كتب أحمد منصور: لم يكد الليبيون يشعرون بالخلاص من أسوأ حاكم مر عليهم في تاريخهم معمر القذافي الذي حكمهم أربعين عاما بالحديد والنار وقامر وغامر بليبيا وشعبها وثرواتها وإمكاناتها طوال هذه الفترة، حتى جاءهم من هو على شاكلته، خليفة
حفتر أحد الضباط الذين شاركوا معه في انقلاب سبتمبر 1969 وقائد القوات البرية في إحدى مغامرات القذافي.
وهي الحرب الليبية على تشاد التي شنها القذافي على عدة مراحل بين عامي 1978 و1987 ، حيث كان اساس الحرب هو خوف القذافي من جيشه ورغبته في اشغاله في الحروب وتدميره وقد قام حفتر بالمهمة حينما قاد الجيش في هذه الحرب الخاسرة واشتهر عنه انه كان يقوم باعدام الجرحى من جنود الجيش الليبي وفي النهاية اظهر انقلابه على القذافي واسس ما يسمى بالجيش الوطني الليبي حيث كان يحصل على المساعدات والدعم من الولايات المتحدة كمعارض للقذافي وحينما اكتشف الاميركان انه مجرد مغامر مقامر انهى مغامرته وذهب للاقامة في الولايات المتحدة وحصل على جنسيتها وقد نشرت صحيفة » واشنطن بوست » الاميركية تقريرا عنه في 19 مايو جاء فيه ان حفتر كان يملك بيتين في فيرجينيا وانه صوت في الانتخابات التي جرت هناك خلال عامي 2008 و2009 ، كما انه كان يعيش حياة مريحة دون ان يعرف احد ماهو مصدر امواله ، وحينما قامت الثورة الليبية عاد حفتر وحاول ان يركب موجة الثورة ضد القذافي لكن الثوار همشوه وظل يبحث عن دور حتى قام السيسي بانقلابه في مصر واخذ يتودد للولايات المتحدة لدعمه فيما يسمى بالحرب على الارهاب وقال في مقابلة مع وكالة رويترز «ان ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى في اعقاب الاطاحة بمعمر القذافي اصبحت تمثل تهديدا امنيا لمصر».
وكان هذا مؤشرا للبحث عن ضابط مغامر يمكن ان يقوم في ليبيا بما قام به السيسي في مصر لاجهاض الثورة تحت دعوى محاربة الارهاب ولان الولايات المتحدة لم تؤيد التحرك الشعبي في المنطقة حينها وجدت الجنرال
المغامر المقامر خليفة حفتر ليقوم بالمهمة لاسيما وانه حتى الآن مهووس بلبس البزة العسكرية رغم انه غادر الجيش الليبي قبل اكثر من خمسة وعشرين عاما ، وقد اكدت عدة مصادر منها صحف اميركية ان حفتر عميل قديم لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وان كل ما حدث هو انهم اعادوه للخدمة مرة اخرى ، مدعوما من السيسي ومن الانظمة التي تناوئ الثورات العربية، ولان حفتر فشل في ان يحشد قوات حقيقية رغم الاموال الهائلة التي حصل عليها والدعم السياسي والعسكري لذلك لجأ الى الانقلابات التليفزيونية وفاجأ الجميع في شهر فبراير الماضي بالانقلاب التليفزيوني الذي اعلنه في طرابلس حيث كان لا يزال يعيش في جلباب انقلاب القذافي عام 1969 حينما استولوا على كل شيء من خلال البيان الاول من الاذاعة ، لكن حفتر بعدما اذاع البيان الاول وجد الليبيين يستقبلون بلاغه بالسخرية والاستهزاء ثم كرر حفتر المحاولة مرة اخرى في بنغازي مستغلا الفوضى الامنية بها ولكن هذه المرة مغريا احد الطيارين المقامرين ان يقوم بالهجوم على احدى قواعد الثوار ، ثم انسحب وعاد يطالب عبر بيان تليفزيوني بالاطاحة والاقالة ، ان ما يجري ليس سوى مغامرة ومقامرة من احد هؤلاء العسكر المغامرين المقامرين الذين ابتليت بهم الامة وبعدما تنتهي مغامرته سيلقى في مزبلة التاريخ .
(الوطن القطرية)