صحافة دولية

إيكونوميست: تنظيم الدولة يتوسع بسوريا ولا نموذج يمنيا قريبا

إيكونوميست: يتوقع البعض أن يتم تطبيق النموذج اليمني لمواجهة تنظيم الدولة - أرشيفية
إيكونوميست: يتوقع البعض أن يتم تطبيق النموذج اليمني لمواجهة تنظيم الدولة - أرشيفية
تبدو الحرب ضد تنظيم الدولة التي شنتها الولايات المتحدة منذ شهر آب/ أغسطس 2014، مثل اللعبة المعروفة "واك – أ- مول"، فهي تضرب الجهاديين في مكان ليخرجوا في مكان آخر. وهذا ما حدث في بداية شهر نيسان/ أبريل عندما خسروا مدينة تكريت، ولكنهم سيطروا على مخيم اليرموك، الذي يعاني من الحصار. فهذا المخيم الفلسطيني القريب من العاصمة دمشق كان دائما يؤوي مقاتلين فلسطينيين وسوريين، ويعاني من حصار قوات نظام بشار الأسد.

وتقول مجلة "إيكونوميست" إن تنظيم الدولة ظل وحتى وقت قريب منحصرا في شرق سوريا قريبا من الحدود مع العراق. ولكن إعلانه عن "ولايات" في مناطق أخرى من سوريا لم يعد مجرد أضغاث أحلام. فقد توسع رجال التنظيم من مقرهم في الرقة، وسيطروا على مناطق تابعة لنظام الأسد. وفي 31 آذار/ مارس قتلوا 46 شخصا في بلدة المبعوجة في ريف حماة، وفي الأول من نيسان/ أبريل شن الجهاديون حملة من أجل السيطرة على مخيم اليرموك، الذي لا يبعد سوى عشرة كيلومترات عن وسط مدينة دمشق. 

ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه رغم استمرار القتال، إلا أن تنظيم الدولة يسيطر، كما يقال، على أربعة أخماس المخيم. ويقوم بإرسال المقاتلين التابعين له، وتجنيد مقاتلين محليين من بين سكان المخيم الغاضبين، فقد قام النظام بتجويعهم، وأجبرهم على أكل العشب. وفي الوقت ذاته يبغض الشباب الغاضب عددا من الجماعات المقاتلة التي تسيطر على المخيم، التي رضيت بلعبة النظام السياسية بدلا من مواجهته. 

وتلفت المجلة إلى أن المراقبين عادة ما عبروا عن خشيتهم من تقدم تنظيم الدولة في سوريا، حيث تخطط القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة لإضعاف وهزيمة التنظيم، وركزت في هذه الحالة على العراق. لكن تنظيم الدولة لا يعترف بالحدود الفاصلة بين البلدين، وينظر إليهما على أنهما جزء من الخلافة التي ألغيت في مرحلة ما بعد الاستعمار. 

وينقل التقرير عن المحلل في الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية نوح بونزي، قوله: "إنهم يبحثون عن فرص للتوسع، وما يساعدهم استراتيجيا لإحداث ضجة". وفي الوقت الذي تم فيه دفع تنظيم الدولة إلى خارج المناطق في شمال سوريا، خاصة بلدة عين العرب/ كوباني، فإن منطقة الجنوب تعد المكان الطبيعي لتوسيع وجوده.

وترى "إيكونوميست" أن التكتيكات التي يتبعها تنظيم الدولة تكشف عن القصور في الاستراتيجية الأمريكية. ففي العراق لدى التحالف حلفاء غير مريحين على الأرض من القوات التابعة للحكومة والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. 

ويذكر التقرير أن التحالف يخطط لدعم مقاتلين من الجماعات الرئيسة في سوريا، إلا أن هذا لم يحدث بعد. فالولايات المتحدة تعارض كلا من نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة، فيما تدعم إيران كلا من الحكومة العراقية والسورية، وتساعد على إنشاء ميليشيات محلية، وترسل مقاتلين لدعمهما، خاصة من حزب الله في لبنان.

وتبين المجلة أن المقاتلين المعارضين للنظام في الجنوب السوري يتميزون بالتنظيم والتسليح الجيد، مقارنة مع المعارضة في الشمال، ومع ذلك، فهم يتلقون دعما محدودا من الأمريكيين والحلفاء العرب. وفي الوقت الحالي يقوم الأسد بقصف تنظيم الدولة في مخيم اليرموك، مدعيا أنه يقوم بتوفير الحماية لـ 18 ألف فلسطيني ظلوا في المخيم محاصرين لمدة عامين من الأسد نفسه.

ويجد التقرير أنه مع توسع مشكلة الجهاديين يبدو أن بعض الدول العربية بدأت تنظر للأسد على أنه أهون الشرين. وفي 2 نيسان/ أبريل أعلنت تونس، التي عانت من الهجوم الإرهابي على متحف باردو، عن نيتها فتح القنصلية التونسية في دمشق، وذلك من أجل ملاحقة الجهاديين التونسيين في سوريا، ودعا المسؤولون السفير السوري إلى العودة إلى تونس. كما أظهر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الدفء ذاته تجاه النظام السوري، خلافا لسلفه محمد مرسي. لكن رئيس النظام السوري يفقد الكثير من قوته، ويعتمد أكثر على حزب الله والميليشيات الشيعية.

وتفيد المجلة بأن البعض يتوقع أن يتم تطبيق النموذج اليمني، الذي تقود فيه السعودية تحالفا من عشر دول ضد الحوثيين في سوريا. وتتحدث الصحافة العربية عن "النموذج اليمني". 

وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أنه في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، بدا الرئيس باراك أوباما يدعو إلى هذا النموذج، قائلا: "لماذا لا نرى العرب يقاتلون انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب، أو يقاتلون ما فعله الأسد"، ولكن فعلا عسكريا مباشرا في سوريا غير وارد، وإن حدث فسيكون تدخلا فوضويا وسيئا.
التعليقات (0)