خصص
النظام السوري مساجد وفنادق ومطارات ومعابر حدودية كمراكز اقتراع في الانتخابات الرئاسية التي يجريها، اليوم الثلاثاء، في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري، بحسب ما تابع مراسل "الأناضول"، مشاهد من مسجد "العثمان" بدمشق الذي تم وضع صندوق انتخابي فيه، في حين أن المرشح الرئاسي حسان النوري أدلى بصوته في فندق "الشيراتون" بدمشق، بحسب وكالة أنباء النظام (سانا).
في حين أظهر التلفزيون نفسه أيضاً المئات من السوريين القادمين من لبنان وهم يحتشدون أمام معبر "جديدة يابوس" الحدودي مع لبنان للإدلاء بأصواتهم، وذلك لمن تعذر عليهم الإدلاء بأصواتهم في الفترة المخصصة لانتخابات السوريين في الخارج 28 أيار/ مايو الماضي.
وحدّد قانون الانتخابات العامة، اطلع عليه مراسل "الأناضول"، مقرات السفارات السورية كمراكز حصرية للاقتراع في الانتخابات للسوريين المقيمين في الخارج الذي تم في 28 أيار/ مايو الماضي، و3 حزيران/ يونيو الجاري، الثلاثاء للسوريين المقيمين داخل البلاد.
كما نقل التلفزيون الرسمي مشاهد لعملية
التصويت من مبناه الرئيسي ومبنى البرلمان وعدد من الوزارات بدمشق والمحافظات السورية التي تم وضع صناديق انتخابية فيها، فضلاً عن المدارس والدوائر الحكومية.
وبحسب المادة 64 من قانون الانتخابات العامة، فإن فترة التصويت تبدأ في الساعة السابعة من صباح الثلاثاء وحتى الساعة السابعة مساء، ويجوز بقرار من اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخاب لمدة خمس ساعات على الأكثر في مراكز الانتخاب كلها أو في بعضها.
وتعد جميع الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة النظام دائرة انتخابية واحدة يحق لأي مواطن سوري الإدلاء بصوته عبر بطاقته الشخصية في أي مكان يتواجد فيه، وذلك وفق قانون الانتخابات العامة.
وخصصت اللجنة العليا للانتخابات تسهيلات للسوريين الراغبين بالإدلاء بأصواتهم من خلال وضع صناديق اقتراع في المطارات السورية والمراكز الحدودية البرية، من أجل إتاحة الفرصة لمن يرغب من المغتربين السوريين واللاجئين في دول الجوار من الإدلاء بأصواتهم، وحتى إن لم يرغبوا بالدخول إلى البلاد بسبب الصراع الذي دخل عامه الرابع.
وفتح النظام السوري، صباح اليوم الثلاثاء، 9601 مركز اقتراع لاستقبال المنتخبين في المناطق الخاضعة لسيطرته في أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، في ظل رفض عربي وغربي واسع، ومقاطعة المعارضة التي تصف الانتخابات بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم".
وقدرت وزارة الداخلية التابعة للنظام، الأسبوع الماضي، عدد السوريين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة بأكثر من 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، ويستطيع الموجودون بالداخل الإدلاء بأصواتهم في 9601 مركزاً انتخابياَ تضم 11 ألف و776 صندوق اقتراع، بحسب ما تذكره وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام.
كما أعلنت الوزارة أن الانتخابات الرئاسية ستقام في جميع المحافظات السورية عدا محافظة الرقة التي تعد المعقل الأساسي لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش".
وحذر أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من تخطيط النظام لتنفيذ تفجيرات تستهدف مراكز الاقتراع.
وفي كلمة وجهها للشعب السوري، الاثنين، ونقلتها قناة "العربية"، ناشد الجربا السوريين بـ"عدم الوقوع فريسة لهذا المخطط الذي يستهدف تنفيذ تفجيرات لاتهام المعارضة بالوقوف خلفها لتصدير انطباعات خاطئة للعالم الخارجي".
وترفض دول عربية وغربية إضافة إلى المعارضة السورية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية، وتصفها بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة.
في الوقت الذي يقول النظام إنه ينظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، ويخوضها إلى جانب رئيس النظام السوري
بشار الأسد (ورث كرسي الحكم عن أبيه الراحل حافظ الأسد عام 2000)، كل من البرلماني ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري، مع توقعات مراقبين بفوز الأسد بأغلبية كبيرة.
ومنذ آذار/ مارس 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم نظام بشار الأسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران بالشكل الرئيس.
وتقول إحصائيات للأمم المتحدة أن نحو 10 ملايين سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، نزحوا عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقتل فيه أكثر من 162 ألفاً في إحصائية أصدرها مؤخراً المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة ومقرها بريطانيا.