قتل شخصان بينهما حارس أمن، وأصيب شخص ثالث بجروح في العاصمة الليبية الأحد، عندما أطلق مسلحون النار على سيارة أمن كانت متوقفة أمام سفارة كوريا الجنوبية.
وأعلن تنظيم الدولة على موقع "تويتر" تبنيه للهجوم، قائلا: "قام جند الخلافة في مدينة طرابلس بتصفية عنصرين من حرس سفارة كوريا الجنوبية".
وصرح مصدر إعلامي من طرابلس لصحيفة "عربي 21" أن الاستهداف لم يكن للسفارة في حد ذاته، وإنما هناك احتمال كبير أن المستهدفين منه رجال الأمن الدبلوماسي المؤمنين للسفارة، إذ سبق أن تعرض رجال شرطة لهجمات مماثلة، وتعرضت بوابات أمنية لتفجيرات انتحارية.
ومما يرجح هذا التوجه بحسب المصدر ذاته، أن السفارة فارغة، وكافة البعثات الدبلوماسية غادرت البلاد، إذ لا توجد فائدة من استهداف سفارة لا يوجد بها موظفون، والأمن يحرس هذه المباني خوفا من تعرضها للنهب والسرقة.
وسبق أن تبنى "تنظيم الدولة" هجمات مماثلة ضد السفارات في طرابلس التي أغلقت معظمها أبوابها مع تدهور الوضع الأمني في العاصمة.
وقال مسؤول أمني في طرابلس، إنه "قتل شخصان أحدهما حارس أمن وأصيب شخص ثالث هو حارس أمن أيضا بجروح حين هاجم مجهولون كانوا يستقلون سيارة سفارة كوريا الجنوبية".
وأضاف أن المهاجمين "أطلقوا النار وأصابوا سيارة الأمن التي كانت متوقفة أمام السفارة" الواقعة في حي الأندلس الراقي في وسط غرب العاصمة بين شارعي "قرقارش وقرجي" حيث مقر العديد من السفارات.
من جهته، أفاد مدير الأمن الدبلوماسي في وزارة الداخلية العقيد مبروك أبو ظهير في تصريح، أن الهجوم "أدى إلى وفاة احد منتسبي الإدارة العامة للأمن الدبلوماسي المكلفين بحماية وتأمين مقر مبنى السفارة".
وأضاف أن الهجوم أدى إلى "وفاة شخص مدني تزامن وجوده أثناء الهجوم إضافة إلى إصابة شخص ثالث من أفراد الحراسة إصابات بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى".
وذكر أنه "تم الإبلاغ عن منفذي الهجوم الذين كانوا يستقلون سيارة بدون لوحات، وجار عمليات التحري والمتابعة من الأجهزة الأمنية للكشف على منفذي الهجوم المسلح".
بدوره، ذكر حارس أمن يعمل لدى السفارة، أن القتيلين ليبيان، موضحا أن السفارة "متوقفة عن العمل منذ فترة لكن هناك دبلوماسيون كوريون يقيمون فيها رغم ذلك".
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الحادث، وجاء على لسان متحدث باسمها أن ثلاثة كوريين جنوبيين، بينهم دبلوماسيان، كانوا في السفارة ساعة وقوع الهجوم لكنهم لم يصابوا بأذى.
يشار إلى أن طرابلس شهدت عدة حوادث مشابهة خلال نهاية العام الماضي، منها اعتداءات على السفارات المصرية والإماراتية والجزائرية والإيرانية.
وتشهد مدن ليبية عدة انفلاتا أمنيا، واغتيالات لعناصر شرطية وعسكرية، وأخرى عامة، خاصة مع انتشار مختلف أنواع الأسلحة في أيدي الجماعات المسلحة، عقب سقوط نظام العقيد القذافي عام 2011.
وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة الموقتة المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق) ومقرها البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني ومقرها طرابلس (غرب).