أطلق نشطاء في الساحل السوري حملة للضغط على فصائل الثوار لمنعها من إطلاق سراح محتجزات ومحتجزين لديها من الموالين للنظام السوري؛ دون صفقة تبادل تتضمن إطلاق سراح نساء وأطفال معتقلين لدى النظام.
وجاءت الحملة التي وقعها نشطاء إعلاميون ومقاتلون في الساحل؛ على خلفية الاتفاق الذي أبرمته فصائل مقاتلة مع النظام السوري بشأن خروج المقاتلين من حمص المحاصرة في أيار/ مايو الماضي، حيث تضمن الاتفاق إفراج الفصائل، وخصوصا
الجبهة الإسلامية، عن محتجزين لديها من العائلات العلوية التي تم احتجازها في جبل الأكراد (قرى عرامو واستربة وغيرهما).
وفي 9 آب/ أغسطس، سلمت الجبهة الإسلامية مجموعة من النساء العلويات المحتجزات لديها في إطار الاتفاق المشار إليه بشأن حمص.
وردا على إفراج الجبهة عن الدفعة الجديدة من المحتجزات لديها، أصدر نشطاء في الساحل بيانا قالوا فيه: "بعد عمليات تسليم الأسرى التي تمت في الساحل والتي كانت مجحفة بحق أسرانا وثورتنا، وبعد المحاولات المتتابعة من الجبهة الإسلامية لتسليم بقية الأسرى في الساحل دون مقابل كما حصل في المرات السابقة، فإننا نحذر الجبهة الإسلامية – التي تبنت وتتبنى عمليات التسليم – من الإقدام على أي عملية تسليم دون الإفراج عن أسرى وأسيرات في سجون الطاغية (بشار الأسد) كما حدث في المرات السابقة".
ودعا البيان الذي وقعه نشطاء ومقاتلون في الساحل؛ "الجبهة الإسلامية لوضع جدول زمني للمفاوضات مع النظام حول عملية التبادل – لا عملية التسليم – وذلك تحت رقابة من الإعلام ومن نشطاء الساحل"، محذرين من أنه "في حال حدوث أي عملية تسليم فإننا نحمل الجبهة الإسلامية كافة المسؤولية أمام الله جل وعلا، ومن ثم أمام تضحيات شعبنا الأبي". ووصف البيان عملية إفراج الجبهة عن المحتجزات لديه دون صفقة تبادل أنها "ترقى إلى درجة الخيانة العظمى بحق أسرانا وأهداف ثورتنا المباركة" حسب البيان.
من جهته، أرجع يامن عراج، وهو أحد النشطاء الإعلاميين الموقعين على البيان، هذا الحملة إلى "عدم الاكتراث بأهلنا المأسورين لدى قوات النظام، وعدم المطالبة بإخراج جزء منهم". وتابع متسائلا، في حديث لـ"عربي21": "من منا ليس عنده أحد من أهله أو أقاربه في سجون النظام؟ لماذا لا تتم إثارة الموضوع؟ جميعنا لدينا إخوة وأخوات في الاعتقال، ونطالب بالإفراج عنهم"، مضيفا: "هذا هو محتوى البيان والمقصود منه".
ولكن هل ستكترث الجبهة الأسلامية بهذا البيان؟ يقول عراج: "ليس لنا علاقة ولا عداء مع أي فصيل، ولكن ذكرنا الجبهة الاسلامية لأنها كانت على صلة بتسليم الأسرى في المرات السابقة، ونكون بذلك قد وضعنا أهالي الساحل بصورة الوضع وقلنا كلمة الحق تتمناها أنت وأنا وكل ذوي المعتقلين"، رافضا في الوقت ذاته ربط توقيت البيان بأي حدث آخر.