كثف المستوطنون اليهود اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، بحراسة قوات الاحتلال، وجاءت هذه الاقتحامات تلبية لدعوات أطلقها ما يسمى "منظمات الهيكل" يوم الخميس الماضي، تزامنا مع أيام عيد الفصح اليهودي، الذي يمتد بين 5 و11 نيسان/ أبريل الجاري.
تقديم القرابين
في هذا السياق حذر رئيس لجنة القدس بالمجلس التشريعي الفلسطيني أحمد أبو حلبية، من "الخطر الشديد الذي يتهدد المسجد الأقصى المبارك؛ بسبب الاقتحامات المكثفة للمتطرفين اليهود له؛ والتي تهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى من أجل السيطرة عليه كما حدث مع المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل".
وكشف أبو حلبية في تصريح لـ"عربي21"، عن مخطط للكيان الإسرائيلي كان ينوي تنفيذه خلال أيام عيد الفصح، يقضي "بتفريغ المسجد الأقصى من المصلين والمرابطين وعمل مذبح للهيكل داخل الأقصى المبارك، ومن ثم تقديم القرابين على مذهب الديانة اليهودية المزيفة".
وبين المتحدث أن العدو الصهيوني، "يعتمد دائما سياسية فرض الأمر الواقع في تنفيذ مشاريعه ومخططاته التهويدية؛ ومن ثم شرعنة تلك المشاريع من خلال إصدار القرارات الحكومية أو سن القوانين عبر الكنيست (البرلمان) الصهيوني".
وأضاف: "منذ أكثر من سنة ونصف السنة فرض الاحتلال التقسيم الزماني في المسجد الأقصى، ويسعى الآن لفرض التقسيم المكاني".
وشدد رئيس لجنة القدس على وجوب العمل على "مواجهة المشاريع والمخططات الصهيونية التي تستهدف القدس المحتلة ومسجدها الأقصى، وذلك بتعزيز التواجد داخل الأقصى واستمرار الرباط فيه، وشد الرحال إليه من أهلنا بمدينة القدس، وفلسطين المحتلة، وكذلك أهلنا بالضفة الغربية المحتلة".
خطوة متقدمة
وطالب العرب والمسلمين أن يقوموا بـ"دورهم بصورة فورية دفاعا عن المسجد المبارك ونصرة له"، مؤكدا على ضرورة أن تقوم كافة المؤسسات والمنظمات الدولية "بواجبها حسب القانون الدولي الذي ينص على وجوب الحفاظ على دور العبادة".
من جانبه، يرى جمال عمرو الخبير في شؤون القدس والمسجد الأقصى، أن اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي من أعياده مناسبة لزيادة وتيرة اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى، يمثل "خطوة متقدمة وخطيرة؛ لأنها تأتي بمشاركة وتخطيط الجهات الرسمية لدى الاحتلال".
وأكد أن الأقصى اليوم "أصبح في حالة الخطر الشديد؛ لأنه في السابق كانت عناصر فردية وجماعات يهودية متدينة هي التي تعتدي على الأقصى؛ بينما اليوم انضمت الحكومة الإسرائيلية لهذه العناصر وهيأت لهم الحماية والبنية التحتية".
واستهجن عمرو في حديثه لـ"عربي21"، اعتماد الاحتلال الأماكن المقدسة الإسلامية - المسجد الأقصى والإبراهيمي "كهدف للاحتفال بالعيد"، معتبرا ذلك "مؤشرا خطير جدا؛ لأنها تصبح بذلك جزء لا يتجزأ من منظومة العيد لدى الاحتلال؛ ويتم تكريس أنها تراث يهودي بل مكان مقدس لليهود".
الصلاة والرقص
وكشف الخبير في شؤون القدس، أن ما يجري في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى هو "عمل رسمي من الدولة والحكومة الإسرائيلية؛ حيث قامت بلدية القدس بتجهيز البنية التحتية قبل العيد ووضع لافتات عملاقة واضحة بالإنجليزي والعربي والعبري على مداخل الأقصى".
وأضاف: "قامت منظمات ما يسمى (أمناء جبل الهيكل) بتوزيع منشورات يطالبون فيها المسلمين بإخلاء الأقصى تماما وتسليمه لليهود خلال فترة العيد كما يفعلون بالمسجد الإبراهيمي في الخليل تماما".
وتابع: "تجهيزات الاحتلال للاحتفال بالعيد وصلت لحد إبعاد بعض حراس الأقصى والمرابطين والمرابطات عن المسجد الأقصى، لإزالة أي عوائق في سبيل سهولة وصول المستوطنين إلى باحات الأقصى والصلاة والرقص فيه، وتقديم القرابين على صخرة المعراج التي يزعمون أنها صخرتهم الراسخة".
وأفاد الخبير في شؤون الأقصى أن دولة الكيان الصهيوني "لديها برامج وخطط لاستهداف القدس والأقصى على مدار العام؛ لكنها في الاعياد تزداد وضوحا ووقاحة وشدة وتأثيرا وخطورة".