارات العربية المتحدة) من أجل ضمان استمرارية التدفقات التجارية من خلال باب المندب.