لقطات تلفزية وجهت فيها رسائل تؤكد تماسك الأسرة الحاكمة - أرشيفية
اتخذ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عدة إجراءات بروتوكولية و"عائلية" رأى فيها المراقبون رسائل للداخل والخارج، بهدف تأكيد تماسك "بيت الحكم" بعد التغييرات التي أجراها فيما بات يعرف بـ"عاصفة الفجر"، الأربعاء الماضي.
فقد بعث سلمان برقيتين، الأولى لأخيه غير الشقيق، الأمير مقرن، ولي العهد السابق، يعرب فيها عن تقديره لجهوده التي بذلها على مدى نصف قرن، والثانية لابن أخيه الأمير سعود الفيصل، يؤكد فيها أنه رغم إعفائه من منصبه كوزير للخارجية سيكون "قريبا منه ومن العمل الذي أحبه".
كما بث التليفزيون الرسمي السعودي، الأربعاء، لقطات تضمنت قبلة طبعها الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، على يد ابن عمه الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز خلال مبايعة الأخير له، وأخرى لمبايعة الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السابق لكل من محمد بن نايف ومحمد بن سلمان.
وإضافة لذلك، فقد أجرى سلمان زيارة إلى منزل الأمير مقرن بالرياض بعد ساعات من إعفائه من منصبه كولي للعهد، رافقه فيها ولي عهده وابنه محمد.
وتبدو هذه المشاهد كرسائل تأكيد على تماسك الداخل وطمأنة للخارج، بعد قرارات، الأربعاء، التي وصفت بـ"عاصفة الفجر"، في محاولة للتأكيد أن آلية انتقال الحكم إلى الجيل الثاني من نسل الملك عبد العزيز مؤسس السعودية تسير بسلاسة، وأنه لا يوجد خلافات داخل الأسرة الحاكمة بهذا الشأن".
وفي هذا الإطار، جاءت بعض التصريحات الرسمية، ومنها تأكيد السفير السعودي لدى ألمانيا، أسامه بن عبد المجيد شبشكي في تصريح نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الأوامر الملكية الأخيرة "تمثل انتقالا مبسطا وسلسا في السلطة للجيل الثاني بكل يسهر وسهولة".
وقد اهتم الإعلام السعودي بإيصال الرسائل نفسها عبر تغطيته للتغييرات.
وقالت صحيفة الرياض في افتتاحيتها تحت عنوان "فجر جديد.. دولة راسخة"، إن "المملكة التي لطالما كانت مضرب مثل في الاستقرار والأمن، ها هي تسطر بمداد من ذهب عصرا جديدا لجيل جديد يقود المملكة في قادم الأيام ويرسّخ هذه النظرة وذلك المفهوم".
وأضافت: "جاءت التغييرات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين، لتؤكد أن سلاسة انتقال السلطة في كل المراحل سمة أصيلة في بيت الحكم السعودي".
ولعل اللافت في هذه الرسائل هو الإلحاح في نقلها وتكاملية المشهد في تأكيدها، عبر نشرها بأكثر من شكل، وبمشاركة جميع أطراف مثلث الحكم السعودي (الملك وولي العهد وولي ولي العهد) من جانب، ومن يتردد أنهم المتضررون من التغييرات الجديدة (مقرن بن عبد العزيز ومتعب بن عبد الله) من جانب آخر.
وتكمن أهمية بث لقطات لمحمد بن سلمان وهو يقبل يد ابن عمه الأمير متعب بن عبد الله، بأنه يوجه رسالة لدحض تقارير صحفية تحدثت عن امتعاض متعب من التغييرات التي أجراها الملك، لأنها أنهت طموحه بالتعيين وليا لولي العهد.
وفي الإطار ذاته، فإن إبراز الإعلام السعودي للأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد السابق، وهو يتقدم صفوف المبايعين لمحمد بن نايف ومحمد بن سلمان؛ يأتي بحسب مراقبين للرد على التكهنات حول موقف مقرن من إعفائه من منصبه.
وفيما يبدو أنه إكمال لصورة مشهد "تماسك بيت الحكم"، فقد حرص الملك على زيارة أخيه ولي العهد السابق في بيته، برفقة ولي العهد وولي ولي العهد الجديدين، كنوع من التقدير والتكريم، كما وجه برقيات رسمية لكل من مقرن بن عبد العزيز وسعود الفيصل، تؤكد تقديره لدورهما و "خدمتهما للملكة".