سمرة وسابينا أشهر جهاديات الرقة تريدان العودة للنمسا
لندن - عربي2115-Oct-1410:37 PM
1
شارك
بحال عودة سمرة وسابينا فستواجهان سنوات بالسجن لدعمهما "حركة إرهابية" - أرشيفية
أثار سفر فتاتين من النمسا إلى سوريا، وانضمامهما لتنظيم الدولة المعروف بـ "داعش" جدلا في الصحافة النمساوية، وتحولت الفتاتان لنجمتين تعبران عن جيل من الفتيات المسلمات الصغيرات اللاتي قررن الانضمام للحركة الجهادية المعروفة بقسوتها، وتسيطر على مناطق واسعة في كل من العراق وسوريا.
ولكن ماذا حدث لهما منذ هربهما من بيوت عائلتيهما؟
آن ستيل من صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" تابعت القصة، وقالت إنهما اتصلتا بعائلتيهما، وعبرتا عن الرغبة بالعودة من جديد للنمسا بعد شعورهما بالخيبة على ما يبدو من دولة "الخلافة".
والفتاتان هما سابينا سليموفيتش (15 عاما) وسمرة كيرنوفيتس (17 عاما) تزوجتا من مقاتلين في "داعش"، وهما حاملان الآن، حسب "انترناشونال بزنس تايمز". وقد سافرت الفتاتان في نيسان/ إبريل بعد اقتناعهما بالسفر، مثل غيرهما من مئات الفتيات كي يتزوجن من مقاتلين.
وتتابع ستيل أنهما قبل سفرهما من فيينا، بدأت الفتاتان اللتان تنتميان لعائلتين هاجرتا من البوسنة، بتعليم زميلاتهن في المدرسة عن الإسلام ومعتقداته، وتركتا رسالة قصيرة لعائلتيهما "لا تبحثوا عنا، نريد خدمة الدين، وسنموت في سبيل الله".
ويعتقد أن الفتاتين الآن في مدينة الرقة، عاصمة دولة "داعش"، والتي تطبق فيها أحكام الشريعة بطريقة قاسية. وتقول الشرطة النمساوية إن حسابات الفتاتين تم التلاعب بها ووضعت بها رسائل مزيفة؛ لإقناع بقية الفتيات للسفر إلى سوريا، بحسب الصحيفة.
وظهرت سمرة وسابينا في صور، وهما بالحجاب مبتسمتان، وحولهما مقاتلون بالسلاح.
وتذكر الصحيفة أن مطلعين على الشؤون الأمنية قالوا للأمن النمساوي إن الفتاتين استطاعتا الاتصال بعائلتيهما "قالتا لقد عانينا بما فيه الكفاية ونريد العودة للبيت"، حسبما أوردت صحيفة "فيينا تايمز". وقال نفس المسؤولين "لا فرصة لهما للعودة وترك حياتهما الجديدة، بعد أن أصبحتا نجمتين عالميتين، وانتشرت صورهما في معظم مواقع التواصل الاجتماعي".
وفي حال عادتا فستواجهان سنوات في السجن لدعمهما حركة إرهابية، حسب صحيفة "ديلي إكسبرس".
وفي الوقت الذي ترغب فيه الفتاتان بالعودة هناك تقارير عن سفر العديد من الفتيات للانضمام لـ "داعش" بمن فيهن فتاة يهودية،هربت من فرنسا للانضمام لتنظيم الدولة، حسب صحيفة "ديلي ميل".
ويقول التقرير إن سفر الفتيات ليس باختيارهن، ولكن بعد أشهر من عمليات التجنيد، اللاتي خضعن لها من شبكات متخصصة، وتستهدف الشابات الصغيرات في السن. وهذه شبكات تقوم بتجنيد الفتيات لتزويجهن من مقاتلين، والعمل كحاضنات وعاملات في بيوت الجهاديين.
ويتابع التقرير بأن هذه الشبكات تقوم برسم الرحلة بالكامل، وتتأكد من عدم معرفة عائلات الفتيات. ولاحظت صحيفة "ديلي ميل" أن كلا من سمرة وسابينا التقتا شبانا من الشيشان زاروا المسجد الذي تذهبان إليه في فيينا.
ويأتي الحديث عن رغبة الفتاتين بالعودة مع صدور دراسة، أعدها فريق من الباحثين النفسيين في كلية كوين ماري في شرق لندن. وأظهرت أن الفتيات المسلمات البريطانيات عرضة للتجنيد والتشدد بنفس الطريقة التي يتعرض لها الشبان.
وذكرت تقارير أن هناك 14 فتاة جديدة هربن من الدول الغربية للزواج من الجهاديين في سوريا.
وأظهرت الدراسة أن هناك عوامل عدة تدفع للتشدد مثل الكآبة، والشعور بالعزلة الاجتماعية بالرغم من الوضع المالي الجيد للعائلة، فأشخاص ينتمون لواحدة من هذه العينات عادة ما يظهرون نوعا من التعاطف مع أشكال من العنف، حددها الباحثون، والذين أشاروا لعوامل أخرى تدفع للتشدد وهي الاتصال بمتشددين.
ولاحظت الدراسة أن أبناء المهاجرين ممن عاشت عائلاتهم لأجيال في بريطانيا هم أكثر عرضة للتشدد من أبناء المهاجرين، الذين جاءت عائلاتهم إلى بريطانيا حديثا.
وهناك أكثر من 500 بريطاني يقاتلون في العراق وسوريا، ويرى الباحثون أن نسبة الإناث منهم تصل إلى 10%.
ويقول كاملديب بوي، الباحث في علم النفس الثقافي في كوين ماري، إن الجنس ليس عاملا مهما في التحول نحو التشدد. ونقلت عنه صحيفة "الغارديان" قوله "النساء لسن أقل عرضة لخطر التشدد كما أظهر تحليلنا"، بل ولديهن "قابلية للتعاطف".
ويقول الباحثون إن هناك 60 فتاة مسلمة سافرن إلى سوريا، تتراوح أعمارهن ما بين 16-24 عاما، واحدة منهن أقصى محمود من مدينة غلاسجو، حيث هربت إلى سوريا في تشرين الثاني/ نوفمبر، والشقيقتان التوأم زهرة وسلمى حلاني، اللتان سافرتا من مانشستر في تموز/ يوليو دون علم عائلتهما. وفي آب/ أغسطس تم توجيه تهمة لأمل الوهابي، من شمال لندن، أم لولدين وزوجة مقاتل في سوريا بناء على قوانين الإرهاب بدعم المقاتلين في سوريا. وبرئت ساحة صديقتها أمل مسعد، التي حاولت تهريب 15.000 جنيه إسترليني خبأتها في ملابسها الداخلية.