تصريح غريب في وقته، غريب في مضمونه، إلا أنه ليس غريبا من حيث الشخص الذي خرج منه.
بلال فضل؛ أحد أبرز منتجات الحركة العلمانية في مصر، وأحد أكبر أنصار توترمان محمد البرادعي، وأحد أول مؤيدي الانقلاب العسكري الدموي، يرى أن الإيمان بعودة مرسي بلاهة، وأن الإخوان انتهوا في مصر.
ورغم ما تحويه هذه التصريحات من استفزاز لكل الثوار في مصر، ورغم ما تحويه عن مغالطات سياسية وأخلاقية إلا أنها تسدي لنا خدمة نحتاجها بشدة وسط زحمة التفاصيل.
فالمثقف القارئ صاحب عصير الكتب يرى أن زوال الانقلاب وهم، والإخوان إلى زوال، رغم أن أي قارئ للتاريخ عموما وتاريخ الثورات على وجه الخصوص يرى أن هذا الانقلاب ولد ميتا وأن منحنى الثورة صاعدا ومنحنى الثورة المضادة في النازل.
الكاتب الثائر، صاحب فيلم حاحة وتفاحة، يبدو إنه "مابيعرفش" معنى الثورة، فيرى أن النظام لا يمكنه السيطرة على الناس طول العمر وأنه إن عاجلا أو آجلا سيحتاج ديكورا سياسيا، لذا سيسمح بمتنفس سياسي ولذا على القوى المدنية "العلمانية يقصد" أن يكونوا مستعدي لهذه اللحظة!
الثورة في ذهن بلال فضل مجرد "تطفل" على نظام الديكتاتور، والرضا بالفتات من بقايا الحكم والسياسة في مصر، التي يقدمها لهم. ولم يفهم قارئ الكتب، التي اتضح أن عصيرها الذي شربه لم يتجاوز مجرد عصير برسيم، أنه لم توجد ثورة في التاريخ لم تلجأ للقوة بدرجات لحسم المعركة ضد أعدائها!
***
من حق بلال فضل أن يكفر بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتب على تويتر أن الجنة ليست للمسلمين فقط، ومن حقه أن يؤيد البرادعي وقد أفاد الانقلاب أكثر مما أفاد أحدا آخر في مصر، لكن ليس من حقهما الانقلاب على رئيس منتخب وتبرير أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر.
المشكلة أننا في خضم الأحداث نختزل المعركة ضد الانقلاب في المجلس العسكري، ومع تكاثر الأزمات واشتداد المحنة نختزل المجلس العسكري في عبد الفتاح السيسي، وكأن السيسي فعل ما فعل دون دعم البرادعي وبلال فضل و 6 إبريل الذين كانوا يعلمون بانقلابه ورحبوا به ودافعوا عنه.
مصير بلال فضل ومن معه لا يفرق كثيرا عن مصير عكاشة ومصطفى بكري، فكلاهما يحمل ذات الرسالة لجمهورين مختلفين، ومصير هؤلاء وهؤلاء لا يجب أن يفرق كثيرا عن مصير مجرمين كمحمد إبراهيم وصدقي صبحي فضلا عن عبد الفتاح السيسي.
الجميل أن البعض حين يتوه عن هذه الحقائق يبعث الله أمثال هؤلاء الطفيليات المجرمة ليعيدوا تذكيرنا بمدى جرمهم وقبحهم في حق الدين والوطن والثورة!
3
شارك
التعليقات (3)
ابراهيم
الأربعاء، 13-05-201505:06 ص
بتقول من حق بلال فضل انه يكفر لكن مش من حقه يقول ان الرئيس الننتخب مش هيرجع...حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ربنا يخيبك
احمد حمودة
الإثنين، 11-05-201506:45 ص
ارى ان نطلق على هذا الشخص : سيء الذكر.
احمد
الإثنين، 11-05-201503:02 ص
منحنى الثورة صاعدا و منحنى الثورة المضادة في النازل انت بتضحك على نفسك و لا بتضحك علينا