سياسة عربية

برلماني معارض يحذر من مشروع توريث الحكم بالجزائر

حمدادوش: المعارضة كانت محقة حينما طالبت بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة - أرشيفية
حمدادوش: المعارضة كانت محقة حينما طالبت بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة - أرشيفية
حذر البرلماني الجزائري، ناصر حمدادوش، مما وصفه "دعوة" إلى توريث الحكم لسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري، بمجرد ما دعت مسؤولة حزبية في الجزائر شقيق الرئيس إلى "التدخل لوقف الانحرافات والنهب الذي تتعرض له الدولة".

وقال ناصر حمدادوش النائب عن "حركة مجتمع السلم"، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد "إن دعوة الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، شقيق الرئيس بوتفليقة إلى التدخل يعني الدعوة إلى توريث الحكم، بعدما كان مشروعا عام 2011، وتم إسقاطه بمظاهرات كانون الثاني/ يناير من العام ذاته".

وكانت الأمينة العامة لحزب العمال المعارض، لويزة حنون، في مؤتمر صحفي عقدته، الجمعة الماضي، وجهت دعوة إلى سعيد، وهو الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تطلب منه "التدخل لوقف الانحرافات القائمة في الدولة و سياسة النهب الممنهجة الخطيرة الحاصلة".

وقالت حنون: "لأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غير قادر على ممارسة بعض المهام التي أوكلها إلى شقيقه سعيد، فعلى الأخير أن يتكلم".

ومن بين ما كانت تقصده حنون "رجل أعمال أصبح الآمر الناهي في الحكومة، ويتصرف في الوزراء كما يشاء، كما أنه صار يظهر في التلفزيون الحكومي أكثر من الوزير الأول عبد المالك سلال".

وتابعت بأن "هذا الوضع يشبه حد التطابق وضع مصر خلال الأيام الأخيرة لحكم مبارك عندما طوّق رجال الأعمال السلطة لينفجر الوضع بعدها".

وحذّر حمدادوش مما أسماه "مشروع التوريث" في الجزائر، وقال إنه "مشروع خطير وأخطر من القنبلة، التي انفجرت في مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا، والكل يعرف طبيعة الأوضاع هناك".

وتطالب أحزاب المعارضة في الجزائر بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، بسبب ما تسميه "عجز الرئيس بوتفليقة عن أداء مهامه الدستورية"، لكن هذه الدعوة لقيت حملة "إدانة" شرسة من قبل أحزاب الموالاة، التي اعتبرتها "دعوة إلى الفوضى والخراب"، مثلما علق الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، عمار سعداني، في مؤتمر صحفي عقده نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي.

لكن حمدادوش رد على قول سعداني بالتصريح ذاته، في حديث لـ"عربي21"، وقال إن "المعارضة كانت على صواب حينما طالبت بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، لأن الرئيس غير قادر على أداء مهامه الدستورية".

وتمر الجزائر في مرحلة هي الأكثر حساسية في تاريخها، بحسب المراقبين، فزيادة عن استمرار مظاهرات سكان الجنوب الجزائري ضد استغلال مشروع الغاز الصخري، يتهدد البلاد هشاشة على الصعيد الاجتماعي، بسبب تراجع أسعار النفط، علما بأن ما نسبته 97 بالمائة من مداخيل الجزائر ناتجة عن النفط.

وانتقد عبد العزيز بلعيد، الأحد، منافس الرئيس بوتفليقة خلال انتخابات الرئاسة التي نظمت شهر نيسان/ أبريل من العام الماضي، ورئيس "جبهة المستقبل"، الوضع في البلاد. وقال إنها "تعيش تسيبا في ظل استراتيجية واضحة للخروج من الأزمات متعددة الأبعاد التي تمرّ بها البلاد".

وذكر بيان للحزب، وصل "عربي21" نسخة منه، أن الحكومة "تلجأ إلى الحلول الجزئية المؤقتة تحت ضغط الشارع"، محذرا من "انفجار وشيك للجبهة الاجتماعية، مع تلويح العديد من النقابات بالإضراب والاعتصام، استجابة لضغوط العمال والموظفين في شتى القطاعات".

كما انتقد ما أسماه "التستر على الفضائح الاقتصادية، وانتهاج سياسة اللاعقاب، ما يؤدي إلى تفريخ الإشاعات، وزرع الشكوك والترقب واللااستقرار في نفوس المواطنين".
0
التعليقات (0)

خبر عاجل