حول العالم

الضرب في الأردن.. عنف أم أسلوب تربية؟

بلغت نسبة الأطفال ممن تعرضوا للعنف النفسي والجسدي 90% - أرشيفية
بلغت نسبة الأطفال ممن تعرضوا للعنف النفسي والجسدي 90% - أرشيفية
لم تكن تعلم الطفلة الأردنية إيناس محمد البالغة من العمر 10 سنوات، أن شكواها لمعلمتها عن ضرب أبيها المُبرح لها سيؤدي لمنعه إياها من الذهاب للمدرسة، بحسب ما قالت لـ"عربي21".

تقول إيناس: "أبي يضربني أنا وإخوتي ليل نهار، عندما يغضب من إخوتي ينهال علينا بالشتائم وبعدها يضربنا جميعا، وعندما تُدافع أمي عنّا يوبّخها بغضب قائلا: خلّيهم يتربّوا".

وتضيف إيناس لـ"عربي21": "عندما شكوّت لمعلّمتي سلوك أبي، اتصلت بأمي وأخبرتها بضرورة المجيء للمدرسة لبحث الأمر، ولتشرح لها سوء ما وصلت له دراسيا لشرودي في الفصل.. وعندها علم أبي بذلك فمنعني من الذهاب للمدرسة".

تقول والدة إيناس، ليلى الأحمد: "أحاول منع أبيهم من ضربهم، لكن في قرارة نفسي أعلم أن ذلك يصبّ في مصلحتهم". وتضيف الأحمد لـ"عربي21": "المعلّمة لا يحق لها أن تتدخل في تربية ابنتي".

وفي سياق متصل تقول سمر عيسى (وهي أم لطفلين) "كنت أضرب أبنائي في صغرهم حتى يدرسوا بشكل أفضل، ولكني نادمة الآن؛ لأن أحد أبنائي يتلعثم في الكلام وذو شخصية مهزوزة".

وبحسب دراسة أجراها باحثون من جامعة نوتنجهام، ونشرت في دورية طب الأعصاب، أن العصا تعد إحدى وسائل العقاب الفعالة والمحفزة للطلاب، حيث أثبت الباحثون أن العقاب يساعد فى تعزيز وظائف المخ والقدرات العقلية لدى الطلاب ويحسن من مستواهم الأكاديمي، ولكن حذرت فى الوقت نفسه من الضرب المبرح الذي قد ينفر الطلاب من التعليم ويأتي بنتائج عكسية.

من جهته يقول الاستشاري الأسري الأردني أحمد أبو سمك معلقا على الدراسة أن الضرب "غير المبرح" يكون وسيلة تعليمية. ولكن عندما يصبح "مبرحا" عندها يُرفض تماما.

ويضيف أبو سمك لـ"عربي21": "في أسرتي لا أستخدم الضرب، لكن في بعض الأسر تضطر الأم أحيانا لضرب أبنائها.. فنظريا الأفضل عدم استخدام العقوبات العنيفة سواء كانت لفظية وهي أشد في بعض الأحيان لأنها تشكّل مهانة للطفل، أو العقوبات الجسدية".

ويتابع أبو سمك: من المستحيل أن تسير الحياة بدون ضغوطات على الطفل، نعم لا بد من الشدة في لحظة معينة، على أن تكون بشكل تمثيلي على الطفل، بأن يمثل الأب أنه منزعج من طفله.

"والحل لهذا الأمر يكون في توعية الآباء، فالمشاكل الموجودة سببها الآباء غالبا وليس الأبناء، فهم يدّعون دائما أن الطفل لا يسمع الكلام، وينسون أنهم أنفسهم يحاولون السيطرة على الطفل. يجب أن يبحث الآباء في أساليب التربية الصحيحة، لأن التربية أصبحت مشاعا، وهناك من يرفض قطعا الذهاب لأخصائي أسري معتقدا أن الأخصائي لا يفهم أكثر منه في تربية أبنائه" بحسب أبو سمك.

وفي دراسة أمريكية، أكدت أن 75% من الأطفال بعد ضربهم يعيدون نفس التصرف المسيء بعد أقل من عشر دقائق.

ويقول أبو سمك لـ"عربي21" إن فكرة تعديل السلوك لدى الأطفال يجب أن تكون تدريجية، الآباء لا يقبلون البرنامج المنتظم في التعديل، ويريدون الحل السريع، ونوّه إلى أن السلوك عند الطفل تراكمي، وبحاجة لحل تدريجي. وغالبا الآباء لا يلجأون للاستشاريين لأن الجلسات طويلة وقد تكون مُكلفة. 

وبحسب دراسة صدرت عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، والتي حملت عنوان "محجوب عن الأنظار"، وتضمن معلومات إحصائية عن 190 بلدا من بينها الأردن. أظهرت تعرض 67% من أطفال الأردن للعنف البدني، منهم 21% تعرضوا للتعنيف الجسدي الشديد.

وبينت أن "استخدام العنف كوسيلة تأديبية منتشر بشكل واسع بين أولياء الأمور ومقدمي الرعاية للأطفال، إذ بلغت نسبة الأطفال ممن تعرضوا للعنف بشقيه النفسي والجسدي 90% تتراوح أعمارهم بين 2 و14 عاما، فيما بلغت نسبة الأطفال ممن تتعامل معهم أسرهم بأساليب تربوية خالية من العنف 8% فقط".

وكشفت عن "تعرض 41% من طلبة المدارس للمضايقة، فيما بلغ من شاركوا في المشاجرات 47%، ومن تعرضوا للأذى النفسي من أقرانهم 38%".
التعليقات (3)
براءة فخري
الأربعاء، 05-11-2014 03:29 م
تقرير مميز أشكر كاتبته أرى أن ضعف المخزون الثقافي والبعد التربوي يؤدي سرعة وسهولة اللجوء الى الضرب كحالة انفعالية عصبية يفرغ من خلالها الآباء الضغوط من خلال ضرب أبنائهم عدا عن أهمية وعي الآباء بالمنهج الاسلامي النبوي في التربية حتى يصبح الدين وازعا كافيا يمنع من ظلم الابناء
سناء طلال
الإثنين، 03-11-2014 10:32 ص
التقرير رائع وكتير مهم في حياتنا انا بتوقع لوالاباء شوي يصير عندهم صبر مابحتاجوا يضربوا اولادهم بدنا دورات للاباء تثقفهم أكتر في الموضوع
ام عبدالرحمن
الإثنين، 03-11-2014 10:29 ص
فعلا كلام سليم ....الضرب اخر الحلول وممكن ما يكون حل ناجح مع بعض الاولاد حسب طبيعتهم لازن الاهل يكون لديهم توعية بالتربية اكتر ويسالوا مختصين فهم كثر الان .....بوركت مقال رائع