صحافة دولية

فايننشال تايمز: العالم بحاجة لقيادة حقيقية يا أوباما

فايننشال تايمز: بناء تحالف قوي لوقف بوتين وداعش وغيرهما يحتاج إلى قيادة حقيقية.. يا سيد أوباما - أرشيفية
فايننشال تايمز: بناء تحالف قوي لوقف بوتين وداعش وغيرهما يحتاج إلى قيادة حقيقية.. يا سيد أوباما - أرشيفية
دعت صحيفة "فايننشال تايمز" الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى انتهاز فرصة انعقاد قمة دول حلف الناتو في ويلز البريطانية وتسلم مقعد القيادة العالمية وحل مشاكل اندلعت منذ الصيف.

 وتقول إن "عليه انتهاز الفرصة.. فالنار التي أشعلها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش، تهدد الشرق الأوسط وأبعد منه، وليس فقط العراق وسوريا. وفي أثناء ذلك، ترك تدمير إسرائيل لغزة حركة حماس أكثر شعبية مما كانت عليه، وسط اتفاق هش لوقف إطلاق النار. وفي أوكرانيا، يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أفعاله دون خوف من العقاب رغم تصعيد الغرب للعقوبات عليه. وفي أفغانستان تنهار الخطة الأمريكية للتشارك في السلطة".

وزادت أنه "بعيدا في الشرق يزداد التوتر بين الصين وجيرانها - وبخاصة اليابان- الذي يمكن أن يتطور من نقطة نزاع إلى أزمة دموية".

 وتزعم الصحيفة أن "من حق أوباما أن يتحدث محتجا، ويقول إن العالم كان دائما مليئا بالمشاكل، لكن ما يجري الآن ليس مجموعة عادية من التحديات. وفي عالم بدون وجهة فكل مشكلة تغذي الأخرى".

وتوضح أنه "قد يكون حدس أوباما الأولي هو توخي الحذر، وهو موقف ساعده على الوصول للبيت الأبيض. فالرأي العام الأمريكي يعارض وبقوة إرسال قوات أمريكية لأرض أجنبية بدون أن تكون هناك استراتيجية خروج واضحة. وهذا الموقف المنضبط مفهوم، إذا أخذنا بعين الاعتبار مظاهر الفشل من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. لكن الحذر لا يعتبر استراتيجية، وليس كافيا لأن يقوم أوباما بوصف نقاده في أمريكا بأنهم يحبون الضغط على زناد البندقية بداع أو بلا داع. ففي الأسبوع الماضي، تحدث أوباما قائلا إنه لا استراتيجية لديه بشأن داعش في سوريا والعراق، وهو بحاجة لتطوير واحدة وبشكل سريع وتقديمها بطريقة مقنعة".

وتمضي قائلة: "قد يكون أوباما محقا بالنظر لكل أزمة خارجية حسب ظرفها، فعلى خلاف ما كان عليه الوضع أثناء الحرب الباردة فإن الغرب لا يواجه عدوا لدودا، ولا ارتباط والحالة هذه بين ما يفعله بوتين من ضم في أوكرانيا وسيطرة لداعش على مدينة الموصل في العراق، ولا حتى الحماسة التي تبديها الصين في البحر، لكن تحليل أوباما للأزمات أحيانا ما ينزلق لحالة من الشلل".

وترى هنا أن الشعور بغياب الولايات المتحدة أو حتى انخراطها في أدنى الحدود بدأ يظهر واضحا؛ "ففي كل قارة من قارات العالم بدأ الحكام المستبدون والمتمردون بتحدي النظام القائم. ومع أن قوى اقتصادية واجتماعية ذات آثار بعيدة هي التي تقف وراء هذه الأزمات، غير أن ما يفاقمها هو مفهوم تراجع القوة الأمريكية".

وتعترف بأن "ميزان القوة العالمي يتغير، ولكن المفهوم عن تراجع أمريكا متقدم على  الواقع. ولا تستطيع الولايات المتحدة التحكم بالأحداث، لكنها قادرة على تشكيلها.. فما الذي يجب على أوباما فعله؟".

وتسجل الصحيفة أنه "أولا: يجب عليه (أي أوباما) أن يطور التفكير الذي يقف وراء خطابه في أكاديمية (ويست بوينت) هذا العام، وأن يبني عليه سياسة خارجية أوسع، تكون أولى مهامها أن يوضح للعالم أن الولايات المتحدة هي قوة عظمى وستعمل كل ما بوسعها لتظل كذلك. وقد يكون إعلان كهذا واضحا لكن أوباما بحاجة ماسة إلى فعله، وهذا الإجراء ضروري ويظهر المدى الذي تراجعت فيه مصداقية إدارته..

وثانيا: عليه تجنيد دبلوماسيين عركتهم التجربة  لتنفيذ تأكيداته حول قيادة الولايات المتحدة للعالم. فمجموعة أوباما من المستشارين في الشؤون الخارجية لا يحظون بالاحترام الدولي الذي يحتاجونه. وعليه تغيير الحرس، وإلا فستواجه أمريكا عامين من الانحدار في لحظة مهمة.

وثالثا: على أوباما مخاطبة الناس في كل العالم الديمقراطي، وليس أوروبا فقط، للعمل معا وجعل التحالف الغربي مهما وذا مصداقية".

وتختم بالقول، إنه "في أحسن حالاتهم كان رد الرؤساء الأمريكيين بأن المشاكل تهدد الناس في كل مكان، ولكن في هذه النقطة كان أوباما مسالما. فبناء تحالف قوي لوقف بوتين وداعش وغيرهما يحتاج إلى انخراط أمريكي مستمر مع أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها، وكل هذا يحتاج إلى قيادة حقيقية".
 
0
التعليقات (0)