أعلنت مصادر في الحراك الشعبي في
بغداد، عن
اعتقال قوات الأمن العراقية لواحد من أبرز نشطائها بسبب خطاباته المنادية بإعادة الحقوق وإنصاف المكون السني في العراق، في حادثة هي الرابعة من نوعها خلال أقل من شهرين، فيما أكدت هيئة علماء المسلمين أن عملية الاعتقال تأتي ضمن سياسة تكميم الأفواه والتضييق على القوى الوطنية التي تنادي بالإصلاح واحترام حقوق الإنسان.
وقال عضو المجمع الفقهي في العراق "المرجعية الدينية للحراك الشعبي" الشيخ مصطفى البياتي، في حديث خاص، إن "قوة من وزارة الداخلية داهمت منزل الشيخ باسم الهماوندي في منطقة اليرموك غرب العاصمة بغداد واقتادته إلى جهة مجهولة، في حادثة هي الرابعة من نوعها خلال شهرين".
وأضاف البياتي، أن الشيخ الهماوندي كان من الناشطين في صلوات الجمعة الموحدة التي تقام وتلا عدة خطابات طالب فيها بإنهاء التهميش والإقصاء الطائفي الذي يتعرض له المكون السني في العراق، لافتاً إلى أن قوات الأمن تطارد الهماوندي الذي أصبح يحظى بتأييد واسع وخصوصاً في الأوساط الشبابية.
وأشار البياتي إلى أن اعتقال الهماوندي هي الحادثة الرابعة من نوعها والتي طالت أئمة وخطباء منطقة العامرية غرب بغداد خلال أقل من شهرين، وتعد إحدى أبرز المناطق السنية في العاصمة العراقية، مشيراً إلى اعتقال ثلاثة مشايخ في حوادث منفصلة وهم الشيخ محمد عبد الكريم من جامع الحسنين، والشيخ مؤيد الكبيسي من جامع العباس، والشيخ محمد عباس من جامع ملوكي.
وحمّل الحكومة العراقية مسؤولية الحفاظ على سلامة المشايخ المعتقلين، ودعاها إلى الكف عن النهج الطائفي الذي سارت عليه أثناء رئاسة نوري المالكي، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته يدرك جيداً أن الحراك الشعبي في بغداد والمحافظات الخمس الأخرى، هو الذي أرغمه على التنحي، ولهذا نراه يحاول الانتقام من كل رموز هذا الحراك بواسطة الاعتقالات غير المستندة إلى الأوامر القضائية.
وشدد البياتي على أن النهج الطائفي للحكومة العراقية واضح من خلال إصرارها على اعتقال شيوخ وعلماء السنة، ومداهمة المساجد، في وقت لم يسمع هو شخصياً عن أي حالة اعتقال جرت لشيخ شيعي أو مداهمة حصلت لحسينياتهم.
وفي ذات السياق، أعلنت "هيئة علماء المسلمين" في العراق استنكارها الشديد لعملية اعتقال الشيخ الهماوندي، مطالبة بالمحافظة على سلامته وإطلاق سراحه فوراً.
وقالت الهيئة في بيان حصلنا على نسخة منه إن "اعتقال الهماوندي هي جريمة نكراء، وتأتي لتؤكد سياسة تكميم الأفواه، والتضييق على القوى الوطنية التي تنادي بالإصلاح واحترام حقوق الإنسان في ظل الحكومة الجديدة التي هي امتداد للحكومة التي سبقتها".
من جهتها، أكدت مجموعة من الشباب في منطقة العامرية على عدم تمكنهم من الخروج في تظاهرة احتجاجا ضد اعتقال الشيخ الهماوندي؛ بسبب التشديدات الكبيرة التي تفرضها قوات الجيش، ومنعهم المواطنين من تنظيم أي نوع من الاحتجاجات.
وبين الشاب حسن العاني، أنه كان حريصاً على أداء الصلاة خلف الشيخ الهماوندي القادم من مدينة جمجمال في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، وأنه يحضر جميع الصلوات الموحدة من أجل الاستماع الى خطاباته التي تنادي بإنصاف أهل السنة والكف عن استهداف مناطقهم، مبيناً أن القوات الأمنية سبق لها أن اعتقلت شقيق الشيخ الهماوندي في محاولة للضغط عليه من أجل الكف عن صعود منبر الخطابة.
وتعد صلوات الجمعة الموحدة أحد أساليب الحراك الشعبي الذي يطالب بإنصاف المكون السني في العراق، والذي ابتدأ في محافظة الأنبار وانتقل بعدها إلى صلاح الدين ونينوى وديالى وأجزاء من محافظة كركوك، بالإضافة إلى العاصمة بغداد.