طالبت "جبهة
النصرة" العديد من الفصائل في ريف
إدلب بتسليم سلاحها الثقيل والمتوسط، أو تسليم المقاتلين الذين اشتركوا بالقتال ضد الجبهة مؤخرا.
ومن بين الكتائب المعنية "كتيبة شهداء بسقلا" و"لواء مغاوير الإسلام"، حيث عرضت "النصرة" على الفصيلين خيارين، أولهما تسليم كل مقاتل قام بقتال جبهة النصرة خلال معاركها مع "جبهة
ثوار سورية" مؤخرا، وانتهت بسيطرة النصرة على جبل الزاوية في ريف إدلب، أو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط دون تسليم المطلوبين.
وقال ناشطون في حديث خاص لـ"عربي 21"، إنه استجاب بالفعل قادة التشكيلين العسكريين المتمركزين في "كفرومة وبسقلا" لمطالب جبهة النصرة، وقد اختار الفصيلان الخيار الثاني حيث وجداه أقل خسارة، وسلما سلاحهما إلى جبهة النصرة، بعد أن وجدا أن لا حل سوى ذلك.
لكن ناشطين وجدوا ما قامت به النصرة "خطأ كبيراً" كون أ أحد الفصيلين، وهو "لواء مغاوير الإسلام"، يُشهد له بمقارعة النظام وشنه معارك ضده خلال أكثر من عامين ونصف، وأنه وبعد تسليم سلاحه لن يستطيع المشاركة في أية معركة قادمة ضد قوات نظام بشار الأسد.
من جانب آخر، اقتحمت "كتائب
جند الأقصى" بلدة "حلول" في الريف الغربي لمدينة إدلب، والواقعة ضمن سهل الروج، من عدة محاور، كان أهمها طريق البشيرية، وطريق كنيسة بني عز، وطريق قرية بفطامون، واستخدم مقاتلو التنظيم أكثر من خمس عشرة سيارة تحمل الرشاشات الثقيلة والمتوسطة في اقتحام البلدة.
وحسب ناشطين من بلدة حلول، فإن معارك نشبت في البداية بين عناصر "جند الأقصى" وعناصر من "لواء أحرار جبل الزاوية"، لتنتهي هذه المعارك بسيطرة "جند الأقصى" على البلدة التي يقطنها أكثر من ألفي نسمة سيطرة كاملة دون أية خسائر تذكر.
وقال ناشطون إن عناصر "جند الأقصى" نفذوا حملة اعتقالات واسعة ضمن البلدة طالت معظم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ستة عشر عاماً وثلاثين عاماً، تم جمعهم جميعاً في إحدى مدارس البلدة، كما نزعوا السلاح من كل شباب البلدة، الذين تم وضع أسمائهم ضمن قوائم أعدت مسبقاً لهذا الغرض، بينما تم اقتياد عدد من المحتجزين إلى أماكن مجهولة، فيما يبدو أنهم مطلوبون لأسباب محددة، وتم اعتقالهم بشكل مدروس وليس عشوائياً.
في المقابل، اكتفت حواجز النظام التي تبعد عن البلدة أقل من كيلومتر واحد بمراقبة ما يحدث دون أي تدخل أو قصف من قبلها. وحسب أحد إعلاميي البلدة، فإن قوات النظام بدأت تتصرف بـ"ذكاء" تجاه أحداث كهذه، فكلا الطرفين عدو لها بكل حال، كما أنها بذلك تزيد العداء بين الأطراف المتصارعة بحث يتهم كل طرف الآخر بعلاقاته وارتباطاته بالنظام.
من جهة أخرى، ذكرت بعض المصادر أن الشيخ السعودي عبد الله المحيسني قد يكون خلال أيام قائداً لـ"جبهة النصرة" في جبل الزاوية بريف إدلب، حيث أنه يقوم بجولات عديدة في مناطق وبلدات وقرى إدلب خلال الأيام الماضية، ويلتقي بقادة عسكرين تابعين للنصرة أو مؤيدين لها في كل من جسر الشغور والتمانعة، والعديد من القرى في ريف معرة النعمان الشرقي.
وفي الأثناء، حاولت "جبهة النصرة" الاستيلاء على بعض المرات في مدينة كفرنبل، منها مخفر شرطة المدينة، وقالت إنها ستقيم ضمنه محكمة شرعية جديدة تتبع لها كل القرى المرتبطة إدارياً بمدينة كفرنبل، التي يبلغ عددها أربعاً وعشرين قرية، كلها أضحت تحت سيطرة جبهة النصرة.
وفي شأن آخر، قامت قوة تابعة لجبهة النصرة باعتقال الكاتب وأديب الأطفال السوري "عارف الخطيب" من منزله الطيني في بلدة "الرامي" بريف إدلب لعدة أيام، ولأسباب مجهولة، ومن ثم أفرجت عنه بعد ضغوط من بعض رجال الدين كونه رجلل يبلغ من العمر سبعين عاماً.