كتب أحمد البري: تسعى القوى السياسية بكل جهدها لإقامة تحالفات انتخابية وإعداد قوائم وأسماء بالمرشحين الذين ستخوض بهم انتخابات البرلمان المقبلة.
وتشير التحركات الأخيرة للأحزاب الى أنه سيكون هناك أكثر من تحالف، ولن يقتصر الأمر على التحالف الذى يجرى تكوينه حاليا، ويقوده عمرو موسي، واللواء مراد
موافي، واللواء أحمد جمال الدين، والسفير محمد العرابى لتوحيد القوى المدنية، لخوض المعركة البرلمانية المقبلة تحت تلك «المظلة الرباعية» فى تحالف واحد، ومبعث الاتجاه الى تعدد التحالفات هو الخوف من إعادة إنتاج مفهوم الحزب الحاكم من جديد، وباعتبار أن التعددية تسمح بوجود منافسة حقيقية فى الانتخابات البرلمانية.
وفى هذا الصدد يجرى الحديث عن مفاوضات تجريها جبهة «مصر بلدي» مع اللواء مراد موافى رئيس المخابرات الأسبق ليرأس حزبها الذى ستدشنه خلال أيام، ومن ثم خوض تحالف مع حزب الحركة الوطنية، الذى سيسافر عدد من قياداته على رأسهم المستشار يحيى قدرى النائب الأول لرئيس الحزب الى الإمارات الأحد المقبل للقاء الفريق أحمد
شفيق مؤسس الحزب لعرض الأمر عليه، وتحديد موعد عودته الى مصر .. ولكن موافى لم يبد موقفا محددا تجاه هذا الحزب حتى الآن، خصوصا أنه يشارك فى التحالف الرباعي، كما أن هناك أنباء عن أنه سيكون ضمن الفريق المعاون للرئيس عبدالفتاح السيسي.
والسؤال الآن: أين هى هذه الأحزاب والقوى السياسية من رجل الشارع الذى لا يعرف شيئا عنها، ولاحتى مجرد أسمائها؟ وهل ستعتمد على العصبيات والجهود الفردية للمرشحين باعتبار أن 80 فى المائة من المقاعد سيكون بالنظام الفردي؟ واذا كان الأمر كذلك، فما جدوى الصراع على اقامة تحالفات، وتكتلات لن يكون لها صدى يذكر لدى الناخبين؟
إن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود من أجل إقامة انتخابات برلمانية ناجحة، وتنفيذ الإستحقاق الثالث فى خريطة المستقبل بعد الدستور، والانتخابات الرئاسية، ومن ثم بدء التنمية الشاملة، والانطلاق الى الأمام.
(الأهرام المصرية)