صحافة دولية

أنجلوس تايمز: اللاجئون السوريون المسيحيون محظوظون

لوس أنجلوس تايمز: اللاجئون السوريون المسيحيون سعيدون لأنهم أفلتوا من قبضة تنظيم الدولة - أرشيفية
لوس أنجلوس تايمز: اللاجئون السوريون المسيحيون سعيدون لأنهم أفلتوا من قبضة تنظيم الدولة - أرشيفية
نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا لباتريك ماكدونل، حول اللاجئين السوريين المسيحيين، وكيف أنهم بالرغم من قسوة اللجوء يشعرون بأنهم محظوظون؛ لأنهم أفلتوا من قبضة تنظيم الدولة.

ويذكر الكاتب مثالا على ذلك عائلة جمعة، وتقول أسمر جمعة، التي هربت هي وعائلتها المكونة من ثمانية أشخاص، قبل سقوط قريتهم بأيدي تنظيم الدولة، إنها تتذكر ما حصل للنساء اليزيديات، وتضيف "لم أرد أن يحصل ذلك معنا".

ويشير التقرير إلى أن أسمر وعائلتها، التي معظم أفرادها من النساء، بالإضافة إلى عدة آلاف من المسيحيين الأشوريين، هربوا خلال شهر شباط/ فبراير من عشرات القرى المسيحية على ضفاف نهر الخابور في شرق سوريا، أمام زحف تنظيم الدولة.

ويبين الكاتب أنه تم اعتقال مئات المسيحيين، بحسب الناشطين، وبينهم أقارب لعائلة جمعة، وقد تم إطلاق سراح بعض السجناء، ولكن مصير الغالبية يبقى غامضا، بالرغم من النداءات بإطلاق سراحهم من الجمعيات الآشورية في أنحاء العالم، ويخشى الناشطون أن يكون مصير الرجال القتل، بينما يكون مصير النساء الاغتصاب. 

وتلفت الصحيفة إلى أنه مع دخول الحرب الأهلية السورية عامها الخامس، فقد وصل عدد المشردين إلى نصف السكان تقريبا، وهذه أكبر الكوارث التي أصابت البشرية منذ الحرب العالمية الثانية. وهناك حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري في الخارج، وسبعة ملايين نازح داخل سوريا، بحسب الأمم المتحدة.

ويذكر ماكدونل أن المسيحيين الذين غادروا قراهم على ضفاف نهر الخابور هم أفضل حالا من معظم اللاجئين، حيث إنهم وجدوا ملجأ في المجتمعات الآشورية المترابطة جيدا في شمال العراق وفي لبنان وفي مناطق السيطرة الكردية في شمال شرق سوريا في محافظة الحسكة. فالعيش مع الأقارب أفضل بكثير من العيش في مخيمات اللجوء.

ويفيد التقرير بأنه في 22 شباط/ فبراير سيطر تنظيم الدولة على عدة قرى على ضفاف نهر الخابور، ولم يستطع الحرس المسيحي الدفاع عن النفس بالبنادق والوقوف في وجه قوات التنظيم المسلحة بشكل جيد، وفي اليوم التالي قامت ميليشيات الأكراد بتنسيق إخراج سكان تل باس، وهي قرية عائلة جمعة والقرى القريبة.

وتوضح الصحيفة أن هؤلاء الهاربين يواجهون مستقبلا غامضا، مثلهم مثل الكثير من اللاجئين، فهم لا يعرفون إن كان بإمكانهم العودة إلى بلادهم أم لا، والكثير منهم يأمل في الهجرة إلى الخارج.

وينقل التقرير عن كنياس جمعة، والد أسمر، قوله: "تعبنا من تنظيم الدولة وغيره، فكيف يمكن لنا أن نعرف أننا في أمان منهم ومن غيرهم؟ حتى هنا في العراق".

ويشير الكاتب إلى أن كثيرا من الأشوريين على ضفاف نهر الخابور هم من أحفاد المسيحيين الذين هربوا إلى سوريا في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما كانت تحت الانتداب الفرنسي، بعد المذابح التي ارتكبها المسلمون العرب والأكراد في شمال العراق، ودار هذا التاريخ الأليم دورة كاملة بممثلين جدد وخلفية جيوسياسية مختلفة.

وتقول الصحيفة إنه خلال الأزمة الحالية انتقلت عائلة جمعة إلى العراق، عبر نهر دجلة، وعبر الطريق الذي سلكه عشرات الآلاف من اليزيديين الذين هربوا من جبال سنجار في الصيف، وكانت إحدى بنات كنياس جمعة قد انتقلت إلى شيخان في شمال العراق في وقت سابق، فاستقبلت أهلها.

ويلفت التقرير إلى أن شيخان بلدة متعددة الأديان، ففيها المساجد والكنائس والمعابد اليزيدية، وتقع إلى شمال شرق الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وكانت قد أخليت في شهر آب/ أغسطس، عندما اقترب التنظيم منها، وأصبح على بعد عشرة أميال، وساعدت الغارات الأمريكية في دفعه إلى الخطوط الخلفية، وعاد معظم السكان، ولكن لا يزال التنظيم على بعد عشرين ميلا.

ويستدرك ماكدونل بأنه بالرغم من مأساتهم، إلا أن أفراد عائلة جمعة يقولون إنهم يشعرون بأنهم محظوظون، ويقول كنياس: "أنا بخير ما دمت مع زوجتى وعائلتي".

وتورد الصحيفة أنه مثل معظم العائلات السورية، فقد تشردت عائلة جمعة الكبيرة في أنحاء العالم كله، فكنياس جمعة له ابنة في السويد، وإخوة في لبنان وهولندا وكندا ونيوزيلاندا وإريزونا.

ويظهر التقرير أن من بين اللاجئين الذين هربوا إلى هذه البلدة الشهر الماضي، والدة كنياس جمعة، وتدعى إسثر زيا هورمز (82 عاما)، حيث كانت تعيش مع أخيه في أمريكا، ولكنها عادت إلى سوريا للاطمئنان على ابنها كنياس، وتقول إنها "حلمت أن ابنها خطفته جبهة النصرة"، ويضحك ابنها كنياس قائلا: كنت دائما ابنها المفضل.

وتفيد الصحيفة بأن ابنته سناء، ومعها طفلتها البالغة من العمر ثمانية أعوام، تركت بيتها في منطقة الطبقة، عندما دخلتها جبهة النصرة قبل عامين، وتقول: "قالوا لنا لا يمكن لنا البقاء كوننا مسيحيين". فذهبت هي وعائلتها، وبقيت مع أهلها في تل باس، حيث هربوا مرة أخرى الشهر الماضي.

ويختم ماكدونل تقريره بالإشارة إلى أن أفراد العائلة يقولون إن هذه المجموعات العرقية والدينية كلها كانت تعيش في انسجام نسبي دام عقودا، وفجأة استسلمت لمنطق طائفي كارثي، ولا يظهر أفراد العائلة موقفا واضحا من الصراع، عدا إبداء ألمهم للدمار الذي طال حتى بلداتهم الهادئة البعيدة عن أشكال الاضطرابات التي عمت الشرق الأوسط.
التعليقات (1)
دانيال
الأربعاء، 18-11-2015 09:47 م
في الوطن العربي مجرمون, بسبب اضطهاد المسيحيين, و الامازيغ البربر , و الاكراد