حذرت شبكات مختصة بالإنذار من
الكوارث الطبيعية من أن أجزاء واسعة من العاصمة الموريتانية
نواكشوط مهددة بالغرق في أقل من عشر سنوات أو على أبعد تقدير في العام 2020.
وقالت الشبكات إن تآكل الحاجز الرملي على الشاطئ الموريتاني يهدد مساحات واسعة من المدينة بالغمر، كما كشفت عن ذلك شبكة "رليوفويب" للإنذار المبكر بشأن الكوارث.
وحذرت الشبكات من اختفاء العاصمة نواكشوط نهائيا في العام 2050 إن لم تتخذ إجراءات مستعجلة لوضع حد لتآكل الحواجز الشاطئية للمدينة الأهم والأكثر اكتظاظا بالسكان بموريتانيا.
ولم يزل الحاجز الرملي يتناقص خلال السنوات الأخيرة بسبب العوامل الطبيعية والبشرية التي باتت آثارها واضحة في صغر حجمه الذي لم يعد يقاوم المياه في حالات نزول المطر أو الأمواج العالية.
وأعلنت الحكومة الموريتانية منذ مدة عن برنامج لبناء حاجز رملي اصطناعي على شاطئ الأطلسي لحماية نواكشوط من اجتياح محتمل لأمواج المحيط.
وسبق أن أشارت دراسة لمركز "أكريتين" الإقليمي للاستشعار عن بعد، لدول شمال إفريقيا، إلى أن التهديد الكامن وراء المحيط الأطلسي بغمر مدينة نواكشوط وبعض المناطق القريبة منها، تهديد حقيقي، كما اعتبر البنك الدولي أن مدينة نواكشوط تعد من ضمن أكثر عشر مدن في العالم تضرراً من الاحتباس الحراري الناجم عن أي ارتفاع محتمل لمنسوب البحر.
واعترفت الحكومة الموريتانية بالمخاطر التي تواجه عاصمتها، وأعلنت جملة من الإجراءات الوقائية الهادفة إلى حماية الحاجز الرملي الفاصل بين الشاطئ ومدينة نواكشوط.
وشيدت العاصمة الموريتانية نواكشوط التي تأسست عام 1957على أرض منخفضة لا تحميها تلال ولا مرتفعات صخرية بسبب عوامل التعرية واستنزاف الحزام الرملي، الذي يفصل بين المدينة والمحيط، حيث ظهر في هذا الحاجز عدة فتحات، واختفت الكثبان الرملية مع توسع المدينة وكثرة أعمال البناء والتعمير.
هواجس السكان والمستثمرين
وقد عبر عدد من سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط في حديث لـ"عربي21" عن قلقهم الشديد من التقارير التي تصدر من حين الآخر وتؤكد في مجملها أن العاصمة نواكشوط باتت تهددها مياه المحيط الأطلسي.
وقالت فاطمة بنت أحمد (من سكان حي الميناء بنواكشوط القريب من الشاطئ) لـ"عربي"21، إنها باتت تفكر في بيع منزلها والتحول إلى ضواحي العاصمة البعيدة من الشاطئ.
وأضافت: "منازلنا أصبحت هشة للغاية بفعل ارتفاع ملوحة التربة وضعفها، إننا قلقون حقا والحكومة لم تتصرف وغير مهتمة بالأمر على ما يبدو".
بدوره قال التاجر محمد ولد يحيى لـ"عربي21" إن بعض المستثمرين أصبحوا قلقين أيضا بفعل خطورة الوضع، مؤكدا أن الوضع يجب أن يعالج وبشكل سريع.
ودعا مواطنون تحدثوا لـ"عربي21" الحكومة الموريتانية للتفكير في خطة يتم بموجبها تخفيف الضغط على مدينة نواكشوط، خصوصا وسط المدينة القريب جدا من الشاطئ.
ويقدر سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط بأكثر من مليون نسمة، وتعد مركز البلاد الاقتصادي وعاصمتها السياسية، وتقع على ساحل المحيط الأطلسي، من الساحل الغربي لأفريقيا.
ويعد الشريط الساحلي للمدينة فارغًا، وهو ما يسمح بالفيضانات، ويشمل الشريط الساحلي رمالا متحركة وشواطئ رملية.
وتتميز نواكشوط بمناخ صحراوي "مع صيف حار وشتاء دافئ".
وبسبب موقعها، تكون درجات الحرارة في
موريتانيا مرتفعة معظم أيام السنة ومع ذلك، تمتازُ نواكشوط بامتلاكها درجات حرارة مُعتدلة بالمقارنة مع مدن أخرى من هذا النوع من المناخ، في حين أن متوسط درجات حرارة عالية وثابتة نسبيًا عند حوالي 32 درجة مئوية و يمكن أن يتراوح متوسط درجات الحرارة المنخفضة بين 24 درجة مئوية خلال أشهر الصيف إلى 13 درجة خلال فصل الشتاء.