سياسة عربية

"جبهة النصرة" تمنع قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث

ترتبط سياسة قطع الرؤوس بتنظيم الدولة الإسلامية وتحاول النصرة الابتعاد عنها - أرشيفية
ترتبط سياسة قطع الرؤوس بتنظيم الدولة الإسلامية وتحاول النصرة الابتعاد عنها - أرشيفية

صرح مصدر من "جبهة النصرة" أن الجبهة تلقت سلسلة من التعليمات من القيادة العامة تنص على منع مقاتليها في سوريا من قطع الرؤوس لعناصر قوات النظام السوري أو من فصائل الثوار الذين تحاربهم جبهة النصرة.

وقال المصدر في حديث خاص لـ"عربي21" إن "الأمير العام للجبهة الفاتح أبو محمد الجولاني، هو من أوعز تلك الأوامر للمقاتلين".

وكان أحد القيادات الشرعية في "جبهة النصرة" جنوب البلاد قد نشر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة عن إبلاغ كافة المقاتلين المنضوين تحت راية التنظيم بمنعهم من انتهاج سياسة قطع الرؤوس للأسرى، ومنع التمثيل في الجثث، كما تشمل الأوامر والتعليمات الواردة من مجلس شورى التنظيم قواعد بشأن تصوير عمليات القتل، وعدم عرضها على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك قبل أن يحذفها من حسابه.

من جهتها، تحدثت قيادات أخرى من جبهة النصرة أن الأوامر جاءت بعدم التمثيل بالجثث فعلاً، وعدم نشرها على القنوات الإعلامية، ولكن هذه التعليمات لا تمنعنا من قطع الرؤوس لعناصر قوات النظام، ولكن دون التمثيل بها بعد قتلها، حسب قولها.

من جانبه، قال أحمد اليبرودي، الناشط الإعلامي في شبكة "مراسل سوري"، لـ"عربي21": "التعليمات الواردة لجبهة النصرة من قيادتها العامة ومجلس الشوري سببها يعود لمساعي التنظيم في الحفاظ على القدر الأكبر من الحاضنة الشعبية التي يمتلكها من الشعب السوري".

وأضاف الناشط: "تنظيم "جبهة النصرة" في سوريا على ما يبدو يسعى إلى الابتعاد والهروب من الأحاديث التي تتهمهم بالوجه البديل لتنظيم "داعش"، حيث تشير هذه التعليمات إلى رسائل خارجية أيضاً، بأن تنظيم النصرة ليس مشابهاً لتنظيم "داعش"، الذي أجمعت عشرات الدول حول العالم على محاربته في سوريا والعراق".

من جهتها، تحدثت مصادر مطلعة لـ"عربي21" عن سياسة جديدة يبدو أن تنظيم جبهة النصرة يتجه إليها، وتكمن بمساعي الجبهة بتكوين صورة مغايرة عن وضعه في سوريا، في مسعى منه لإيصال رسائل متنوعة لكل الأطراف المحلية والدولية، بهدف إبعاد شبح ضربات التحالف الدولي في سوريا عنها، رغم استهداف عدد من مقراتها العسكرية في حلب وإدلب وريفهم بالتزامن مع ضرب مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في المدن السورية.

وتأتي هذه التعليمات في ذات الوقت الذي أقدمت به "جبهة النصرة" على  إعدام الجندي اللبناني "علي البزال" الذي كانت الجبهة قد احتجزته في وقت سابق، بعد وصول المفاوضات مع الجيش اللبناني إلى طريق مسدود، حسبما أعلنته النصرة حول مقتل الأسير اللبناني.
التعليقات (0)