وسع
الجيش من رقعة انتشاره على امتداد مدن الشريط الساحلي من البحر المتوسط شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، بموازاة قيام طائرات "الهيليكوبتر" بعمليات تمشيط على طول الحدود البرية المشتركة مع الجزائر.
ونشر
المغرب مضاداته الجوية وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرة، في كل من طنجة شمال المغرب، ومراكش داخل مطار المنارة، كما أنها شملت عددا من السدود والمنشآت الحيوية.
وفي ظل تكتم المؤسسات الرسمية المغربية عن خطوات الجيش المغربي، علم موقع "عربي21" أن الجيش المغربي يسير منذ نهاية الأسبوع الماضي حملات تفتيش جوية مستخدما طائرات "الهيليكوبتر"، على طول الحدود الترابية مع الجزائر، مع تعزيز الوجود العسكري على طول الحدود.
وبخصوص هذا الصمت الذي دخل أسبوعه الأول، قال محمد شقير، أستاذ العلوم السياسية والباحث في تاريخ المؤسسة العسكرية، إن "هذا الأمر ليس غريبا على المؤسسة العسكرية المغربية، مشددا على أن هذه المؤسسة توصف بالمؤسسة "البكماء" لأنها لا تعلن عن حركتها".
وتابع محمد شقير، في تصريح لموقع "عربي21"، بأن السلطات المغربية قامت من زمان بتوزيع المهام، فالمؤسسة الأمنية تعلن وتصرح عن طبيعة حركتها، في حين أن المؤسسة العسكرية ومؤسسة الجيش لا تعلن ولا تصرح".
واعتبر محمد شقير، أن "هناك خطة مشتركة "أمنية عسكرية" انطلقت منذ إعلان وزير الداخلية محمد حصاد في مجلس النواب في أيار/ مايو الماضي، عن وجود تهديدات إرهابية تهدد المغرب، وقد كان هذا الجانب الأمني فيها، واليوم انتقلت إلى الشق المرتبط بمهام الجيش".
وأضاف الباحث المتخصص في المؤسسة العسكرية، أن "عوامل كثيرة تتحكم في تحركات الجيش المغربي الأخيرة، تتنوع بين التغيرات الداخلية للمؤسسة العسكرية من خلال تعيين مفتش عام جديد للجيش المغربي".
وأوضح شقير أن "حصول المغرب على ترسانة
أسلحة جديدة أيضا أحد العوامل المفسرة لحركة الجيش، حيث إنه في السنوات الأخيرة حرص الجيش على الحصول على صفقات سلاح كبيرة ونوعية جعلته من بين الدول الأكثر إنفاقا في مجال التسلح".
وزاد شقير "شقا آخر متمثلا في إظهار قوته في مواجهة خصومه التاريخيين خاصة الجزائر، التي تعيش بدورها حالة استنفار عسكري قصوى، ويزيد من حساسيتها المرحلة التي دخلها ملف الصحراء المغربية".
من جهته استبعد الخبير الاستراتيجي في الشؤون الإفريقية، الموساوي العجلاوي، في تصريح لـ"عربي21"، أن "فرضية استهداف المغرب بالطائرات الليبية في ظل الحفاظ على ولاءات التيار الجهادي في المنقطة لتنظيم القاعدة، وعدم انجرار وراء دعاية "داعش".
وأشار الموساوي، إلى رفض تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي -جناح القاعدة في شمال أفريقيا- الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في أجزاء من العراق وسوريا، وأكد مبايعته زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
وكان "عربي21" قد نشر قبل أشهر بيانا منسوبا لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي رفض بيعة "داعش" و"انتقد تنظيم الدولة لأنه لم يتشاور مع من وصفها بالقيادات الجهادية".
في السياق ذاته، شدد الخبير العسكري عبد الرحمن مكاوي، على أن "الأماكن المهددة بالهجوم الإرهابي المفترض بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، هي القنصليات الأوروبية بالمدينة التي لها دلالة رمزية ولها قوة كبيرة، فضلا عن أنها قطب سياحي واقتصادي يستقطب الزوار من كل العالم".
ووصف مكاوي لـ"عربي21"، الأماكن المهددة بأنها "الأماكن الحساسة" سواء في العاصمة الاقتصادية أو في غيرها، وذلك "لاشتمالها على إما على مصالح غربية، أو اقتصادية ومالية حيوية، وثالثا على كثافة سكانية كبيرة".
إلى ذلك، بدأ الجيش المغربي بتسيير حملات تمشيط واسعة على الحدود مع الجزائر، على إثر دخول المنطقة في حالة طوارئ بعد إعلان السلطات التونسية عن اكتشاف عشرات الأنفاق، تمتد من تونس ويستعملها المتطرفون للتنقل بين البلدان بحرية.
وقامت مروحيات تابعة للجيش بطلعات جوية لمسح المنطقة الحدودية ومنع تسلل فارين من الجيش الجزائري، مع تشديد المراقبة على الأرض عبر الرفع من عدد الآليات العسكرية في المنطقة.
وكان الجيش المغربي قد شرع مساء الجمعة الأخير، في نشر مضادات طائرات، ومنصات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات، انطلاقا من مدينة الدار البيضاء لتشمل عددا من المدن الحيوية في المغرب، والمنشآت النفطية والسدود والموانئ والمطارات.