ملفات وتقارير

ملك السعودية يغادر تاركا خلفه خمس ثورات وأزمة نفطية

الملك عبد الله بن عبد العزيز في ذمة الله عن عمر يناهز 91 عاماً - (أرشيفية)
الملك عبد الله بن عبد العزيز في ذمة الله عن عمر يناهز 91 عاماً - (أرشيفية)
يغادر الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود هذا العالم عن عمر يناهز 91 عاماً، تاركاً وراءه خمس دول عربية ملتهبة بالثورات والفوضى والأزمات السياسية، فضلاً عن أزمة نفطية عميقة بسبب الهبوط الحاد في أسعار النفط، التي يتوقع أن يؤدي إلى أول عجز في الموازنة السعودية منذ ست سنوات.

لم يعمر الملك عبد الله في الحكم طويلاً، حيث تولى مقاليد الحكم في البلاد خلفاً للملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في العام 2005، أي إنه أمضى عشر سنوات فقط في الحكم، مقارنة بمدد أكبر للملوك السابقين، ولغيره من الحكام العرب، إلا أن الحالة الصحية المتدهورة وتقدم السن كانا سبباً في إنهاء حكمه سريعاً. 

ولد الملك الراحل في العام 1924، وهو ابن الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود آل سعود، جابهت السعودية خلال فترة حكمه أزمات عصيبة، كان أهمها وأعمقها الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها شرقي البلاد في العام 2011 بالتزامن مع موسم ثورات الربيع العربي، وهي الاحتجاجات التي دفعت الملك إلى تقديم أعطيات غير مسبوقة للسعوديين من أجل تهدئتهم، حيث ضخ من خارج الموازنة أكثر من 100 مليار ريال، ومنح السعوديين مساكن وأطلق مشاريع ضخمة أدت إلى تشغيل عشرات الآلاف، حتى تمكن من احتواء الاحتجاجات التي نشبت في أنحاء مختلفة من المملكة وتركزت في الشرق، وتحديداً في مدينة القطيف ومنطقة الإحساء.

وبينما كانت السعودية تشهد احتجاجات نجح الملك الراحل في إخمادها باستخدام العصا والجزرة، تارة باستخدام القوة الأمنية، وتارة بتقديم الهدايا والامتيازات للمواطنين، كان حلفاء المملكة يتساقطون في ثورات عربية تمتد من دولة إلى أخرى، حيث انهار نظام زين العابدين بن علي في تونس، فلم يجد الرئيس الهارب أي دولة تقبل استضافته، وظل عالقاً في طائرته بالجو لسبع ساعات، حتى قرر الملك عبد الله استضافته في قصر بمدينة جدة الساحلية.

ولاحقاً لبن علي انهار الحليف الأهم للسعودية في مصر عندما اضطر الرئيس مبارك إلى التنحي على وقع الهتافات في ميدان التحرير، وبعدها بفترة وجيزة كانت اليمن تشتعل، وكان الحليف التاريخي لآل سعود علي عبد الله صالح ينجو من محاولة اغتيال، لكنه لم ينجح في الإفلات من حمل لقب "الرئيس المخلوع".

وأمام انهيارات الحلفاء المتوالية كان العدو التقليدي للسعودية، وهو إيران، يتوسع في المنطقة، ابتداء من سوريا والعراق، وأخيراً في اليمن، بينما كان الملك الراحل في غيبوبة بمستشفى في الرياض، كان المد الإيراني يزحف نحو اليمن ليحاصر السعودية من الجنوب، بعد أن أحكم الخناق عليها شمالاً وشرقاً.

 ويقول العديد من المراقبين إن ثورات الربيع العربي كانت التهديد الأكبر للنظام في السعودية منذ تأسيس المملكة، إذ حتى عندما دخل نظام صدام حسين إلى الكويت وتوغل في الأراضي السعودية، لم يكن ثمة تهديد جدي بحجم ذلك الذي واجهه النظام السعودي خلال الثورات العربية، لكن الملك الراحل استطاع تجاوز المحنة، والتفوق على مرحلة الخطر، لكنه يغادر المملكة، ولا زالت الأوضاع في محيطها غير مطمئنة.

أزمة نفطية

وبعيداً عن أزمات الثورات ومعترك السياسة، تواجه المملكة أزمة تدهور أسعار النفط التي يبدو أنها أفلتت وانزلقت نحو الأسفل، إذ هبطت أسعار الخام خلال ستة شهور فقط بأكثر من 60%، وهو ما يبدو أنه سيتسبب للمملكة، وهي أكبر منتج للنفط في العالم، بأزمة اقتصادية خانقة خلال العام الحالي.

وتنتج السعودية نحو 10 ملايين برميل نفط يومياً، كما أنها أكبر منتج للنفط في العالم، فضلاً عن أنها تمتلك الاحتياطي الأكبر في الكون من الذهب الأسود، لكن الأهم من ذلك كله أن الاقتصاد السعودي يعتمد بأكثر من 90% منه على النفط، أي إنه اقتصاد نفطي بامتياز، وهو ما يعني أنه سيخرج خاسراً خسارة حادة من جراء التدهور الكبير في أسعار النفط.
التعليقات (6)
Amany
السبت، 24-01-2015 02:30 ص
يكفينا أنه ملك عادل ولم يظلم أو يجور على شعبه ، ومن لا يعجبه سياسة هذه البلد فهناك دول أخرى ممكن تستضيفه
باسم بركه
الجمعة، 23-01-2015 10:08 م
رحمة الله عليه
محسن سعيد
الجمعة، 23-01-2015 08:41 م
حفظ اللة المملكة العربية السعودية من حقد الحاقدين. ووفق الملك سلمان ابن عبد العزيز لما تحية وترضاة .
ابورهف القيقب
الجمعة، 23-01-2015 08:02 م
رحمك الله ياخادم الحرمين
اسامه الفالوجب
الجمعة، 23-01-2015 05:38 م
معلومات قيمه جدا