حول العالم

موجة باردة جديدة تضرب ست دول بالشرق الأوسط

العاصفة أدت لمقتل ثلاثة لاجئين حتى الآن في لبنان - أرشيفية
العاصفة أدت لمقتل ثلاثة لاجئين حتى الآن في لبنان - أرشيفية
تعرضت ست دول في منطقة الشرق الأوسط الخميس، لموجة جديدة من الطقس شديد البرودة تستمر ثلاثة أيام، وسط توقعات ببدء تحسن الأوضاع مع صباح الأحد المقبل في عدة دول، حسب خبراء في الأرصاد الجوية.

وضربت مصر وفلسطين ولبنان وسوريا والأردن والعراق، الخميس، عاصفة ثلجية ومنخفض جوي، رافقه انخفاض في درجات الحرارة، أثرت على مظاهر الحياة والعمل، كما تسببت العاصفة في إغلاق موانئ وتوقف جزئي للعمل، وتعطيل العمل بمؤسسات حكومية.

وحيد سعودي، المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية في مصر، وصف الموجة الجديدة بأنها "منخفض جوي متمركز بشرق حوض البحر المتوسط تزامن معه امتداد لمنخفض جوي في طبقات الجو العليا".

وأوضح سعودي أن الموجة الجديدة تسببت في زيادة نشاط الرياح؛ ما يزيد من إحساسنا ببرودة الطقس، مع اضطراب في الملاحة البحرية علي البحرين المتوسط والأحمر"، متوقعا أن تتواصل الأمطار بشكل غزير ورعدي، قد تصل لحد السيول في منطقة سيناء (شمال شرقي البلاد).

وأشار سعودي إلى أن "الطقس غير المستقر سيتواصل حتى مساء السبت المقبل، قبل أن يبدأ في التحسن تدريجيا، مع صباح الأحد المقبل".

في الوقت ذاته، قررت هيئة ميناء الإسكندرية إغلاق بوغازي الإسكندرية والدخيلة على البحر المتوسط (شمال)، أمام حركة الملاحة؛ نظرا لسوء الأحوال الجوية وزيادة سرعة الرياح وارتفاعات الأمواج، حسب رئيس هيئة الميناء، اللواء عبد القادر درويش. كما قررت هيئة موانىء البحر الأحمر، مساء الخميس، إغلاق خمس موانئ شرقي البلاد، جراء سوء الأحوال الجوية، وهي: شرم الشيخ، والسويس، والأدبية، والزيتية، والغردقة.

من جهتها، ناشدت وزارة الصحة المصرية، في بيان لها، المواطنين والمقيمين على الأراضي المصرية بعدم الخروج إلا في حالات الاحتياج، واتباع عدد من النصائح للتعامل مع الأجواء الباردة.

وفي سوريا، قالت المديرية العامة للأرصاد الجوية في نشرتها، صباح الخميس، إن انخفاضا تدريجيا سيطرأ على درجات الحرارة، مع استمرار هطول زخات رعدية من المطر في أغلب المناطق، وتكون ثلجية على المرتفعات الجبلية، وتزداد الفعالية خلال ساعات الظهيرة والمساء، لتصبح الهطولات ثلجية في مختلف المناطق، بحسب ما نقلت عنها وكالة أنباء النظام (سانا).

في الوقت الذي لقي ثلاثة أطفال سوريين مصرعهم، الخميس، جراء اندلاع حريق بإحدى خيم النازحين السوريين في شمال لبنان، ناتج عن مواد التدفئة بسبب العاصفة التي تضرب البلاد.

وأفاد شهود عيان بأن عائلة سورية كانت توقد النار داخل خيمتها، في منطقة بحنين في مدينة طرابلس، شمالي لبنان، لتقي نفسها وأطفالها البرد القارس المرافق للعاصفة الشديدة التي تضرب البلاد.

ولفت الشهود إلى أن العائلة فقدت السيطرة على النيران، ما أدى إلى اشتعال الخيمة ووفاة ثلاثة أطفال، ووقوع أضرار مادية جسيمة.

وفي لبنان، قالت مصلحة الأبحاث العلمية (حكومية)، إن المنخفض الجديد الذي يدعى "ويندي"، وصل من أوروبا الشرقية وتركيا ويحمل رياحاً قطبية المنشأ منشؤها غرب روسيا، يتأثر بها شرق المتوسط، وتتلاقى مع منخفض جوي آت من وسط البحر المتوسط".

وقال المدير العام للمصلحة ميشال افرام، إن المنخفض الجديد بدأ مساء الأربعاء، ويستمر يومي الخميس والجمعة، وينحسر يوم السبت بشكل كامل.

أما في الأردن، فتناقصت حركة السير في شوارع البلاد إلى أدنى مستوياتها، بالتزامن مع عطلة رسمية وحالة استنفار حكومي قبيل هبوب رياح العاصفة الثلجية "جنى"، التي توقع خبراء الأرصاد أن يظهر تأثيرها بشكل كبير مع ساعات مساء الخميس عبر زخات من الثلوج.

ووجه عبد الله النسور رئيس الوزراء الأردني جميع الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات والهيئات العامة المعنية لـ"رفع درجة الجاهزية القصوى للتعامل مع الظروف الجوية، سواء ما يتعلق بالكوادر البشرية أو الآليات اللازمة، وضرورة التنسيق بين جميع الجهات المعنية بهذا الخصوص".

مدير مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، العقيد عبد الرحمن العموش، قال في تصريح صحفي له اليوم، إن "المنظمات العاملة في المخيم عملت على تفعيل خطة الطوارئ المعدة مسبقا لمواجهة المنخفض الجوي العميق وتفادي أي مشكلة ممكن حدوثها في المخيم".

ووجهت الهيئة البحرية الأردنية تحذيرات ملاحية للسفن في خليج العقبة، لتبقي محركاتها في حالة تشغيل، ومغادرة وإخلاء المنطقة في حال وجود حالة استثنائية، تحسباً لأي طارئ بسبب الأحوال الجوي0ة المتوقعة، بحسب ما أكده مصدر في الهيئة البحرية الأردنية للأناضول.

وفي العراق، أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي (حكومية)، تأثر البلاد بمنخفض جوي بارد بدا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام.

وقالت الهيئة في بيان، وصلت الأناضول نسخة منه، إن "العراق يتأثر ابتداءً من مساء الخميس بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة جداً، مسبباً تساقط امطار معتدلة الى غزيرة على مناطق البلاد الغربية".

وأشارت إلى أن "تأثير المنخفض سيمتد إلى باقي مناطق العراق، فجر الجمعة، مع انخفاض درجات الحرارة في المنطقتين الوسطى والشمالية، لتكون أقل من معدلاتها العامة بعدة درجات".

وبحسب البيان، فسوف تتقدم السبت، كتلة هوائية باردة أخرى، مسببة تساقط أمطار خفيفة خلال النهار في أماكن متعددة من العراق، وانخفاض آخر على درجات الحرارة على مناطق في البلاد، من ضمنها المنطقة الجنوبية.

أما فلسطين، فتعرضت إلى منخفض جوي عميق مصحوب بكتلة هوائية شديدة البرودة، بحسب دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية (رسمية)، فيما أطلقت عليها مواقع فلسطينية اسم "الدامون" على اسم موقع قرية فلسطينية مهجرة، شمالي إسرائيل.

وقالت الدائرة على موقعها الرسمي اليوم، إن "الجو غائم وشديد البرودة، ويطرأ انخفاض ملموس آخر على درجات الحرارة، وسط توقعات بسقوط الأمطار على مختلف المناطق، تكون مصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد".

وتوقعت الدائرة بدء تساقط الثلج فوق المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر فوق مستوى سطح البحر مساء الخميس، كما من المتوقع أن تتساقط خلال ساعات الليل فوق المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 400 متر فوق مستوى سطح البحر.

وحذرت الأرصاد من تراكم الثلوج وإغلاق الطرق، وخطر تشكل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة، وخطر التزحلق على الطرقات نتيجة تساقط البرد والثلج، وشدة سرعة الرياح، وتدني مدى الرؤيا الأفقية، ومن خطر تشكل التجمد من السبت ليلاً حتى صباح الأحد.

كانت الحكومة الفلسطينية أعلنت منذ الأربعاء عن انتهاء الدوام في المؤسسات الحكومية والمدارس عند الساعة 12 من ظهر الخميس (10:00 تغ)، للحفاظ على سلامة المواطنين.

وضربت منطقة شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط، عاصفة ثلجية وترابية، الأسبوع الماضي، أطلق عليها اسم "يوهان"، تسببت في عاصفة ترابية كبيرة ضربت عدة دول.

وتأتي العاصفة "يوهان" بعد شهر واحد من العاصفة الثلجية "هدي" التي ضربت المنطقة، وتسببت في موجة برد قارس، أدت إلى وفاة العشرات في عدة دول، وتوقف جزئي للملاحة البحرية والجوية لعدة أيام.
التعليقات (0)