صحافة دولية

الغارديان تهاجم السعودية بحدة بسبب جلد رائف بدوي

قالت الصحيفة إنه من الضروري "أن نتذكر ونتبنى أننا كلنا رائف بدوي" - أرشيفية
قالت الصحيفة إنه من الضروري "أن نتذكر ونتبنى أننا كلنا رائف بدوي" - أرشيفية
علقت صحيفة "الغارديان" على استمرار الدولة السعودية في جلد الناشط الليبرالي السعودي رائف بدوي بقولها إن جريمته كانت إنشاء موقع على الإنترنت؛ أسماه للمفارقة "الليبراليون السعوديون الأحرار". 

وقالت إن الدورة الثانية من جلده اليوم هي جزء من عقوبة ألف جلدة سيتلقاها على مدى 20 أسبوعاً، إضافة لعشر سنوات من السجن.

وفي افتتاحيتها اليوم الجمعة قالت الصحيفة "عندما يتم جلد رائف بدوي هذا المساء، فالعصا لن تضرب رجلاً شجاعاً لم يرتكب أية جريمة حسب الفهم العقلاني للقانون، ولكنها ستضرب آمال وأحلام وشرف من يراقبون العملية عن بعد، بمن فيهم المسلمون الإنسانيون. فهذه العقوبة البربرية هي موجهة ضدنا كما هي موجهة ضد الضحية الذي يتلقاها".

ولعل من الصعب تقدير ما إذا كانت غضبة الصحيفة تتعلق بهوية بدوي الأيديولوجية، أم أن الأمر متعلق بحقوق الإنسان، لاسيما أن أحداً لم يشاهد لها غضبة مماثلة في حالات تتعلق بنشطاء إسلاميين من دعاة الإصلاح السياسي.

وقالت الصحيفة "لقد تم جلد بدوي كمسلم، ولو كان مسيحياً أو ملحداً لقتل بتهمة الكفر حسب القانون السعودي. فقد نجا أو طالت حياته لأنه نطق بالشهادة في المحكمة عام 2012 (نفترض أن الرجل شجاع وواضح وصادق في شهادته). وهناك إمكانية لأن يموت خلال عملية الجلد، التي تتشكل من ألف جلدة  يتلقاها على دفعات، مرة في الأسبوع، يوم الجمعة؛ في كل واحدة 50 جلدة. وكانت محكمة قد حكمت عليه بـ 600 جلدة، ولكن محكمة أخرى ذات رؤية أخلاقية أعلى أو أدنى حكمت عليه بهذا الحكم (ألف جلدة)".

وتمضي الصحيفة بالقول إن "جريمته أمام القانون السعودي الذي يفترض أنه تجاوزه هي قيامه ببساطة بإنشاء موقع للإنترنت أطلق عليه، وللمفارقة "السعوديون الليبراليون الأحرار". وفيه ناقش ودعا للعلمانية وسخر من غرابة المؤسسة الدينية السعودية، التي وصف رجالها بالعرافين الذين يناقشون التوافه، مع أنهم أنفسهم قاموا بإعدام أشخاص بتهمة السحر. وليس فيما قاله ما يمكن فهمه على أنه دعوة للعنف، وليس فيما قاله غير صحيح، وهو معروف خارج الدوغما البائسة التي تخنق الروح الإنسانية في السعودية".

وأضافت الصحيفة "بعيداً عن بربرية المحاكمة والعقوبة نفسها، هناك عدد من الدورس التي يجب على العالم تعلمها، مع أنها ليست الدروس التي ترغب السلطات السعودية باستخلاصها".

أما "الدرس الأولي فهو تذكير من هم بحاجة ماسة إليها بالنفاق الذي تتسم به المؤسسة السعودية، فالبلد مغلق أمام كل الأجانب، ويوازن المسؤولون السعوديون بين الإلحاد والإرهاب، ويقومون بتطبيق العقوبة نفسها على الأمرين. وفي الوقت نفسه فالبلد حديقة لمعاداة السامية والدعاة ضيقي التفكير والمتطرفين، والشبان الذين يغادورن البلاد للقتال في حروب الآخرين للمساعدة في تدمير بلادهم باسم نشر الإسلام الوهابي. وعلينا ألا ننسى أن 15 من 19 مهاجماً في 9/11 هم من السعوديين. وإذا كانت السعودية تقوم بالنظر من جديد إلى المشهد الهائج الذي تسببت به الدولة الإسلامية في وديان العراق وسوريا، فهو مشهد الرعب الذي واجهه دكتور فرانكشتاين الذي شاهد وحشه يمشي أمامه".

"أما الأمر الثاني فهو نفاق الحكومات الغربية، وليس أقلها حكومتنا- البريطانية- التي تأخذ النفط من أجل تحقيق المال. فعندما يؤكد لنا المتحدثون باسم الخارجية البريطانية أن هناك قوىً إصلاحية في المملكة، فالعار يجب أن يجعل طعم كلامهم مثل الصابون في أفواههم".

وتضيف "في هذا البلد قمنا بفرض رقابة على البرامج التلفازية وأوقفنا عملية تحقيق في رشاوى كبيرة حتى لا نجرح مشاعر السعوديين، وهذه هي بعض القضايا التي عرف بها الرأي العام. ولهذا فجلد رائد بدوي يذكّرنا أن المملكة العربية السعودية هي عدوة لحرية التعبير والتفكير والنزاهة والشجاعة، أينما وجدت في هذا العالم. وعلى الحكومة البريطانية أن تتذكر الشعار الذي استخدمته عصابات المافيا في صقلية: أن تسكت يعني أنك راضٍ. في الأسبوع الماضي عبر الكثير عن تضامنهم مع شارلي إيبدو، ومن الضروري أن نتذكر ونتبنى أننا كلنا رائف بدوي".
التعليقات (1)
ابوخشم
الجمعة، 16-01-2015 04:19 م
لماذ كل هذ الصياح ولعويل علي السعودية عند قيام حد منحدوداللة أين منيصيح علي راد الم يحتج علي سجن تَر كي اللحميدان في بلا الحرية