بوادر تصدع بـ"هيئة التنسيق" بسوريا بسبب اتفاق مع الائتلاف

تشهد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، محاولات "انقلاب" وانشقاق داخلية، بدأت ملامحها تتضح بالتوازي مع اقتراب موعد مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة المزمع عقده في نهاية نيسان/ أبريل القادم

ومن المفترض أن يجمع المؤتمر شخصيات سورية معارضة، بهدف التوافق على مشروع مبادئ لجمع المعارضة السورية على برنامج حل سياسي موحد.

اجتماع باريس عزز الخلافات داخل هيئة التنسيق

وكشف مصدر معارض في حديث لـ"عربي21"، أنَّ لقاء باريس الذي عقد مؤخراً بين وفد هيئة التنسيق ووفد من الائتلاف الوطني السوري، عزز واقع السجالات والخلافات بين أعضاء الهيئة.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنّ البيان المضاد الذي أصدرته هيئة التنسيق حيال الوثيقة، أو التفاهم الذي أبرم في باريس ووقع عليه وفد من هيئة التنسيق، دليل على هذه الخلافات التي وصفها المصدر بـ"المتصاعدة" بين ما أسماه "فريق اجتماع باريس" في هيئة التنسيق و"فريق اجتماع القاهرة".

ولم يستبعد المصدر المعارض تدخل أطراف دولية وإقليمية بين الطرفين، أو على الأقل قيام كل طرف دولي أو إقليمي على دعم فريق داخل هيئة التنسيق.

وشارك في اجتماع باريس من هيئة التنسيق كل من صفوان عكاش، وخلف داهود، ومنير البيطار، بينما ضم فريق اجتماع القاهرة المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم، وهيثم مناع، ومحمد حجازي، وصالح مسلم، وماجد حبو رئيس (فرع هيئة التنسيق في المهجر الذي انتخب مؤخراً).

هيثم منَّاع يطلق "قمح"

وبالتوازي مع الخلافات والسجالات التي تكتنف الهيئة، أطلق القيادي في الهيئة هيثم مناع، في الأول من آذار/مارس الجاري، تياراً سياسياً تحت مسمى "قمح"، وهي كلمة تضم الحرف الأول من ثلاث كلمات: القيم، والمواطنة، والحقوق.

وقال منَّاع في بيان الإعلان عن التيار الجديد، إنه يتبنى "إعلان القاهرة من أجل سورية"، ويتعهد ببذل كل الجهود مع اللجنة المنبثقة عن اجتماع القاهرة، "وكل الديمقراطيين الوطنيين"، من أجل إنجاح مؤتمر القاهرة للمعارضة الوطنية الديمقراطية في النصف الثاني من شهر نيسان/ أبريل 2015.

كما يدعو التيار الجديد إلى "التواصل مع كل الشخصيات الوطنية والأحزاب الديمقراطية من أجل صياغة مسودة ميثاق وطني مشترك لسورية المستقبل، لمناقشته بشكل جماعي في مؤتمر القاهرة، وإلى فكِّ حصار المدن، وتحقيق أكبر إدانة دولية لجرائم العقوبات الجماعية التي تتسابق فيها السلطة القمعية مع القوى الإرهابية الظلامية، وتنظيم عمليات إغاثة جديرة بالتسمية، وتكوين مجموعات تضامن تضمن وصول الاحتياجات الطارئة".
 
الائتلاف لم يحسم موقفه من القاهرة

وفي الأثناء، رجَّح عضو سابق في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، ظهور خلافات كبيرة داخل صفوف ومكونات الائتلاف حول المشاركة في مؤتمر القاهرة.

وقال المصدر في حديث لـ"عربي21" إن أكثر من 10 أعضاء على الأقل في الائتلاف سوف يشاركون في مؤتمر القاهرة، دون الالتفات لقرار الهيئة السياسية في الائتلاف في حال قررت عدم المشاركة.

أما هيثم منَّاع فقد رأى أنّ هناك خيارين أمام رئيس الائتلاف خالد خوجا حيال مؤتمر القاهرة، "إما أن يشارك بشكل رسمي في المؤتمر أو أن أكثر من 40 عضواً في ائتلافه سيشاركون منفردين"، مضيفاً في مقابلة أجراها معه آرون لاند من مركز كارنيغي: "يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن أغلبية القوى الديموقراطية في الائتلاف ستشارك في المؤتمر" حسب قول مناع.
 
وقد بدأت التحضيرات لمؤتمر القاهرة، حيث تم الإعلان عن زيارة وفد سوري معارض للعاصمة المصرية قبل نهاية الشهر الجاري، ومن المتوقع أن يضم الوفد عدداً من أطراف المعارضة السورية، وشخصيات معارضة مستقلة، يشكلون نواة اللجنة المنبثقة عن حوار القاهرة الذي عقد في الفترة من 22 وحتى 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، بمقر المجلس المصري للشؤون الخارجية بمصر، وبرعاية مصرية. ومن المقرر أن يتباحث وفد المعارضة السورية خلال زيارته المرتقبة مع مسؤولين مصريين، حول الإعداد لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية القادم.