تطالب
تنزانيا بفرض
حظر دولي على الاتجار في منتجات
العاج، أملا في حماية أنواعها المهددة بالانقراض من بينها وحيد القرن والفيلة- من الصيادين غير القانونيين.
وقال وزير السياحة والموارد الطبيعية "لازارو نيالاندو"، "بدون وضع حد للتجارة الدولية في هذه المنتجات، فإن الحرب ضد الصيد غير المشروع لا جدوى منها".
وأوضح أنه "يُقتل حوالي 10 آلاف فيل سنويا بأيدي الصيادين غير القانونيين في تنزانيا، التي لديها حاليا أقل من 70 ألف جمبو (فيل كبير)".
وأعرب الوزير التنزاني عن أسفه لأنه "في الوقت الراهن، يقدر عدد حيوانات وحيد القرن المتبقية في تنزانيا بنحو 123 فقط بعد أن كانت أكثر من 10 آلاف في السبعينيات".
وفي عام 1980، كانت تنزانيا أحد المواطن الرئيسية لهذه الحيوانات، وكان يعيش فيها 3795 حيوان وحيد قرن، تمثل ما يربو على ربع عددها في القارة الأفريقية آنذاك، لكن أعدادها انخفضت بشكل كبير، بعد أن كانت 65 ألف حيوان في السبعينيات من القرن الماضي.
وبحلول عام 1995، بلغ عدد حيوانات وحيد القرن المتبقية في تنزانيا 32 فقط، وهو ما يعزى إلى حد كبير إلى أنشطة الصيد غير المشروع.
ووفقا لتقديرات "نيالاندو"، في أفريقيا، يقتل نحو 35 ألف فيل (واحد كل 15 دقيقة)، وأكثر من 1000 وحيد قرن (واحد كل 9 ساعات) بأيدي الصيادين غير القانونيين سنويا.
وأضاف أن "هذا ينذر بالخطر، وتنزانيا والدول الأفريقية الأخرى يجب أن تمارس ضغوطا دولية على الأسواق الرائدة في
تجارة قرون وحيد القرن، وأنياب الفيل لوقف بيعها".
وتمثل دول الصين، وفيتنام، وتايلاند، واليابان، والكوريتين (الشمالية والجنوبية) الأسواق الرائدة لتجارة العاج، وقرون وحيد القرن، بحسب الوزير.
وحذر "نيالاندو"، من أنه بدون وقف فوري لبيع وشراء أنياب الفيل وقرون وحيد القرن، ستشهد أفريقيا المزيد من القتل الوحشي للحيوانات المهددة بالانقراض، وأشار إلى أن حكومته لن تدخر وسعا في حربها ضد الصيد غير المشروع.
ومضى قائلا: "سنستخدم كل أجهزة الدولة، لكشف المسؤولين عن هذه المجزرة على تراثنا الوطني، وإنشاء هيئة حياة برية شبه مستقلة في تنزانيا هو أحد استراتيجياتنا".
وأشار المسؤول التنزاني إلى أن بلاده "تعتزم التعاون مع موزمبيق وكذلك الدول الأعضاء في جماعة شرق أفريقيا، (كتلة التجارة الإقليمية)، لمكافحة هذا التوجه.
من جانبه، أوضح "ويلباد تشامبولو"، رئيس جمعية تنزانيا لمنظمي الجولات السياحية (تاتو)، أنه "على الرغم من عدم وجود إثباتات علمية، يزداد الطلب على قرون وحيد القرن بشكل رئيسي في السوق الآسيوية بوصفها منشط جنسي، على عكس العاج الذي يستخدم في صنع أشياء أخرى".
وأضاف "يجب علينا أن نمنع ونوقف هذا الأمر".
وحث "تشامبولو" الحكومة على مكافأة الأفراد الذين قدموا التضحيات -ودفعوا حياتهم ثمنا في بعض الأحيان- لحماية تراث الحياة البرية في تنزانيا.
ومضى قائلا: "يجب على الحكومة ليس فقط أن تعمل بحزم ضد الأشخاص الجشعين الذين يقفون وراء المذبحة ضد الحياة البرية، لكن حان الوقت أيضا أن نكافئ أولئك الذين يشاركون طوعا في حمايتها".
وبدوره، قال المدير التنفيذي لجمعية "تاتو" سيرلي أكو إن الحظر الدولي الذي بدأ عام 1989 على الإتجار في العاج ليس كافيا.
ورأى أنه "من أجل معالجة الأزمة، يجب وقف التجارة، سواء قانونية أو غير قانونية، في السلع المصنوعة من العاج، وقرون وحيد القرن".