رأى الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري المعارض، أستاذ علم الاجتماع السياسي،
برهان غليون، أن توسع تنظيم "الدولة الإسلامية" (
داعش) هو "أكبر دليل على انهيار النظام الإقليمي بأكمله".
جاء ذلك في تصريحات على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر "المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في المشرق العربي الكبير"، الذي ينظمه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات (غير حكومي)، في منطقة البحر الميت، غربي الأردن.
وأرجع توسع "داعش" على الأرض إلى أن "سياسة التوسع الإيراني التقت مع فشل الدول العربية في الوصول إلى الدولة المدنية والمواطنة، حيث بقيت مرتبطة بنخب فاسدة متسلطة لا تفكر إلا بمصالحها".
وتابع بقوله إن "تنظيم داعش استفاد من الفراغ الموجود في المنطقة، وركب على بعض حركات التمرد، وأصبحت قوة لا يستهان بها".
ورأى أنه "لا يوجد سياسة واضحة لدى داعش سوى الانتقام لنفسها من الغرب والولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وهي تستند إلى مجموعة من العقائد التي لا تنسجم مع أي دين ولا مذهب ولا روح إنسانية".
وتابع غليون بقوله إن "داعش ليس جزءاً من الصراع الطائفي المرتبط بالسياسات الإيرانية، والذي تُستخدم فيه بعض الجماعات للضغط على الدول العربية المحيطة، وخاصة دول الخليج، وكذلك دول الغرب، من أجل الوصول إلى فك الحصار" عن إيران.
وبدأ مؤتمر "المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في المشرق العربي الكبير"، أمس السبت، ويختتم أعماله غدا، ويتضمن سبع جلسات تتوزع عليها المشاركات البحثية لمحاوره الأساسية والفرعية، إضافةً إلى خمس محاضرات رئيسة تناقش مواضيع ذات صلة أساسية بقضايا المؤتمر.
ويختتم المؤتمر أعماله بعد ظهر الغد بمائدة مستديرة تفاعلية، تحت عنوان "العروبة والدولة والوطنية في مواجهة التمزقات الأهلية والسياسات الطائفية وقومنة الهويات.. إشكاليات وقضايا، تحديات وآفاق"، بمشاركة أكاديميين وباحثين.
ومع تنامي قوة تنظيم "داعش" وسيطرته على مساحات واسعة في الجارتين سوريا والعراق، أعلن نهاية يونيو/حزيران الماضي عن تأسيس ما أسماها "دولة الخلافة" في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، "خليفة للمسلمين"، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية".
ومنذ 10 يونيو/ حزيران الماضي، يسيطر هذا التنظيم على مناطق واسعة في محافظات بشمالي وغربي العراق، إلا أن سيطرته أخذت مؤخرا في التراجع بفعل مواجهات الجيش العراقي، مدعوما بقوات إقليم شمال العراق (البيشمركة) وضربات جوية يوجهها الجيش الأمريكي.
وتعمل الولايات المتحدة على حشد أكثر من 30 دولة غربية وإقليمية في تحالف لمواجهة "داعش"، وتستضيف فرنسا غدا الإثنين مؤتمرا حول الأمن في العراق، تشارك فيه معظم دول هذا التحالف المأمول.