ملفات وتقارير

مسيرة للسوريين بالزعتري للتذكير بمعاناة 5 ملايين لاجئ سوري

شارك بمسيرة الزعتري مجموعة من المطربين السوريين ومحامون وناشطون - عربي21
شارك بمسيرة الزعتري مجموعة من المطربين السوريين ومحامون وناشطون - عربي21
نفذ لاجئون سوريون في مخيم الزعتري بمدينة المفرق الأردنية اليوم مسيرة جابت شوارع المخيم، إحياء لذكرى الثورة السورية الرابعة التي انطلقت شرارتها من مدينة درعا في 18 آذار/ مارس 2011.
 
وشارك في المسيرة إلى جانب اللاجئين مجموعة من المطربين السوريين ومحامون وناشطون في مجال حقوق الإنسان.
 
ورفع المشاركون شعارات "الثورة مستمرة" و"الموت والا المذلة" و"عائدون" و"درعا شمس الحرية" و"الرحمة لشهداء الوطن" و"18 آذار يوم مجيد في تاريخ سوريا". 
 
وبحسب ناشطين في المخيم، جاءت هذه الشعارات بالتزامن مع مسيرات في مدينة درعا وبلدة الطيبة القريبة من الناحية الجغرافية من الحدود الأردنية، حيث حملت الشعارات ذاتها في يوم الثامن عشر من آذار (ذكرى انطلاق الثورة السورية).

ويؤرخ اللاجئون السوريون في الزعتري (أغلبهم من محافظة درعا) تاريخ بدء الثورة السورية بعد الأحداث التي أعقبت اعتقال مجموعة أطفال على خلفية كتابة شعارات مُناهضة للنظام على جدران مدرستهم، ليعتصم أهالي الأطفال في محيط أحد المساجد بوسط المدينة، لتتصدى لهم قوات الأمن السورية بالرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط شهداء وامتداد الثورة إلى باقي المدن السورية.
 
ما الذي أخّر انتصار الثورة السورية؟

وقال عضو الهيئة السورية للإعلام في المنطقة الجنوبية، أبو المجد الزعبي، في حديث لـ"عربي21"، إن "تأخر النصر يأتي بسبب خلط الأوراق الذي مارسه النظام السوري، والتركيبة الطائفية التي أوجدها النظام من خلال تسلم أبناء طائفة معينة للفروع الأمنية والجيش".
 
بالإضافة "للتدخل الإيراني في سوريا، والتواجد العسكري للحرس الثوري الإيراني، و تخلي المجتمع الدولي عن السوريين".
 
وتابع الزعبي بأن "اللاجئين لم يفقدوا الأمل بالانتصار رغم آلاف الشهداء و اللاجئين، والمشردين"، مؤمنا في الوقت ذاته "بالحل السلمي للقضية السورية، بعيدا عن مشاركة النظام السوري الحالي".
 
5 ملايين لاجئ

و بالتزامن مع ذكرى الثورة السورية الرابعة، أطلقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان دراسة بينت فيها حجم وخطورة الانتهاكات الحاصلة في سوريا، وأحصت الشبكة أعداد اللاجئين السوريين في الخارج، التي تجاوزت 5 ملايين و835 ألفًا، يشكل الأطفال منهم أكثر من 50 بالمائة، بينما تبلغ نسبة النساء 35بالمائة، و15 بالمائة من الرجال.
 
ويواجه اللاجئون ظروفا إنسانية صعبة تتمثل بتقليص حجم المساعدات المقدمة لهم من المنظمات الأممية المعنية في تقديم الغذاء و خدمات التعليم والصحة، ودفع شح الدعم المقدم للاجئين 21 منظمة إنسانية لانتقاد موقف المجتمع الدولي من إنهاء الصراع بين الأطراف المتحاربة في سوريا، وقالت المنظمات في بيان لها إن "الدول النافذة فشلت في تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، ما أدى إلى أن تكون سنة 2014 الأسوأ بالنسبة للمدنيين في سوريا منذ بداية الأزمة".
 
وقالت المنظمات إن "مجلس الأمن الدولي فشل في الملف السوري"‎.
 
وأكدت المسؤولة الإعلامية لمنظمة أوكسفام جويل باسول لـ"عربي21" تراجع قيمة الدعم المقدم للاجئين السوريين، مقارنة مع السنوات الأولى من النزاع، و تقول إن "حجم الدعم تراجع داخل سوريا وفي دول الجوار التي تستضيف اللاجئين بنسبة 57% بعد أن كان الدعم يصل في عام 2013 بنسبة 71% مقارنة مع احتياجات اللاجئين إلا أنه تراجع بشكل ملحوظ".
 
ودعت باسول مجلس الأمن تأمين سلامة المدنيين في سوريا، وإيصال المساعدات لهم، وتطبيق القرار الذي تبناه السنة الماضية بتأمين دخول المساعدات لمناطق النزاع.

وقالت باسول إن "معوقات داخل سوريا تحول دون توصيل المساعدات نتيجة النزاع الحل في تطبيق قرارات مجلس الأمن في شكل فعال، وتملك الدول الأعضاء في مجلس الأمن هذه السلطة من خلال نفوذها السياسي والاقتصادي لتجبر الأطراف المتنازعة على وقف الصراع".
 
وبين تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أماكن تواجد اللاجئين في الدول المضيفة، وأظهرت الأرقام -التي نشرت على موقع الشبكة- أن تركيا تأتي في المرتبة الأولى، بما لا يقل عن مليون و900 ألف لاجئ، بينهم قرابة 450 ألف طفل، وما لا يقل عن 270 ألف امرأة، قرابة 62 بالمئة منهم بدون أوراق ثبوتية، لتأتي لبنان في المرتبة الثانية بين دول الجوار في استقبال اللاجئين، بما مجموعه مليون و700 ألف لاجئ، ثم الأردن بمليون ونصف.
 
وتعرض القطاع الطبي السوري خلال فترة النزاع للتدمير، وبات الحصول على الرعاية الطبية الأساسية أمراً شبه مستحيل، لنقص الإمدادات وغياب الطاقم الطبي المؤهل، نتيجةً للهجمات التي تطال المرافق الطبية.
 
وبينت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها أن عدد الأطباء العاملين في حلب، ثاني أكبر المدن السورية، كان يقدّر قبل بدء النزاع بنحو 2,500 طبيبٍ، تبقى منهم أقل من مئة طبيبٍ يعملون في المستشفيات التي لا زالت تقدم خدماتها في المدينة، أما ما تبقى فقد فروا ونزحوا داخل البلاد وخارجها أو تعرضوا للخطف أو القتل.
 
وقال عضو منظمة أطباء بلا حدود في الأردن، الدكتور أشرف البستنجي، لـ"عربي21" إن "ما حدث في مدينة حلب يعطي مؤشرا لأوضاع القطاع الصحي التي وصلت لها سوريا، واصفا الواقع الصحي بالمحزن والأليم، مضيفا أن عدد الوحدات الطبية المتنقلة في سوريا تراجع نتيجة الأوضاع الأمنية واختطاف طاقم طبي للمنظمة لتصل إلى ست واحدات متنقلة، مع إسناد طبي مستمر لها، محملا المسؤولية في تدهور القطاع الصحي للمجتمع الدولي ومنظمات الصحة العالمية".

مليونا طفل لاجئ

وعلى صعيد الطفل، قالت منظمة اليونسف إنه وبالرغم من دخول النزاع السوري عامه الخامس، لا تزال حالة أكثر من 5.6 مليون طفل داخل البلاد بائسة، إذ إن حوالي مليوني طفل يعيشون في مناطق معزولة إلى حدٍ كبير عن المساعدات الإنسانية إثر القتال الدائر في البلاد أو غيرها من العوامل الأخرى، بالإضافة إلى تغيب نحو 2.6 مليون طفل سوري عن المدرسة.
 
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لجمعية إنقاذ الطفل في الأردن، منال الوزني، إن عدم تلقي التعليم من التحديات الكبيرة التي تواجه الأطفال السوريين؛ إذ يوجد 70 ألف طفل خارج المداراس في الأردن، حيث تسعى الجمعية إلى توفير برامج وخدمات لهم للحد من دخولهم في عمالة الأطفال.
 
و تعمل جمعية إنقاذ الطفل على أربعة برامج لمساعدة اللاجئين السوريين، منها برنامج التعليم للجميع، وتوعية السوريين على أهمية حق التعليم، خصوصا في حالات الطوارئ، كما تقوم الجمعية ببرنامج تغذية الأطفال من عمر سنتين والرضع، ومن خلال تغذية الأم الحامل والمرضع".
 
ويعيش مليونا طفل سوري تقريباً بصفة لاجئين في لبنان وتركيا والأردن وبلدان أخرى، إلى جانب 3.6 مليون طفل من المجتمعات الهشة المُضيفة للاجئين ممن يعانون في الأصل بسبب الضغط الهائل الذي تواجهه بعض الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة.
التعليقات (0)