طب وصحة

اضطرابات الأكل.. بين النهم وفقدان الشهية

تعد اضطرابات الأكل مرضا يسبب تغيرات خطيرة في النظام الغذائي - أرشيفية
تعد اضطرابات الأكل مرضا يسبب تغيرات خطيرة في النظام الغذائي - أرشيفية
اشتكى الأردني محمد عبده من اضطرابات في المعدة بعد كل وجبة.

وقال عبده لـ"عربي21": "آكل كميات كبيرة من الطعام ما يؤدي إلى شعوري بآلام في المعدة تؤثر سلبا على أعمالي اليومية".

وتعد اضطرابات الأكل مرضا يتسبب بتغيرات خطيرة في النظام الغذائي اليومي، كتناول كميات قليلة جدا من الطعام أو الإفراط في تناول الطعام. وأحيانا يكون هناك رغبة في تناول كميات أقل أو أكثر وتكون الرغبة عندها خارج نطاق السيطرة، فيصاب المريض بضيق شديد أو قلق حول وزن الجسم أو شكله وهو ما يميز اضطرابات الأكل، بحسب أخصائي التغذية الأردني الدكتور إبراهيم الزق.

وقال الزق لـ"عربي21" إن "عموم الناس يقعون بين الأمرين: إما الزيادة المفرطة في تناول الطعام أو الخوف الشديد من الطعام"، ويؤكد أن "كل حالة لها أسبابها والعوامل المساعدة على ظهورها".

أسباب الشره

وأشار الزق بعض أهم أسباب الشره في تناول الطعام قائلا إن "تيسّر الوضع الاقتصادي لدى الشخص يدفعه لشراء كميات كبيرة ومتنوعة من الأطعمة، ما يؤدي للإكثار من التهام الطعام دون أي حسابات للعواقب".

وورد في نشرة المكتبة القومية الطبية الأمريكية على موقع "MedlinePlus" أنه يمكن التمييز في هذا الباب بين نوعين من الشره؛ أولهما الشره المرضي العصبي، ويحافظ فيه المريض في الأغلب على وزن صحي أو طبيعي، ويكون غير راض عن حجم جسمه وشكله، وعادة ما يتم السلوك الشره سرا بسبب مشاعر الاشمئزاز أو العار. وتتبع نوبات الأكل عادة ممارسات تعويضية كالتقيؤ القسري واستعمال المسهلات والصيام وممارسة التمارين الرياضية بشدة.

والنوع الثاني من الشره –بحسب النشرة- هو اضطراب الانغماس في تناول الطعام، وفيه يفقد الشخص سيطرته على تناول الطعام فينغمس فيه بشكل نهم، ويحدث هذا في نوبات. ولكن خلافا للشره المرضي، فإنه لا تتبع نوبات الأكل عادة ممارسات تعويضية كالتقيؤ، لذا فإن هذا النوع في الأغلب يؤدي إلى السمنة.

وأضافت النشرة أن من يصاب بالشره يكون عرضة لمرض القلب التاجي وضغط الدم المرتفع، إلى جانب الجفاف والاختلال في معدل البوتاسيوم في الجسم والتوسع أو النزيف في المعدة والشعور بالإمساك.

الأطفال والأكل

وفي سياق متصل قالت هيا العمر لـ"عربي21"، إنه "عندما يطلب مني أطفالي أنوعا معينة من الطعام وقد تكون أحيانا فوق حاجتهم، لا أقول لهم لا، لأنهم اعتادوا منذ الصغر أن يأخذوا كل ما يطلبون".
 
وفي ما يتعلق بسن الطفولة، فقد أوضح الزق أن "الدلال الزائد للأطفال في بعض الأسر يرتبط بتوفير كل ما يطلبونه من مأكولات سريعة ومتنوعة وبكميات كبيرة ومتتابعة دون النظر في تأثيرها الصحي فيما بعد".

وأضاف أخصائي التغذية لـ"عربي21" أنه "حين يفقد الطفل السيطرة على نفسه في تناول كل ما لذّ وطاب، فإنه يصل إلى حالة الشره المؤدية إلى السمنة"، وأكد أن "السمنة لدى الأطفال" هي أخطر أنواع السمنة.

فقدان الشهيّة

وعلى النقيض من الإفراط في الأكل، فقد أشار الزق إلى الخوف الشديد من الطعام لدى قطاع آخر من الناس. 

وبيّن أن مآل ذلك فقدان الشهية الذي "يصاحبه فقدان للفيتامينات والمعادن والكالسيوم وغيرها من عناصر الغذاء المهمة، ما يؤدي إلى الهزال والمرض". ولعل أهم أسباب فقدان الشهية "الخوف من السمنة" على حد قول الزق.

علاج فقدان الشهية

وجاء في نشرة المكتبة الطبية الأمريكية أن علاج فقدان الشهية العصبي يشمل عددا من التدابير التي تهدف إلى استعادة الوزن الطبيعي للجسم وضبط سلوكيات تناول الطعام، ومنها: زيادة النشاط الاجتماعي، وإنقاص مستوى النشاط الفيزيائي، والالتزام بنظام غذائي محدد في جدول خاص، والإدخال للمستشفى في الحالات المزمنة والتغذية عن طريق أنابيب أنفية معدية، والعلاج النفسي لتطوير استراتيجيات سلوكية لاستعادة الوزن الصحي للمُصاب، والعلاج بالعقاقير الدوائية المُضادة للاكتئاب والقلق المرافقين للإصابة بفقد الشهية.
التعليقات (0)