قال شهود عيان، إن مسلحي جماعة
الحوثي استحدثوا الأحد، نقاطا أمنية جديدة في صنعاء، وقاموا بنشر دبابات ومدرعات عسكرية، فيما أبدى سكان العاصمة
اليمنية مخاوفهم من انتقال الصراع للمدينة.
الشهود أوضحوا أن الحشود الجديدة للحوثيين هي الأولى منذ بدء "
عاصفة الحزم" في 26 آذار/ مارس الماضي، وأفادوا بأن الحوثيين شيدوا متارس ترابية في عدد من شوارع العاصمة، كما نصبوا نقاطا أمنية عسكرية في شوارع "الجزائر" و"عمّان" و"عَصر" و"الستين" و"مذبح".
ويتخوف سكان محليون، من نشوب معارك شوارع بين الحوثيين وخصومهم في العاصمة صنعاء، كما هو الحال في تعز ومدن الجنوب.
شهود العيان قالوا إن النقاط الحوثية المستحدثة احتوت على مسلحين حوثيين معظمهم من صغار السن، وقالوا إن بعضهم لا يتجاوز الخامسة عشرة، مرجعين ذلك لاستنفار الجماعة لمقاتليها من الصف الأول في معاركها في مأرب وتعز، إضافة إلى المحافظات الجنوبية خاصة عدن.
ورجح سكان محليون أن يدور الصراع بين الحوثيين من جهة وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام التي أعلنت انشقاقها عن زعيم الحزب الرئيس اليمني السابق علي صالح، بالإضافة إلى حزب الإصلاح الإسلامي الذي يمتلك مقاتلين قبليين في تخوم العاصمة.
ويقول مراقبون للشأن اليمني إن السعودية قد تدعم حلفا قبليا يضم المنشقين على صالح مثل البرلماني والزعيم القبلي محمد الشايف الذي أعلن تأييد "عاصفة الحزم"، إلى جانب حزب الإصلاح الإسلامي، وزعماء قبائل حاشد من أبناء الشيخ القبلي عبدالله الاحمر، وكافة مشائخ القبائل والموالين لهم في تخوم العاصمة والذين فجر الحوثيون منازلهم في صنعاء وعمران.
ونزح غالبية السكان عن صنعاء منذ بداية عاصفة الحزم في 26 آذار/ مارس الماضي، نتيجة القصف المستمر على مواقع عسكرية موالية للحوثيين وصالح، وسط المدينة، والتي ألحقت أضرارا بالمدنيين أيضا.
وحتى اللحظة اقتصرت الاضطرابات الأمنية في العاصمة صنعاء على القصف الجوي فقط وهو ما تسبب بتوقف الدراسة في المدارس والجامعات، ومعظم الشركات الكبرى.
خسائر للحوثيين في الضالع
قتل ستة من مسلحي جماعة "الحوثي" في هجوم للمقاومة الشعبية الأحد، في منطقة الوبح بمدينة الضالع جنوبي اليمن، فيما اشتدت المواجهات بمنطقة خور مكسر في عدن، جنوبي البلاد.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية بالضالع، إن "مسلحي المقاومة الشعبية شنوا هجوما على نقطة للحوثيين والقوات الموالية لهم في منطقة الوبح بالضالع"، مشيرا إلى أن "الهجوم أسفر عنه مقتل ستة من مسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم".
ولم يكشف المصدر عما إذا كانت هناك خسائر في صفوف المقاومة الشعبية.
وأوضح أن "مواجهات دموية اندلعت صباح الأحد وتوقفت عصراً بين المقاومة والحوثيين على الخط الواصل بين منطقتي سناح والوبح، استخدمت فيها الأسحلة الثقيلة وأعطبت خلالها المقاومة سيارة للحوثيين"، مضيفا أن "الحوثيين اعتقلوا بعض المواطنين بعد ما داهموا قرى شعب الأسود ولكمة صلاح والحازة بالضالع".
اشتباكات عدن
وفي محافظة عدن، لا تزال المواجهات الشديدة مستمر منذ الصباح وحتى الآن في منطقة خور مكسر وسط تقدم للمقاومة الشعبية، بحسب مصدر في المقاومة.
وأشار المصدر إلى أن "المقاومة تقدمت إلى جول العاقل بالمدينة"، واصفا المواجهات بـ"الشرسة".
كما شنت طائرات التحالف ثلاث غارات عصر الأحد على مواقع الحوثيين في منطقة حوش درهم وقرب مبنى المجلس المحلي بمدينة دار سعد بعدن، بحسب المصدر ذاته.
وأسفرت مواجهات الصباح في مدينة دار سعد عن مقتل مسلح من المقاومة وأربعة حوثيين، بحسب مصدر المقاومة.
ولم يتسن لنا أخذ تعقيب من جماعة الحوثي بشأن هذه الأحداث.
وتتكون غالبية "المقاومة الشعبية" من أهالي المحافظات الجنوبية الذين يرفضون التواجد الحوثي في محافظاتهم، وتنضم إليها في بعض المناطق "اللجان الشعبية" الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وفي الـ 21 من نيسان/ أبريل الجاري، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم"، وبدء عملية "إعادة الأمل"، التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة.