"لوجورنال": حزب الله يرى في سقوط بشار خسارة تاريخية في معركة طائفية - عربي21
نشرت صحيفة "لوجورنال" الفرنسية الإلكترونية، مقالاً عن حزب الله اللبناني "الذي تصاعدت الشكوك حول أهدافه في المنطقة منذ الأزمة السورية".
وقال الكاتب إن حزب الله يمثل نموذجاً خاصاً للقوميات ذات المنطلق الديني، فقد جمع بين الإسلام والقومية والمطالب الاجتماعية. وتمثل إيران الممول الأساسي له، كما أنه يتمتع بحاضنة شعبية واسعة تتجاوز الشيعة بسبب دفاعه عن الأمن الوطني.
وأضاف أن الحزب منذ تأسيسه تبنى ثلاثة أهداف؛ هي النضال من أجل سيادة لبنان ضد التدخل الخارجي، وهزيمة "إسرائيل" في المنطقة، والتخلص من تهمة الإرهاب. وأشار إلى أن حزب الله وضع لتحقيق هذه الأهداف استراتيجية تتركز على نقطتين؛ هما البقاء في وضع الدفاع، وتركيز سياسة إعلامية ناجعة.
وتابع: "غير أن بحثه عن الشرعية لم يتوقف في حالة الدفاع، بل نجح في الدخول لحياة اللبنانيين من خلال سياسته الاجتماعية وحرصه على التوافق الوطني، غير أن تدخله الواضح في الشأن السوري أعاد طرح التساؤلات حول مصداقية طموحاته الأولى، واستراتيجياته التي أوصلته لمكانته السياسية الحالية".
وأضاف المقال أن الخلط بين حزب الله وبين الجيش اللبناني؛ بدأ منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، حيث تولى الحزب حماية الحدود السورية اللبنانية مكان الجيش، "فقد اكتسب الحزب من خلال صراعه مع إسرائيل خبرة عسكرية تجعل من مهمة حماية الحدود مهمة بسيطة بالنسبة له. غير أنه في الآونة الأخيرة تخلى عنها وانخرط في دعم أحد أطراف الصراع".
وأكد المقال أن هدف حزب الله من الانخراط في هذه الحرب هو الحفاظ على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، الذي يحتاج بدوره إلى حليفيه الرئيسَين (إيران وحزب الله)، "غير أن هذا التدخل قد أثار جدلاً حول مدى استقلاليته، وحول أصوله الإيرانية، فهو يتلقى دعماً مادياً مباشراً من إيران، ولكنه يحافظ على استقلالية قراره التي سيضمنها بقاء الأسد في السلطة من خلال دعمه السياسي لحليفه في المنطقة".
وأوضح الكاتب أن حزب الله لا يدافع عن موقف لبناني وطني من الأزمة السورية، بل يتماثل موقفه مع الموقف الإيراني، "فالتدخل العسكري للحزب قد يجعل لبنان مستهدفاً من بعض القوات المعارضة لبشار الأسد، إضافة إلى أن جزءاً واسعاً من اللبنانيين لا يتعاطفون مع سوريا، بل يتذكرون احتلال القوات السورية لمناطق لبنانية حتى سنة 2005".
وأكد المقال أن الحكومة اللبنانية تعوّدت على تجاوز حزب الله لها في العمليات العسكرية، أو حتى في عمليات الإعمار بعد الحرب، "حتى إنها حين فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات عليها بسبب إيوائها لتنظيم إرهابي، كونت الحكومة جبهة مواجهة للقرار".
وقال الكاتب إن الحزب ليس له مطامع في الوصول للسلطة بسبب "براغماتيته"، إذ إنه لا يرغب في تحمل أعباء الحكم بل فقط في الظهور في الصورة الإعلامية، "غير أن الحكومة ترفض تدخله في الشأن السوري، وترى فيه تهديداً للتوافق الوطني (...) وتفضل تركيز اهتمامه على حماية لبنان، تزامناً مع فتحه حواراً مع حزب تيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري، حول تشكيل جبهة ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة".
وأضاف الكاتب أن الشرعية العسكرية للحزب كانت في السابق من خلال صراعه مع الكيان الصهيوني، لكنه أصبح يركز اهتمامه على حماية نظام الأسد، "وهو ما لا يحظى بإجماع وطني كما هو الحال مع إسرائيل".
وأشار الكاتب إلى أن التحالفات في سوريا أمر بالغ التعقيد، "فحزب الله ندد أكثر من مرة بدعم إسرائيل لأطراف معارضة للنظام، بينما انتهجت إسرائيل استراتيجية تهدف من خلالها لإنهاك الطرفين، فمصلحتها لا تقتضي بقاء الأسد في السلطة، ولا وصول معارضيه لها".
وختم الكاتب مقاله بالتساؤل حول الأساس الديني للصراع، "فحزب الله يرى في سقوط بشار خسارة تاريخية في معركة طائفية بين السنة المدعومين جزئياً من العربية السعودية، والشيعة المدعومين من إيران".