سحبت السلطات الأردنية على نحو مفاجئ، الثلاثاء،
ترخيص جمعية أهلية يترأسها ناشط مقرب من النظام السوري، حيث وقع وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي، مذكرة يستخدم فيها صلاحياته لسحب ترخيص جمعية "الإخاء السورية الأردنية"، التي تعدّ ناشطة في مجال الولاء للنظام السوري.
ويترأس الجمعية الكاتب اليساري
ناهض حتر، وهو ناشط معروف في الجبهة الشعبية الأردنية الموالية للنظام السوري، والمقربة من إيران وحزب الله.
وقال حتر لـ"
عربي21"، الأربعاء، إن "سحب ترخيص الجمعية جاء بمثابة إساءة للشعبين الأردني والسوري"، على حد قوله، مضيفا أنه عبر عن رفضه لهذه الخطوة.
وأوضح أن وزارة الداخلية حوّلت جميع الجمعيات المسجلة لديها إلى وزارة التنمية الاجتماعية، باستثناء "
جمعية الإخاء".
وهدد حتر باللجوء إلى القضاء والمنظمات الدولية، معتبرا أن القرار "سياسي"، و"يؤثر بشكل سلبي على أي عملية سياسية محتملة في سوريا، ويزيد من التأزيم والتصعيد السياسي".
في المقابل، نفى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، خالد الكلالدة، لـ"
عربي21" الأربعاء، أن السبب وراء سحب ترخيص الجمعية سياسي، لكنه أوضح أن جمعية الإخاء تعاني من مشاكل إدارية، ما أوجب سحب ترخيصها.
وقال إن الوزارة قامت بمراجعات تضمنت 33 جمعية قامت بتصويب أوضاعها، موضحا أن "قرار سحب ترخيص أي جمعية يأتي عن طريق سجل الجمعيات، بسبب قانوني بحت، ومن حق القائمين على جمعية الإخاء الرجوع إلى القانون فهو الفيصل".
ويأتي القرار بعد يومين فقط من سؤالين ينطويان على اتهام للأردن وجههما علنا السفير السوري الأسبق في عمّان، بهجت سليمان، ألمح فيهما لعلاقة تعاون بين الأردن وجبهة النصرة المعارضة، وطالب العاهل الأردني بتحديد الفارق بين تنظيم الدولة وجبهة "النصرة".
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قال إن النظام السوري ساهم في تعزيز ونشوء تنظيم الدولة في الرقة السورية.
وكان حتر قد زار دمشق والتقى الأسد عدة مرات، مترئسا لوفد قيل إنه "يمثل الشعب الأردني"، ما أثار حينها غضب الشارع الأردني، معبرا عن رفضه لها، كما أن حتر قاد وفدا يمثل تيارا من المتقاعدين العسكريين إلى لقاءات مع مسؤولين في طهران وفي حزب الله قبل عدة أسابيع.
تدريب سوريين لمواجهة تنظيم الدولة
يأتي ذلك فيما أكدت الحكومة الثلاثاء، أن الأردن سيشارك في تدريب أفراد من "العشائر السورية"، لمواجهة تنظيم الدولة ضمن برنامج دولي.
واكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، محمد المومني، بالقول إن "أي تفاصيل حول مشاركة الأردن في تدريب سوريين سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب"، وذلك تزامنا مع إعلان تركيا أن الخطة الأمريكية لتدريب وتسليح قوات معارضة سورية على أراضيها، ستبدأ السبت المقبل رسميا.
وقال المومني إن "عمليات التدريب ستأتي في سياق الحرب على الإرهاب، انطلاقا من أن التحالف الدولي المؤلف من أكثر من 60 دولة، أقر أبعادا معينة للحرب، منها: عسكري عملياتي، وأمني، وإيديولوجي"، واعتبر أن هذا التدريب هو "جزء من الجبهة العسكرية".
وأشارت صحف محلية إلى أن الخطة الأمريكية لتدريب المعارضة السورية، ستتوسع لتشمل مواقع تدريبية في دول أخرى، منها الأردن.